أحدث الأخبار
جاء إعلان الرئاسة المصرية أمس الأربعاء أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان أول زعيم دولي يهنيء الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، كأنما ليؤكد الكيمياء بين الرجلين التي تحدث عنها ترامب عقب لقائهما في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي.
وجاء موقف السيسي رغم التزام العديد من الدول العربية الحذر في الساعات الأولى لاعلان فوز المرشح الجمهوري، وعلى رأسها دول الخليج التي عانت من سلاطة لسان ترامب.
وقال تقرير لموقع جيوبوليس التابع للتليفزيون الفرنسي إن أحد دعائم هذا التقارب بين ترامب والسيسي هو مستشار ترامب للشئون الخارجية وليد فارس.
وأشار التقرير إلى أن الرئيس المصري لم يخف إعجابه بترامب حتى قبل الانتخابات. ففي لقاء مع شبكة تلفزيون سي.إن.إن الأمريكية، قال السيسي "ليس لدي شك في أنه سيكون قائدا جيدا".
وحينما سُئل عن اقتراح ترامب منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة إذا ما فاز، قال السيسي إنه يعتبر ذلك بمثابة تصريحات انتخابية لكن حينما يحكم ترامب، ستختلف الأمور.
وكان السيسي أول قائد عربي يجتمع مع ترامب خلال حملته الرئاسية، حين التقى الاثنان في نيويورك في سبتمبر الماضي فيما كان بمثابة فرصة للمرشح الجمهوري لتصحيح الوضع بعد تصريحاته المثيرة ومقترحات التمييزية تجاه المسلمين.
وأشار التقرير إلى أن ترامب استغل هذا اللقاء ليعلن "تقديره الكبير للمسلمين السلميين، وتفهمه أن هناك أناسا طيبين يضحون كل يوم من أجل الكفاح ضد التهديد المتزايد لإرهاب الإسلام الإصولي" حسب بيان صدر عن حملة ترامب بعد اللقاء.
يلفت التقرير إلى أن العلاقات بين أمريكا ومصر، أحد أهم حلفائها في الشرق الأوسط، طالتها موجة برود بعد إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين عقب احتجاجات حاشدة على حكمه، إذ ظلت واشنطن توجه على فترات انتقادات ضد وضع حقوق الإنسان في مصر.
لكن في تلك الأثناء كان مستشار ترامب للسياسة الخارجية، وليد فارس، وهو من أصول عربية، يعمل على التقارب مع السلطة المصرية، وتقديم وعود بتعزيز العلاقات بين الطرفين.
وذكر التقرير أن من ضمن برنامج فارس، كمهندس للسياسة الخارجية لترامب، إدراج الإخوان المسلمين على قائمة المنظمات الإرهابية والبحث عن حليف لقتال داعش والتطرف الإسلامي.
وفارس سياسي أمريكي من أصول لبنانية، إذ ينتمي إلى أسرة مسيحية مارونية، ويعرف عنه عداؤه الشديد للإخوان المسلمين، والذي ظهر واضحا في كتابه "الربيع الضائع". وهو حاصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية، وخبير في مكافحة الإرهاب، ومستشار للكتلة النيابية المناهضة للإرهاب في مجلس النواب الأمريكي.
وسبق أن عمل فارس مستشار رئيسيا للمرشح الجمهوري في انتخابات 2012، ميت روميني، بالإضافة إلى أنه كان عميدا لجامعة "BAU" الدولية في واشنطن، وفق صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
وأثناء حوار يعود إلى 29 مايو 2014 مع إذاعة "صوت أمريكا"، أشاد فارس بجهود السيسي لاعادة بناء مصر بعد سنوات من عدم الاستقرار عقب انتفاضة 2011 قائلا إن "مصر الجديدة في طريقها للنهوض.. دولة وقفت ضد الإخوان المسلمين، وستدحر الجهاديين، وتمضي نحو الديمقراطية والتعددية بشكل تدريجي".
وتابع فارس "المعركة ضد الجهاديين في مصر سوف تعطي أملا للكثير من الدول الإفريقية التي تقاتل نفس الإرهاب في الوقت الحالي. أثر الإطاحة بالإخوان في مصر سوف يجلب الحرية والاستقرار على المدى الطويل للقارة التي تواجه الآن الأصوليين في العديد من البلدان."
ولا يخفي مستشار ترامب أيضا في تغريداته على تويتر تقاربه الشديد من مصر، ففي تغريدة بتاريخ 13 سبتمبر 2016، أوضح أنه يعمل على استراتيجية لمواجهة التطرف مع وزير الشؤون الدينية المصري، مشيرا فيما يبدو إلى وزير الأوقاف.
وفي 19 سبتمبر أيضا، أوضح فارس أنه سيلتقي مع أعضاء من البرلمان المصري لإطلاعهم على السياسة الأمريكية والإطلاع على الملفات المصرية، في إطار المشاركة التشريعية الدولية في الجمعية العامة للأمم المتحدة.