أحدث الأخبار
رفضت هيئة كبار العلماء برئاسة شيخ الأزهر، اليوم الثلاثاء، بالإجماع الخطبة المكتوبة، مُعتبرةً هذه الخطوة تجميدا للخطاب الديني، مطالبة بتدريبٍ جاد للخطباء وتثقيفهم حتى يستطيعوا مواجهة الأفكار المتطرفة والشاذَّة بالعلم والفكر الصحيح.
وناقشت الهيئة، خلال اجتماعها اليوم برئاسة شيخ الأزهر أحمد الطيب بمقر المشيخة، كثيرا من القضايا الإسلاميَّة التي تهم المسلمين حول العالم.
ونشرت وزارة الأوقاف بموقعها على الانترنت قبل أسبوعين خطبة موحدة عن المال الحرام وسط تقارير عن إلزام الخطباء بقراءة الخطبة من ورقة مكتوبة.
وخالف كثير من أئمة المساجد وزير الأوقاف في الخطبة بعدما خرجوا على موضوع الخطبة الموحدة المقررة من الوزارة، وتجنبوا القراءة من ورقة مكتوبة مثلما فعل الوزير في حين استنكر مصلون فكرة توحيد خطبة الجمعة.
وقالت الهيئة -في بيان صدر في ختام اجتماعها أوردته وكالة أنباء الشرق الأوسط- إنَّ الأئمة يحتاجون إلى تدريبٍ جاد حتى لا يتَّكئ الخطيب على الورقة المكتوبة وحدها.
وأعرب العلماء عن مخاوفهم من أن تؤدي الخطبة المكتوبة بعد فترةٍ ليست كبيرة إلى تسطيح فكرِ إمام المسجد وعدم قدرته على مناقشة الأفكار المنحرفة والجماعات الضالة التي تتَّخذ الدِّين سِتارًا لها، وتستخدم من بين أساليبها تحريف بعض آيات القُرآن الكريم والأحاديث النبوية عن مواضعها، والتلبيس بها على إفهام عوامِّ المسلمين.
وأشار البيان إلى أن الاعتماد على الخطبة المكتوبة قد يُصعِّب على الإمام مُناقشة هذه الأفكار المنحرفة وتفنيدها والرد عليها وتحذير الناس منها، وهو الأمر الذي يوجب مزيدًا من التدريب للخطيب والداعية وإكسابه مهارات البحث العلمي والدعوة والابتكار حتى يستطيع الحديث بما يُناسب بيئته والتغيرات المتطورة كل يوم، وحتى يجتمع الناس من حوله منصتين إليه.
وكان عدد من الدعاة وأئمة المساجد، تقدموا بطلب إلى وزير الأوقاف، يطالبون فيها الوزير بالتراجع عن تنفيذ فكرة "الخطبة المكتوبة" دون النظر إلى مبررها بأن بعض الخطباء لا يملكون أنفسهم على المنبر، إما بالإطالة وإما الخروج عن الموضوع وإما الدخول في أمور سياسية وحزبية.