أحدث الأخبار
"أمينة" الزوجة الخاضعة و"حميدة" التي يقود الجشع خطواتها و"نفيسة" الساقطة .. نساء شهيرات في روايات الأديب الراحل نجيب محفوظ، كن سببا في اتهام البعض له بظلم المرأة وتصويرها بأسوأ الشخصيات.
على النقيض يرى البعض الآخر من النقاد أن محفوظ "انحاز للمرأة بشكل واضح في كافة أعماله"، و"كشف ازدواجية الرجل في التعامل معها".
وتحل اليوم الثلاثاء الذكرى العاشرة لوفاة الأديب المصري الحائز على جائزة نوبل، والذي خصصت دراسات كاملة عن نساء رواياته، أشهرها دراسة د.فوزية العشماوي "المرأة في أدب نجيب محفوظ".
*محفوظ انحاز للمرأة وتعاطف مع العاهرات
ووصف الناقد الأدبي إيهاب الملاح، مقولات ظلم محفوظ للمرأة بأنها "رأي عابر ومتداول روج له أنصار التيار الديني، الذين لم يقرأوا حرفا لمحفوظ، واعتمدوا في تقييمهم على الأعمال السينمائية المأخوذة عن رواياته".
وأضاف "لا يوجد كاتب أو أديب عربي تعامل مع المرأة باعتبارها إنسان كامل الحقوق مثل محفوظ، الذي انحاز للمرأة ولحقها في التعليم والعمل، وكان من القلائل الذين كسروا هيمنة الثقافة الذكورية على أنفسهم قبل أي شيء".
ويرى الملاح أن محفوظ برع في تقديم المرأة بتنويعات مختلفة، لم تقتصر على النماذج السيئة، فكان من بين الشخصيات التي قدمها "سوسن حماد" -في رواية "السكرية"- المثقفة اليسارية التي تساهم في الحراك السياسي في المجتمع والتي أبرز من خلالها التغيرات الاجتماعية منذ فترة ما قبل ثورة 1919 وأثناء الثورة وصولا إلى عام 1943، والتطور السريع في تكوين المرأة ونظرتها للمجتمع ونظرة المجتمع لها.
وأضاف الملاح "حتى في تصوير محفوظ لعالم العاهرات كان شديد التعاطف معهم، وكان يفضح النفاق الاجتماعي وتناقضات المجتمع وازدواجيته، ففي رواية اللص والكلاب قدم شخصية نور "العاهرة ذات الأخلاق .. فهي ليست لصة أو كلبة لكنها في النهاية إنسانة".
ولم ينظر لها محفوظ "نظرة إدانة أخلاقية" كما يقول الملاح لكنه تطرق إلى العوامل الاقتصادية والاجتماعية التي قادتها إلى ذلك الطريق.
أما نموذج أمينة "زوجة سي السيد" فقال الملاح إنه كان تجسيدا للزوجة المصرية في تلك الفترة "كما يقول الكتاب"، والتي "يدور عالمها داخل المنزل فلا تغادره إلا نادرا"، وما تتسم به من "طيبة وخنوع واستسلام للزوج وإحاطته بهالة من القداسة".
*أهم شخصية في حياة محفوظ امرأة
وقال الناقد الأدبي سيد محمود، لأصوات مصرية، إن محفوظ رصد أوضاع المرأة في المجتمع وتحولاتها في كل مرحلة، وقدم العديد من النماذج التقدمية للمرأة القوية والطموحة في عدد من رواياته مثل الطريق وميرامار.
ويرى محمود أنه لا يمكن القول إن محفوظ كاتب ذكوري، قائلا "أهم شخصية في حياته كانت امرأة وهي والدته التي أثرت فيه بشكل عميق ودائما ما كان يشير إلى دورها في تكوينه".
وأشار إلى أن هذه النظرة الخاطئة لنساء محفوظ تبرز في السينما أكثر من الروايات قائلا "محفوظ كان دايما بيقول أنا مش مسؤول عن الأفلام لكن عن الروايات".
وترى هدى نجيب محفوظ، نجلة الأديب الراحل أنه "كان متعاطفا مع المرأة في أعماله الروائية ودايما بتطلع في دور المقهورة".
وأضافت في تصريح لأصوات مصرية:"أنا بضايق لما الناس بتبني وجهة نظرها من خلال الأفلام اللي بتمثل أعماله الدرامية من غير ما يطلعوا على الرواية لأن الفيلم بيكون مختلف عن الرواية".
وحصل الأديب الكبير نجيب محفوظ على جائزة نوبل عن مجمل أعماله الأدبية عام 1988.