أحدث الأخبار
يحتفل العالم بعيد الهلع في ليلة 31 أكتوبر من كل عام على سبيل الترفيه، في الوقت الذي يشكل فيه "الهالوين" بالنسبة للمرأة المصرية عرضا مستمرا، في ظل خوفها من التحرش وانتهاك جسدها، أو الحرمان من أبسط حقوقها في الحياة، سواء من قبل الغرباء وفي كثير من الأوقات من أقرب الأقارب.
والهالوين عيد مسيحي، للاحتفاء بجميع القديسين، ويقال إن له جذورا وثنية وهو ما ينفيه البعض الآخر مؤكدين أنه نشأ بشكل مستقل وله جذور مسيحية.
ويُحتفل به من خلال التنكر في أزياء مرعبة مستوحاة من قصص مصاصي الدماء والساحرات الشريرات والأشباح مع عمل الماكياج المناسب للشخصية، ويتم تزيين البيوت بقرع العسل المنحوت بأشكال مختلفة وبالجماجم.
وتقام الاحتفالات بالهالوين بشكل خاص في أمريكا وكندا وآيرلندا وبريطانيا وأجزاء أخرى من العالم، وفي السنوات الأخيرة زاد الاحتفال بعيد الهلع في مصر من خلال إقامة حفلات للهالوين يرتدي خلالها الشباب الأزياء التنكرية، كما يتم الاحتفال به في عدد من المدارس الدولية.
ويقول أحمد أبو المجد، المحامي والباحث الحقوقي، لأصوات مصرية، إن هناك الكثير من صور الهالوين التي تعيشها المرأة في مصر بشكل يومي، في مقدمتها التحرش والفزع من انتهاك جسدها، مضيفا "وسائل المواصلات عندنا أكبر هالوين بتعيشه البنات والستات في مصر".
وتتعرض أكثر من 70% من النساء في مصر للتحرش في الشوارع والأماكن والمواصلات العامة، وفقا لما قاله المجلس القومي لحقوق الإنسان، في نوفمبر 2012.
وأشار أبو المجد إلى أن زنا المحارم من الأمور المفزعة التي تعيشها النساء في مصر أيضا، قائلا "الهلع الحقيقي لما يكون أقرب الأشخاص للمرأة ومصدر الأمان المفترض بالنسبة لها هم اللي بينتهكوا جسدها، ده غير العنف المنزلي بمختلف صوره زي الضرب وعدم الإنفاق والختان والاغتصاب الزوجي وغيره".
وأظهر مسح التكلفة الاقتصادية للعنف القائم على النوع الاجتماعي لعام 2015 أن تسعة من كل عشرة نساء تعرضن لعملية الختان، وأن 11% من النساء أجبرن على الزواج، وأن ما يزيد عن ربع النساء تزوجن قبل بلوغهن 18 سنة.
كما أظهر المسح تعرض حوالي 46% من النساء السابق لهن الزواج لشكل من أشكال العنف من قبل الزوج (43% منهن تعرضن لعنف نفسي، 32% تعرضن لعنف بدني و12% تعرضن لعنف جنسي).
كما أظهرت نتائج المسح تعرض حوالي 18% من النساء لعنف بدني أو جنسي منذ بلوغهن سن 18 سنة من قبل أفراد العائلة أو البيئة المحيطة، 17% ذكرن أنهن تعرضن للعنف البدني، و2% تعرضن للعنف الجنسي. ويعد الأب هو المرتكب الرئيسي للعنف البدني ضد المرأة بنسبة (50%).
وتعرضت 75% من النساء والفتيات لعنف جنسي خلال السنة السابقة على تنفيذ المسح. وارتكب الأب حوالي 3% من حالات العنف الجنسي ضد المرأة، وارتكب الشقيق 1% من هذه الحالات.
وأشار أبو المجد إلى أن ارتفاع الأسعار أو اختفاء سلعة رئيسية من الأسواق يشكل مصدر من مصادر الفزع بالنسبة للمرأة كونه يزيد العبء عليها حتى وإن كانت لا تنفق على الأسرة من مالها ولكنها مسؤولة عن توفير كافة احتياجات الأسرة بأقل مبلغ ممكن.
ويقول إن مصر بشكل عام والعاصمة بشكل خاص لا تعتبر من الدول الصديقة والآمنة للنساء، لارتفاع نسبة التحرش بها.
وقالت نشوى حنفي، 28 عاما، لأصوات مصرية، إن التحرش هو أكثر مصدر للرعب بالنسبة لها، مضيفة "ببقى خايفة جدا وأنا ماشية بليل لوحدي في الشارع أو لو في مكان زحمة، والتحرش بالنسبة لي هو الهالوين بتاع السنة كلها".
واحتفلت نشوى مع أصدقائها بعيد الهالوين في أحد الكافيهات، وعلقت على تزايد الاحتفال به في مصر مؤخرا قائلة "فرصة أنك تعمل حاجة جديدة ومختلفة، وتقضي وقت ممتع مع أصحابك وتتصوروا باللبس التنكري وماكياج الأشباح ومصاصين الدماء".