أحدث الأخبار
اختتمت مساء اليوم الاثنين أعمال القمة العربية العادية برئاسة موريتانيا، ومشاركة رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل نائبا عن الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وانطلقت صباح اليوم بالعاصمة الموريتانية نواكشوط القمة العربية العادية السابعة والعشرون برئاسة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز تحت عنوان "قمة الأمل".
في كلمته في الجلسة الافتتاحية بعد استلام رئاسة الدورة الجديدة استنكر الرئيس الموريتاني "التدخلات الخارجية في الشؤون العربية".
واتفقت مصر وموريتانيا على أن "الإرهاب" يمثل تحديا ضخما للدول العربية.
وشدد على ذلك أيضا الأمين العام الجديد لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الذي قال في كلمته في الجلسة الافتتاحية "أمتنا العربية تخوض حربا ضروسا ضد الإرهاب."
التركيز على المبادرة الفرنسية
وأقر القادة العرب في ختام أعمال قمتهم العادية عددا من القرارات، في مقدمتها القرار الخاص بالقضية الفلسطينية، الذي تضمن التأكيد العربي على الجهود الدولية والعربية الهادفة إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة المبادرة الفرنسية من خلال عقد مؤتمر دولي للسلام قبل نهاية العام 2016، وخروج هذا المؤتمر بآلية دولية متعددة الأطراف تعمل على إنهاء كامل الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين والأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967، وفق أطر زمنية محددة للاتفاق والتنفيذ.
ودعا القادرة العرب أعضاء اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط، إلى مراجعة موقفها وإعادة النظر في تقريرها الصادر يوم 1 يوليو 2016، والذي يتناقض مع القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، وينحاز في كثير من مضامينه إلى الرواية والمواقف الإسرائيلية، ويساوي بين سلطة الاحتلال والشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال، ودعوة اللجنة الرباعية إلى الالتزام بمرجعيات عملية السلام وقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، والعمل على أساسها لحل الصراع بدلاً من إدارته، ودعم عقد مؤتمر دولي للسلام وفق المبادرة الفرنسية، بهدف إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ضمن إطار زمني محدد وآلية دولية متعددة الأطراف.
كما أكدوا على حق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة، وإطلاق سراح جميع الأسرى من سجون الاحتلال، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين، استناداً إلى القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، وقرارات القمم العربية المتعاقبة.
الحل السياسي للأزمة السورية
وطالب القادة العرب كافة أطراف الصراع في سورية بوقف العدوان على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وعدم الزج بهم في أتون المعارك رغم حيادهم منذ بدء الصراع، والتعبير عن بالغ القلق إزاء استمرار الأحداث داخل المخيمات، والمطالبة بإخلائها من السلاح والمسلحين، وفك الحصار عنها وعودة سكانها إليها، وتقديم كل الخدمات الضرورية لدعم اللاجئين الفلسطينيين فيها.
ودعا القادة العرب الأمين العام للجامعة العربية إلى مواصلة مشاوراته واتصالاته مع الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثة الخاص ستيفان دي مستورا، ومختلف الأطراف المعنية من أجل تكثيف الجهود المبذولة لتهيئة الأجواء الملائمة لاستئناف جولات مفاوضات جنيف الهادفة إلى إقرار خطوات الحل السياسي الانتقالي للأزمة السورية.
وبالنسبة لليبيا، رحب مجلس الجامعة ببدء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني مباشرة أعماله من العاصمة طرابلس، مجددا الدعوة للدول الأعضاء إلى تقديم الدعم السياسي والمعنوي والمادي لحكومة الوفاق الوطني الليبي بوصفها الحكومة الشرعية الوحيدة لليبيا والامتناع عن التواصل مع أجسام تنفيذية أخرى موازية لها.
رفض التدخل العسكري في ليبيا
وأكد مجلس الجامعة على الرفض لأي تدخل عسكري في ليبيا لعواقبه الوخيمة، والعمل على مواصلة الاتصالات والمشاورات مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ومختلف الأطراف الليبية ودول الجوار الليبي من أجل تذليل الصعاب التي ما زالت تعترض تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي الموقع عليه في مدينة الصخيرات تحت رعاية الأمم المتحدة.
وأكد المجلس على ضرورة مواجهة الإرهاب بشكل حاسم، وتقديم الدعم للجيش الليبي في مواجهة كل التنظيمات الإرهابية بشكل حاسم، بما فيها تنظيم "داعش الإرهابي" وتنظيم القاعدة وأنصار الشريعة وغيرها من التنظيمات المصنفة من قبل الأمم المتحدة كمنظمات "إرهابية".
دعم الشرعية اليمنية
وبالنسبة لليمن، جدد المجلس استمرار دعمه للشرعية الدستورية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمينية، مشددا على أن أي مشاورات أو مفاوضات لخروج اليمن من الأزمة لا بد وأن تنطلق من المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة خاصة القرار 2216.
واستنكر المجلس استمرار الحكومة الإيرانية في تكريس احتلالها للجزر الثلاث وانتهاك سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة بما يزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة ويؤدي إلى تهديد الأمن والسلم الدوليين.
استنكار تدخلات إيران
وأدان المجلس قيام الحكومة الإيرانية ببناء منشآت سكانية لتوطين الإيرانيين في الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة، كما أدان المناورات العسكرية الإيرانية التي تشمل جزر الإمارات الثلاث وعلى المياه الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخاصة للجزر الثلاث وغيرها باعتبارها جزءا لا يتجزأ من دولة الإمارات، والطلب من إيران الكف عن مثل هذه الانتهاكات والأعمال الاستفزازية التي تعد تدخلا في الشئون الداخلية لدولة مستقلة ذات سيادة، ولا تساعد على بناء الثقة وتهد الأمن والاستقرار في المنطقة.
وطالب المجلس إيران بترجمة ما تعلنه عن رغبتها في تحسين العلاقات مع الدول العربية، وأكد المجلس على إبقاء قضية الجزر ضمن المسائل المعروضة على مجلس الأمن، إلى أن تنهي إيران احتلالها للجزر العربية الثلاث.
واتفق القادة ورؤساء الوفود الذين تحدثوا في أولى جلسات القمة على أن الصراعات المسلحة في سوريا واليمن والعراق وليبيا والتشدد الإسلامي الذي برز في استيلاء تنظيم الدولة الإسلامية على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا تمثل أكبر أزمات العالم العربي بجانب بقاء القضية الفلسطينية بدون حل.
وبحث القادة والرؤساء العرب عددا من الملفات في مقدمتها القضية الفلسطينية بكل أبعادها وما يتعلق بعملية السلام والقدس والاستيطان واللاجئين، وتطورات الأزمة السورية والوضع في كل من ليبيا واليمن ودعم الصومال وخطة تحرك السودان لتنفيذ استراتيجية خروج اليوناميد من إقليم دارفور واحتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاثة "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى".
كما بحث القادة العرب التدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية للدول العربية، والموقف العربي إزاء انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية، وصيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب، وتطوير جامعة الدول العربية، والعمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك.
اليمن يستضيف القمة المقبلة
ومن المقرر أن تستضيف اليمن القمة المقبلة العام القادم.
وكانت القمة العربية -التي عقدت بشرم الشيخ في مارس الماضي- أقرت مشروع تشكيل قوة مشتركة منوط بها القيام بعمليات التدخل السريع ومنع نشوب النزاعات وإدارتها بما يحفظ استقرار وسلامة الدول العربية، ولكن الجامعة العربية أرجأت إقرار البروتوكول الخاص بالقوة المشتركة دون تحديد موعد لإقراره.