أحدث الأخبار
"بينك تاكسي".. فكرة غير نمطية جذبت الأنظار فور ظهورها، إلا أنها بعد مرور أكثر من عام على انطلاقها لم تحقق النتائج المتوقعة منها مقارنة بالشركات المنافسة التي تقدم نفس الخدمة.
و"بينك تاكسي" هو أول خدمة سيارات أجرة مخصصة للنساء في مصر، حيث لا يعمل بها ولا يستخدمها إلا نساء، انطلقت عام 2015 في محاولة لتوفير وسيلة انتقال آمنة للفتيات والسيدات بعيدا عن التحرش والمضايقات.
وقال المجلس القومي لحقوق الإنسان -في نوفمبر 2012- إن أكثر من 70% من النساء يتعرضن للتحرش في الشوارع والأماكن والمواصلات العامة.
وتحدثت أصوات مصرية مع عدد من النساء اللاتي يستخدمن تطبيقات سيارات الأجرة عن سر عدم استخدامهن لسيارات "بينك تاكسي"، رغم كونها مخصصة لهن فقط على عكس الشركات الأخرى التي تقدم خدماتها ويعمل بها سائقون من الجنسين.
* ارتفاع الأجرة
وقالت منى مدحت -مسؤولة علاقات عامة بإحدى المدارس- إنها تفضل التعامل مع تطبيق "أوبر"، مشيرة إلى أنها قامت بتعاقد شهري مع الشركة لتوصيلها من منزلها بمنطقة شيراتون إلى مقر عملها بالمعادي مقابل 3 آلاف و400 جنيه شهريا، وتعتبر أنها حصلت على صفقة جيدة بذلك.
وتضيف "أوبر أوفر بالنسبة لي من بينك تاكسي ولو خفضوا من أسعارهم هيحققوا انتشار أوسع لأنهم أمان للستات".
* قلة الدعاية
وبالمثل قالت ياسمين أبو سيف -معلمة لغة إنجليزية- إنها فكرت في التعاقد مع "بينك تاكسي" ولكن تراجعت عن ذلك بسبب ارتفاع الأجرة.
وأضافت "التاكسي العادي بدفعله شهريا حوالي 500 جنيه بالكتير، لكن بينك تاكسي طلبوا مني 1400 جنيه وعندهم الحد الأدنى لأي مشوار 35 جنيه يعني حتى لو رايحة أول الشارع أدفع 35 جنيه!".
وأشارت إلى أن "بينك تاكسي" ينقصه الدعاية كذلك حتى يحقق انتشارا أوسع، قائلة "أوبر أو كريم منتشرين أكثر عشان بيفيدوا الناس وبيوفروا وظيفة لأي حد حابب يشترك معاهم وكل الناس ممكن تستخدمهم، لكن بينك تاكسي جمهورهم محدود".
* قيادة النساء
في حين كانت أمنية مصطفى -مسؤولة مكتبة- ضد فكرة "بينك تاكسي" لأنها "لا تثق في قيادة النساء وحسن تعاملهم في الطريق".
بينما تشجع إنجي مصطفى -طالبة جامعية- "بينك تاكسي" وترى أنه أكثر أمانا للفتيات من التاكسي العادي حيث يتعرضن لمضايقات السائقين.
* عدم التعاقد مع سيارات من الخارج
ومن جانبها، قالت ريم فوزي مؤسسة "بينك تاكسي" -لأصوات مصرية- إن أحد أسباب انتشار الشركات المنافسة لمشروعها اعتمادهم على سيارات مملوكة للغير، في حين يعتمد "بينك تاكسي" على السيارات الخاصة به فقط.
وأشارت إلى أنه لم تكن هناك دراسة كافية للمشروع، إضافة إلى أن الحصول على تراخيص للسائقات يتطلب وقتا طويلا، قائلة إنها ستتغلب على هذه العوائق بإضافة تطبيق على الهاتف يسهل التواصل معهم، بالإضافة إلى التعاون مع سيارات مملوكة لنساء من خارج الشركة.
* صيانة للمرأة
وقالت د.إيمان عباس -رئيس قسم علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة أسيوط- إن الفكرة لا تكرّس للتمييز، مضيفة "فكرة كويسة وفيها صيانة للبنت، وخصوصا في أوقات الزحمة".
وأوضحت "مفيش وسيلة ممكن تمنع التحرش بشكل نهائي، لكن توفير وسيلة مواصلات آمنة للبنات مجرد خطوة".
وقال فتحي فريد منسق مبادرة أمان لمناهضة التحرش الجنسي، لأصوات مصرية، إن فكرة الفصل بين الجنسين في المواصلات بشكل عام تكرس للتمييز ولا تقدم حلا جذريا لمشكلة التحرش.
ويرى فريد أن فكرة "بينك تاكسي" تكرس كذلك للطبقية، وقال "المشروع بيخدم شريحة معينة في المجتمع قادرة تدفع أجرته المرتفعة وبالتالي تستفيد من الأمان النسبي اللي بيحققه لها لفترة مؤقتة، لكن الشرائح الأقل مش هتقدر تستفيد منه".
وأضاف "بالتالي مقدرش أقول إن المشروع فكرته قائمة على خدمة قضايا النوع الاجتماعي، إنما بتخدم مصالح صاحب المشروع في المقام الأول اللي بيستغل عدم توافر الأمان في المواصلات العامة لتحقيق مكسب شخصي".