أحدث الأخبار
قال موقع جازيتا الإخباري الروسي إن روسيا ومصر ستجريان أول مناورة عسكرية مشتركة على الإطلاق في منتصف أكتوبر الجاري، إذ ستنفذ قوات محمولة جوا من البلدين عمليات لتدمير مسلحين في مواقع صحراوية.
وأضاف الموقع -في تقرير- أن الخبراء يعتقدون أن التدريب على تنفيذ عملية مناهضة للإرهاب "في بيئة صحراوية" هو إظهار لقدرات قوات الانتشار السريع الروسية وسط الصراع الدائر في سوريا، كما أنه دليل على أن القاهرة -في حالة تدهور الوضع- تعول ليس فقط على واشنطن وإنما تريد أيضا استخدام دعم موسكو.
ونقل التقرير عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن المناورة المشتركة لقوات المظلات في مصر ستشمل ستة مطارات و15 طائرة حربية ومروحية لأغراض متعددة، وكذلك عشر مركبات قتالية. وسترسل القوات الروسية المحمولة جوا في منتصف أكتوبر إلى مصر على طائرة اليوشن آي إل-76.
وسيرتدي الجنود الروس أثناء المناورة في مصر زيا جديدا يلائم الطقس الحار. ويعقد الجيش الروسي للجنود دورات تدريبية في مجالات اللغة والتكتيكات والتوجيه.
وقالت وزارة الدفاع الروسية "سيكون هناك اهتمام خاص لمعرفة عادات وتقاليد الشعب المصري". وأكدت أنها ستكون المناورة العسكرية المشتركة الأولى على الاطلاق بين قوات مظلات من البلدين في مصر.
وستطور القوات أسلوبا مشتركا لتطويق وتدمير تشكيلات مسلحة غير شرعية في بيئة صحراوية.
وقال البروفسور فلاديمير إيساييف -في معهد آسيا وأفريقيا بجامعة موسكو- إن هذا السيناريو أكثر صلة بمصر التي تكافح متشددين مسلحين في سيناء "ولم يعد بإمكانها الاعتماد على دعم واشنطن في هذا الشأن".
وأضاف إيساييف أن الجيش يرغب في الاعتماد على دعم موسكو، إذا حاولت المنظمات الإرهابية التي تعمل في سيناء توسيع الأرض التي تسيطر عليها.
واعتبر أنه "من المستبعد أن تشارك قوات مظلات (روسية) لكن ذلك مرجح تماما للقوات الجوية الروسية".
* لا يوجد دافع سياسي
ورفضت وزارة الدفاع الروسية التحدث عن المناورة المشتركة، في إطار تطورات التحقيق في تحطم طائرة ركاب روسية في سيناء قبل عام والمفاوضات الجارية لاستئناف الرحلات الجوية التي أوقفتها موسكو بعد تحطم الطائرة ومقتل 224 شخصا كانوا على متنها.
وقالت الوزارة إنه "لا يوجد دافع سياسي هنا".
وقال الكولونيل المتقاعد فيكتور موراخوفسكي إن موسكو والقاهرة تبنيان في الفترة الأخيرة علاقة وثيقة جدا تتميز بالثقة. وأضاف أن ذلك تجلى في شراء مصر حاملة الهليكوبتر الفرنسية ميسترال وبها معدات روسية سبق تركيبها، وكانت في طريقها أصلا للجيش الروسي.
وذكر خبراء أن موسكو، علاوة على ذلك، تظهر قدرتها على تشكيل مجموعات تدخل سريع في وقت قصير ونقلها إلى المنطقة المرغوبة.
وقال موراخوفسكي "ينبغي أن يوضع في الاعتبار قرب مصر وسوريا". وأضاف أن "روسيا تظهر أنه إذا لزم الأمر سيمكنها نشر عدد كاف من قواتها، وهو جزء من احتياطي القيادة العليا وينتمي إلى قوات التدخل السريع".
* كيف سترد أمريكا؟
وقال التقرير إن مصر هي الحليف الرئيسي للولايات المتحدة خارج حلف الأطلسي (الناتو)، وتتلقى سنويا ما قيمته مئات الملايين من الأسلحة من واشنطن. وخصص 1.3 مليار دولار إجمالا لمساعدة مصر في العام 2017.
وتزود الولايات المتحدة مصر بدبابات ابرامز ومقاتلات إف-16 وطائرات هليكوبتر، وتجري أيضا عمليات الصيانة لتلك الأسلحة.
لكن سيمون بجداساروف مدير مركز دراسات الشرق الأوسط ووسط آسيا -ومقره موسكو- استبعد أن ترد واشنطن على المناورة المشتركة بين موسكو والقاهرة.
وأضاف أن "مصر بلد مهم جدا استراتيجيا للولايات المتحدة. إن علاقة أمريكا مع إسرائيل وكيف ستعامل الولايات المتحدة بصورة عامة في الشرق الأوسط يعتمد على المصريين. وعلاوة على ذلك، السيطرة على قناة السويس".
وفضلا عن ذلك، فهذه ليست المرة الأولى التي تجري فيها روسيا مناورات مشتركة مع شركاء أمريكيين.
وعلى سبيل المثال، تجري روسيا وباكستان حاليا مناورة مشتركة في قرية تشيرات الباكستانية. ويشارك فيها حوالي 200 جندي يتبادلون الخبرات في تدمير الإرهابيين والجماعات المسلحة في مناطق جبلية.