أحدث الأخبار
"اعترافات امرأة متزوجة".. بهذا العنوان أنشأت زينب العشري مجموعة على فيس بوك، بهدف الفضفضة وتحدي التابوهات التي تكبل حرية المرأة، ولم تتوقع أن يضم 45 ألف عضوة في غضون عامين.
ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا أمس الاثنين عن المجتمع المغلق الذي أنشأته زينب عبر موقع التواصل الاجتماعي الأشهر، والذي أصبح مساحة حرة لمناقشة موضوعات حساسة مثل الخيانة الزوجية والعنف المنزلي والتسلط الأبوي والختان والتحرش الجنسي.
وقالت زينت العشري، للصحيفة الأمريكية، إن "النساء الآن أكثر قوة ولا يرغبن في تقبل الآراء التقليدية".
وأشارت إلى أنها ضمت في العام الأول 3 آلاف سيدة، وتوسعت بعدها المجموعة بشكل متسارع لأن العضوات وجهن بدورهن دعوات لصديقاتهن للانضمام.
وتسمح المجموعة لعضواتها بالخصوصية حيث أنها مجموعة مغلقة لا يمكن لأحد الانضمام لها إلا بدعوة من عضوة موجودة بها بالفعل، كما تخفي هوية السيدات اللاتي يروين قصصهن.
وقالت زينب العشري إنه على الرغم من انضمام هذا العدد إلا أن قدرة النساء على الوصول للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لا تزال محدودة بسبب المعدلات العالية للأمية والبطالة بينهن.
واعتبرت الصحيفة أن شعبية المجموعة دليل على أن بعض النساء في مصر تطمحن لمساحة أكبر من الحرية، للحديث عن المشاكل والتحديات اليومية التي يواجهنها مثل التحرش الجنسي الذي أصبح أكثر انتشارا في أعقاب ثورة 25 يناير 2011.
ووضع تقرير الفجوة بين الجنسين -الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2015- مصر في المرتبة رقم 136 من مجموع 145 دولة، وجاءت مصر بعد السعودية التي تمنع فيها النساء من قيادة السيارة.
وتابعت الصحيفة أن النساء في مصر يتعرضن للعنف والتحرش وقوانين طلاق تجعلهن مجبرات إما على التنازل عن حقوقهن المالية بموجب قانون (الخلع) أو الدخول في متاهة قانونية طويلة ومكلفة لإثبات أنهن تعرضن للإساءة حتى يحصلن على الطلاق.
وقالت الصحيفة إن واحدة من بين كل 6 نساء في مصر تعرضن للعنف في 2015 وفقا لدراسة حديثة لمركز الإحصاء في مصر.
وأضافت أن إحدى الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى الضغط الدولي ساهما في إقرار قانون تجريم التحرش عام 2004.
وأشارت إلى أن وفاة طفلة في السابعة عشرة من عمرها بمحافظة السويس في مايو الماضي نتيجة عملية ختان أحدث ضجة عبر موقع تويتر، وتم إغلاق المستشفى الذي أجريت فيه العملية وفتح تحقيق في الحادثة، مضيفةً أنه على الرغم من تجريم الحكومة المصرية للختان في 2008 إلا أنه لا يزال منتشرا.
وقالت الصحيفة إنه في السنوات الأخيرة حاولت النساء تحدي الأدوار المفروضة عليهن اجتماعياً، فمن بينهن من خلعن الحجاب ومن التحقن بوظائف كانت حكرا على الرجال لسنوات طويلة مثل سائق التاكسي والطيار والميكانيكي.
ومن المناقشات التي تضمنتها مجموعة "اعترافات امرأة متزوجة"، سؤال لسيدة قالت إنها تحب زوجها وأنها تتعرض للعنف من قبله، ولا تعرف إن كان عليها أن تتركه أم لا.
وجاءت مئات الردود تنصحها بأن تتركه ولم تتضمن التعليقات النصح التقليدي بأن تستمر في العلاقة لعل سلوكه يتغير.
وقالت عضوة أخرى إنها كانت واثقة في البداية من قرار الخروج من زواج غير سعيد، لكن وتحت ضغط الأسرة والخوف من المجتمع الذي لا ينظر بعين العطف إلى المطلقات بدأت تتردد في قرارها، وسألت العضوات "هل أنا أنانية"؟
وسارعت عشرات السيدات لدعمها وقالت إحداهن، "إنك أبعد ما يكون عن الأنانية" وعبرت ثانية عن أملها في أن تختفي العقليات الرجعية يوما ما.
وتضمنت المناقشات موضوعات أخف ولكن يظل الحديث عنها في العلن غير مسموح، حيث سألت سيدة عن أطعمة مثيرة للشهوة الجنسية يمكنها أن تعدها لزوجها وتعددت الإجابات من الجرجير إلى الشيكولاتة.
وقالت زينب العشري إنها أنشأت المجموعة لتكوين صداقات بين العضوات لمساعدة بعضهن البعض ولتوجيه أسئلة يمكن أن يخجلن من طرحها وجها لوجه.