أحدث الأخبار
منذ حرب أكتوبر 1973 وعلى مدار 43 عاماً شهدت العلاقات المصرية الإسرائيلية صعوداً وهبوطاً، بدأت بعداء كامل لتصل إلى مرحلة السعي نحو "سلام دافىء"، وذلك وسط تعاون وتنسيق سياسي وأمني بين البلدين، بحسب ما قال خبراء سياسيون لأصوات مصرية.
* تفاهمات عسكرية
قال سفير مصر الأسبق لدى إسرائيل، محمد عاصم، إن توتر الأوضاع الأمنية في سيناء أدى إلى تطور العلاقات بين القاهرة وتل أبيب بسبب تفاهمات عسكرية مشتركة ساهمت بدورها في تغيير بنود اتفاقية السلام مع إسرائيل.
وكانت تل أبيب وافقت العام الماضي على نشر عناصر من القوات المسلحة المصرية في شمال سيناء لمواجهة جماعات متشددة، بالمخالفة لاتفاقية السلام التي تفرض على مصر تواجدا شرطيا محدودا في سيناء.
وأوضح عاصم، في مقابلة مع أصوات مصرية، أن تحالفا استراتيجيا شهدته مصر وإسرائيل عقب تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة في 2014، بعد موافقة القاهرة على إغلاق أنفاق غزة، وموافقة تل أبيب على نشر القوات المسلحة في شمال سيناء.
وأضاف أن مصر وإسرائيل حريصتان على عدم تجاوز الخطوط الحمراء في إدارة علاقاتهما السياسية والدبلوماسية والعسكرية، مؤكدا أن القاهرة تدير علاقاتها مع تل أبيب في إطار من الحرص والحذر والتوازن.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاحه عددا من المشروعات التنموية في مايو الماضي، إن "السلام مع إسرائيل سيكون أكثر دفئا لو قدرنا نحل مسألة أشقائنا الفلسطينيين".
* توترات محدودة
ورصد السفير المصري الأسبق لدى إسرائيل أبرز محطات توتر العلاقات بين البلدين على مدار 43 عاما، والتي تمثلت في خمس وقائع في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك وواقعة واحدة في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي.
وأوضح أن القاهرة شهدت توترا في العلاقات مع تل أبيب خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان في عامي 1996 و2006، والاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين في عامي 2000 و2008، وواقعة قتل القوات الإسرائيلية لخمسة جنود مصريين في عام 2011، والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 2012.
وقال محمد عاصم إن مصر استدعت سفيرها في تل أبيب خلال أحداث الاعتداءات على الفلسطينيين في عامي 2000 و2008، إضافة إلى سحب السفير المصري في واقعة خرق معاهدة السلام وقتل الجنود المصريين في عام 2011، وواقعة الاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة في 2012.
وأضاف عاصم أن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك لم يقم بزيارة إسرائيل خلال فترة حكمه (1981-2011) سوى مرة واحدة لحضور جنازة رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين في عام 1995.
* رفض شعبي
وأوضح السفير محمد عاصم أن الشعب المصري لا يزال رافضا للتطبيع مع إسرائيل طالما بقيت القضية الفلسطينية معلقة، لكنه قال إن "جزءا من الشعب المصري يقبل بوجود علاقات دبلوماسية بين القاهرة وتل أبيب".
ووجهت قطاعات شعبية في مصر انتقادات حادة لوزير الخارجية سامح شكري مؤخرا بسبب زيارته لإسرائيل وحضوره جنازة الرئيس الإسرائيلي الأسبق شيمون بيريس.
كما أثيرت ضجة شعبية مشابهة حيال صورة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر شكري ونتنياهو يشاهدان مباراة نهائي بطولة أمم أوروبا لكرة القدم في منزل الأخير بالقدس.
حلحلة العلاقات
وقال أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس، أحمد حماد، إن إسرائيل اتجهت إلى حلحلة العلاقات -التحرك البطيء- مع مصر بعد حرب 1973، في إطار البحث عن بدائل للحرب.
وأضاف حماد أن السلام المصري مع إسرائيل ليس "دافئا"، وإنما بارد بسبب رفض الشارعين المصري والعربي التطبيع مع إسرائيل طوال 43 عاما، رغم وجود علاقات سياسية ودبلوماسية.
وأوضح أن إسرائيل تحاول ابتزاز الولايات المتحدة ودول أوروبا لزيادة تسليحها على غرار تعزيز التسليح المصري مؤخرا، رغم أن الحروب الجديدة في العالم غير تقليدية، وغالبا ما تكون بين الجيوش النظامية والجماعات "الإرهابية" المسلحة.
* كلمة السر "حماس"
وأرجع أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، طارق فهمي، تحسن العلاقات بين مصر وإسرائيل إلى توتر العلاقة مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عقب عزل الجيش للرئيس الأسبق- المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين- محمد مرسي في يوليو 2013.
وقال فهمي، في تصريح لأصوات مصرية، إن التقارب بين نظام حكم الإخوان (يونيو 2012 - يوليو 2013) وحركة حماس الفلسطينية، أدى إلى حالة عداء بين قيادات الحركة والنظام السياسي الحالي، صبت في مصلحة العلاقات مع إسرائيل.
وأضاف أن مصر عادت لإرسال سفيرها إلى إسرائيل في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي في يونيو 2015 بعد قرابة 3 أعوام، لتدشن القاهرة صفحة جديدة في علاقتها بتل أبيب.