أحدث الأخبار
يعجز أصحاب مزارع زيتون بمناطق جنوب العريش والشيخ زويد ورفح عن دخول مزارعهم لجني المحصول الذي طاب على أغصانه، وينتظر من يقطفه.
من بين أصحاب تلك المزارع علي حسان الذي يقول إن مزرعته أربعة أفدنة و13 قيراطا بمنطقة العقدة جنوب الطريق الدائري لمدينة العريش، ولا يستطيع الذهاب إليها بسبب اشتباكات بين مسلحين وقوات أمن، والتشديد الأمني على الطرق وأي تحركات تؤدي إلى المزرعة.
وتشهد محافظة شمال سيناء منذ مارس 2013 مواجهات أمنية مع تنظيم أنصار بيت المقدس الذي غير اسمه إلى "ولاية سيناء" بعدما بايع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) المتشدد في نوفمبر 2014 .
وتستخدم الجماعات المسلحة المزارع كستار لها لإطلاق الرصاص على قوات الأمن.
ويضيف حسان أن موسم جني الزيتون بدأ في منتصف سبتمبر الماضي ومستمر حتى منتصف نوفمبر ومع مرور الوقت تزداد ثمرة الزيتون نضجا وهي لا تزال معلقة على اغصانها دون جني ما يجعلها تتساقط على الأرض.
ويقول حسان إن مزرعته تنتج 25 طنا من الزيتون سنويا وكان يقوم ببيعها للتجار مقابل مبلغ 100 ألف جنيه سنويا منها 20 الف جنيه يتم انفاقها على تسميد أشجار الزيتون ورعايتها منذ بداية جنى المحصول وحتى الموسم القادم.
ويضيف حسان أن 80 ألف جنيه الباقية من مبلغ بيع الزيتون هي مصدر دخله الوحيد الذي ينفق منه على أسرته من مأكل ومشرب وصحة وتعليم على مدى عام كامل.
حسان يقول إنه لا يعرف من أين يأتي هذا العام بمصروفات ومتطلبات أسرته المكونة من خمسة أفراد، علاوة على أنه كان يعتزم الاستعداد لتجهيز أبنته للزواج بعد بيع محصول الزيتون لهذا العام.
لم يكن حسان وحده الذي يخسر محصول مزرعته من الزيتون بسبب الإرهاب والتشديد الأمني على الطرق المؤدية إلى بعض المزارع بل يعاني العشرات من أصحاب مزارع الزيتون بمناطق جنوب العريش والشيخ زويد من خسارة محصولهم هذا العام.
عاطف مطر وكيل وزارة الزراعة بمحافظة شمال سيناء يتوقع أن يخسر العشرات من أصحاب مزارع الزيتون الواقعة في مناطق جنوب مدينة العريش والشيخ زويد ورفح محصولهم.
ويضيف أن المناطق التي بها المزارع هي (أبو طبل –العقدة جنوب الطريق الدائري لمدينة العريش، منطقة التومة وبها تجمعات الحمرواى- اللفتات- الزوارعة- الرطيل- والجميعي جنوب الشيخ زويد، والجورة جنوب رفح).
ولم يكن لدي مديرية الزراعة حصر دقيق بالمساحات المنزرعة بالزيتون نظرا لصعوبة دخول بعض الأماكن لحصرها بحسب وكيل الوزارة.
محمد السيد* يمتلك سبعة أفدنة بمنطقة الرطيل الواقعة جنوب مدينة الشيخ زويد ويقول إنه لا يستطيع الذهاب إلى مزرعته منذ ما يقرب من شهر تقريبا ويعتقد أن محصول زيتونه تساقط الآن على الأرض.
ويطالب السيد مديرية الزراعة ومحافظة شمال سيناء بصرف التعويض المناسب لمن خسروا محصولهم هذا العام وتضرروا من الإرهاب والتشديد الأمني.
ويقول عاطف مطر وكيل وزارة الزراعة بشمال سيناء إن مندوبي المديرية انفسهم لم يمكنهم دخول مناطق جنوب العريش والشيخ زويد ورفح من أجل عمل حصر شامل للأضرار التي لحقت بمزارع المواطنين وتلف محصول الزيتون.
ويقول مطر إن المديرية خاطبت الجهات الأمنية لدخول سيارات بها عمال لجنى محصول الزيتون في المناطق الملتهبة بشرط أن يتم تمييزها بعلامات لتكون معروفة لدى قوات الأمن علاوة على منع العمال بداخل السيارات من إخفاء وجوههم أو حمل أي الآلات تشبه المتفجرات أو قطع حديدية لكن الجهات الأمنية لم ترد حتى اللحظة.
ويقول مصدر عسكري إن الإجراءات الأمنية تم تشديدها في الاساس لحماية أبناء سيناء من الارهابيين والمجرمين الذين يقومون بعمليات ضد قوات الأمن والمواطنين على السواء.
ويضيف المصدر أن التشديد الأمني على مزارع الزيتون وغيرها جاء بعد أن استخدمتها "الجماعات المسلحة" ستاراً لتحركاتها والهجوم المفاجئ على القوات.
وأكد المصدر لأصوات مصرية أن هدف عمليات إزالة أشجار الزيتون أو التشديد على المزارع الموجودة حاليا لم يكن لمضايقة أهالي سيناء وإنما يرجع ذلك إلى ضرورة أمنية ملحة.
وأضاف أن المواطنين متفهمون لتلك التشديدات المتمثلة في زيادة أعداد القوات والدفع بعناصر من القوات الخاصة والتدخل السريع، وتشديد إجراءات التفتيش في الكمائن الثابتة والمتحركة لضمان عدم هروب أي من الارهابيين وتسللهم عبر الطرق الرئيسية أو المدقات الجبلية.
وقال المصدر إن القوات المنفذة هدفها دائما تأمين المواطنين وعدم الاخلال بحقهم في حياة طبيعية وهو ما يتسبب في بطء الاجراءات الأمنية.
وأكد أن التعويضات التي يتم تحديد قيمتها وصرفها لمن يتم اخلاء منازلهم أو تجريف مزارعهم، تقوم بها الجهة التنفيذية المكلفة من الحكومة وهي محافظة شمال سيناء.
عاطف مطر مدير وكيل وزارة الزراعة بمحافظة شمال سيناء يؤكد على أن المديرية قامت بصرف جميع التعويضات لمن تم حصرهم وتضررت زراعاتهم من 20 يونيو 2013 وحتى بداية 2014 باجمالي مبلغ 72 مليون جنيه.
ويضيف أنه جاري حصر المتضررين من تجريف مزارعهم خلال أعوام 2014- 2015- 2016 لصرف التعويضات المقدرة لهم.
ويقول اللواء محمد الغباري مستشار التدريس بأكاديمية ناصر العسكرية إن قتال قوات الأمن للجماعات المسلحة في شمال سيناء يستغرق وقتا طويلا لأن العدو مجهول يظهر ليضرب ضربته ويختفي فجأة.
ويضيف الغُباري أن قوات الأمن تسيطر سيطرة كاملة على الأرض وتحد بشكل جيد من حرية حركة المسلحين داخل منطقتي الشيخ زويد ورفح.
ويقول إن الحركات المسلحة تحاول الحصول على معلومات عن القوات الأمنية في سيناء خاصة الأكمنة الثابتة باتجاه منطقة وسط سيناء بعد أن حجمت قوات الأمن حركة المسلحين في الشيخ زويد ورفح، مضيفا أن المسلحين الآن يبحثون عن مناطق جديدة بطريق الوسط، وبالقرب من منطقة بئر العبد ظنا منهم أن تلك المناطق بعيدة عن التأمين الكامل".
وتابع أن قوات الأمن زادت من التشديدات الأمنية (التفتيش- جمع المعلومات التحرك بحملات أمنية استباقية باتجاه أوكار المسلحين).
وذكر الغُباري أن قوات الأمن حريصة أثناء تحركاتها لملاحقة العناصر المسلحة على أن تحافظ على المواطنين وخاصة من يتواجدون في حقولهم وهذا هو ما يعطل سير العمليات التأمينية بشكل طفيف.
*اسم مستعار