" بنها..بنها، نفر الزقازيق، واحد المنصورة" نداءات تنطلق على مسامعك من سائقي سيارات الميكروباص "الأجرة" التي تقل الركاب من القاهرة إلى الأقاليم.

النداءات التي خرجت لحث الركاب على التوجه للسيارات والركوب، كانت تخرج من أفواه سائقين تركوا الانتظار في موقف السيارات المرخص لهم الوقوف فيه، واصطفت السيارات على جانبي الطريق الموازي لفرع نهر النيل الواقع خلف سور موقف السيارات الإقليمي "عبود"، وشارع بور سعيد أمام محطة مترو كلية الزراعية.

سيارات أجرة الأقاليم المنتظرة خارج موقف عبود- تصوير سعادة عبد القادر- أصوات مصرية- نوفمبر 2016

موقف عبود الإقليمي بحسب محافظة القاهرة تبلغ مساحته 35 ألف متر مربع ويخدم 90 ألف راكب يوميا، ويتسع لانتظار ثلاثة آلاف سيارة.

سائقو سيارات ميكروباص من المصطفين خارج موقف عبود المخصص رسميا لاصطفافهم قالوا لأصوات مصرية إنهم خرجوا لانتظار الركاب خارج إطار الموقف ليتمكن السائقون من فرض زيادة على الأجرة تتناسب معهم، خاصة بعدما رفعت الحكومة أسعار الوقود الذي تعمل به سياراتهم بشكل مفاجئ.

ورفعت الحكومة أسعار المواد البترولية بنسب تتراوح بين 7.1% و87.5% بداية من يوم الجمعة الماضي.

ووصلت أسعار بنزين 80 بعد الزيادة إلى 2.35 جنيه للتر بدلا من 1.6 جنيه، بارتفاع 46.9%، وبنزين 92 إلى 3.5 جنيه للتر بدلا من 2.6 جنيه بزيادة 34.6%، والسولار إلى 2.35 جنيه للتر من 1.8 جنيه بزيادة 30.6%.

وأبقت الحكومة على سعر بنزين 95 عند 6.25 جنيه للتر بدون دعم. كما رفعت سعر غاز السيارات إلى 1.6 جنيه للمتر المكعب من 1.1 جنيه بزيادة 45.5%.

انتظار عشوائي

من بين المصطفين خارج موقف عبود سيارة محمود زياد الذي يقول "الزيادات الجديدة اللي أعلنتها المحافظات للأجرة غير مجزية في ظل الغلاء وارتفاع الأسعار، والسواقون بيحمِّلوا من خارج الموقف علشان يرفعوا الأجرة بالقيمة المناسبة ليهم علشان يعرفوا يعيشوا".

رفعت المحافظات الأجرة للمواصلات الداخلية والخارجية بعد ارتفاع أسعار الوقود، وتراوحت نسب الزيادة بين 25 قرشا للمسافات القصيرة و 50 قرشا للرحلات الطويلة التي تزيد على 15 كم. "المحافظات ترفع أجرة المواصلات بعد زيادة أسعار الوقود". ويضيف زياد أن سيارته بها خط سير (عبود الزقازيق) وتصريح رسمي بالانتظار داخل موقف عبود لتحميل الركاب، ولكن ما يجعله ينتظر خارج موقف عبود هو رفع تعريفة الأجرة لتتناسب مع ارتفاع أسعار الوقود.

ويؤكد زياد على أن سائقي سيارات أجرة الأقاليم التي تنتظر وتقوم بتحميل الركاب من داخل موقف عبود اتفقوا فيما بينهم على رفع الأجرة بقيمة 1 جنيه ، وكان ذلك قبل إعلان المحافظات التابع لها السيارات التعريفة الجديدة للأجرة.

سيارات اجرة الأقاليم تنتظر أمام محطة كلية الزراعة- تصوير سعادة عبد القادر -أصوات مصرية- نوفمبر 2016

ويضيف زياد أن رفع الأجرة بقيمة 1 جنيه، والتي اتفق عليها السائقون فيما بينهم زاد عليه اعلان المحافظات التعريفة الجديدة لسيارات الأجرة  2  إلى 3 جنيهات.

ويوضح زياد أن أجرة الراكب الذي يستقل السيارة من خارج موقف عبود للزقازيق 17 جنيها، بينما يقوم الراكب الذي يستقل السيارة من داخل الموقف نفسه بدفع أجرة 14 جنيها بعد إقرار المحافظات للزيادة.

المرور غائب

السيارات التي تنتظر لتحميل الركاب خارج الموقف الرسمي والمخصص لانتظارها تعيق حركة المرور، في ظل غياب شبه تام لتواجد شرطة المرور بالشارع كان من المشاهد التي رصدناها في ظل تأهب الحكومة لرفع تسعيرة الأجرة.

خارج التسعيرة

على الرغم من أن تعريفة الأجرة لديهم ترتفع من 3 إلى 5 جنيهات عن أجرة السيارات المنتظرة داخل موقف عبود يعتمد السائقون الذين ينتظرون الركاب بشكل غير شرعي خارج موقف عبود على جذب الزبائن من خلال ترويج أن سيارتهم تقوم بالتحميل في وقت قليل، وأنهم يوفرون على الركاب عناء الذهاب سيرا على الأقدام وهم يحملون امتعتهم، أو الركوب لداخل موقف عبود.

 راوية عبد الحليم تمتلك محلا بضواحي مدينة الزقازيق تقول إنها تأتي لتشتري بضاعتها "ملابس" من منطقة العتبة، بعدها تستقل مترو الأنفاق للذهاب إلى موقف عبود الإقليمي بعدما تستقل سيارة سرفيس من أمام محطة كلية الزراعة.

تضيف راوية أنها اليوم فوجئت عند نزولها من محطة مترو كلية الزراعة بسيارات تُنادي على الراكبين ومن بينها سيارات أجرة الزقازيق وبلَّغها السائق أن الأجرة 17 جنيها فوافقت على الركوب على الرغم من ارتفاع سعر الأجرة  لأنها سترتاح من عناء حمل بضاعتها حتى موقف عبود.

سيارة اقاليم تابعة لموقف عبود تقوم بالتحميل من خارج الموقف- تصوير سعادة عبد القادر- أصوات مصرية- نوفمبر 2016

ستة من السائقين المنتظرة سياراتهم داخل موقف قالوا إنهم يريدون الخروج من موقف عبود لتحميل الركاب من الخارج لفرض الأجرة التي تتناسب مع غلاء الوقود والأسعار بشكل عام.

داخل الموقف

من بين الستة سائقين مصطفى الطوخي الذي يعمل سائقا على سيارة ميكروباص "عبود- بنها" يقول إن السائقين داخل موقف عبود إذا اتيحت لهم الفرصة ووجدوا مكانا يصفون فيه سياراتهم خارج الموقف الرسمي سيفعلون حتى يحددون الأجرة التي تلبي رضاءهم، علاوة على أن السيارت التي تقوم بتحميل الركاب من خارج موقف عبود "يلتقطون الزبائن مسبقا قبل وصولهم إلى الموقف نفسه ما يقلل من حركة رواد الموقف".

ويضيف الطوخي أن السيارات التي تقوم بالتحميل من خارج الموقف يستفيد سائقها أو صاحبها بأجرة مرتفعة وركاب كثيرين.

ويقول الطوخي أنه يقوم بدفع  كارتة المحافظة (الاتاوة) 20 جنيها يحصل على وصل قيمته 10 جنيهات وهي رسوم الكارتة الرسمية "و الـ 10 جنيهات الأخرى يضعها محصل الكارتة ومعاونوه في جيبوهم".

ويؤكد الطوخي على أن السائق الذي يمتنع عن دفع الكارته يقوم محصل الكارتة بالتلاعب في تسجيل دوره في تحميل سيارته بالركاب، ما يجعل السائقين مضطرين لدفع رسوم الكارتة الضعف.

سيارات داخل موقف عبود تصوير سعادة عبد القادر- أصوات مصرية- نوفمبر 2016

موظف الكارتة بموقف عبود رفض التحدث بحجة أنه لا يستطع التحدث مع الصحافة الا بإذن كتابي من محافظ القاهرة.

تحصيل خارج الموقف

"اللي بيلحق مكان خارج الموقف بيقف ويحمل واللي ما بيلحقش مجبر أنه يخش داخل الموقف ويسجل عربيته على الدور عند الكارته" هكذا يقول الطوخي، مضيفا أن السيارات أيضا التي تنتظر خارج موقف عبود يُحَصِّل منها موظف الكارته رسوما، لكن بشكل غير شرعي.

سيارة أجرة أقاليم تتبع موقف عبود تنتظر التحميل من خارج الموقف أمام كلية الزراعة- تصوير سعادة عبد القادر- أصوات مصرية- نوفمبر 2016

شد وجذب

رصدنا في زيارة للموقف الإقليمي عبود أنه على الرغم من أن هناك ركابا يدفعون الأجرة حتى بعد ارتفاعها، وسواء كانوا يستقلون سيارات من داخل موقف عبود أو التي تقوم بالتحميل خارج الموقف، هناك أيضا ركاب يحدث بينهم وبين السائقين مشادات كلاميه تطور لاشتباكات بالأيدي للخلاف على دفع الأجرة ورفع قيمتها.

تظل عشوائية تسعر الأجرة وتحميل الركاب من أماكن غير مخصصة للانتظار تسيطر على مواقف سيارات الأجرة إقليمي وداخلي دون رادع أو ضبط.