الكوميديا السوداء لهذا الأسبوع انتاج المذيعة المصرية منى الشاذلي، بعدما بعثت برسالة ضمنية تحرض على التحرش بالنساء خلال إحدى حلقات برنامجها: معكم، على إحدى القنوات الفضائية الخاصة، لتنضم لصف طويل من إعلاميين وسينمائيين بعثوا برسائل شبيهة، من شأنها التأثير سلبا على السلوك المجتمعي تجاه المرأة.

وقالت منى خلال استضافتها الممثلة المبتدئة ياسمين صبري "ده أداء ما يتعاكسش؟"، تعليقا على فيديو تظهر فيه الممثلة تركب دراجة، وتوجهت لأحد الحضور في الاستديو تسأله: "حضرتك ابن ناس، ومحترم، وطالب في إعلام، لما تشوف قمورة زي ياسمين صبري كده راكبة العجلة (الدراجة) وكده يعني"، وعقب سؤالها مباشرة تعالت الضحكات في الاستديو لثوان قليلة، انهتها الشاذلي بالإجابة على نفسها "هانعاكس رسمي".

تصريح الإعلامية التي عُرف عنها الاتزان في اختيار الألفاظ، أصاب منظمات نسوية ونشطاء في مجال مكافحة العنف ضد المرأة بصدمة، خاصة أن بعضا منهم يشجع البنات على ركوب الدراجات والإصرار على ممارسة حقهن في العيش وحرية الاختيار.

لكن منى الشاذلي ليست الأولى ولا الوحيدة، سبقها إعلاميون منهم المذيع تامر أمين، الذي علق على فيديو يرصد واقعة تحرش بطالبة داخل حرم جامعة القاهرة، بسب الفتاة.

أما على نطاق الأغاني، فلعل أشهر عمل حمل رسائل ضمنية ومباشرة بالتحرش الجنسي كان أغنية "هي دي"، للمطرب تامر حسني، وتقول كلماتها "اكتر حاجة بحبها فيكي هو ده، واكتر حاجة شدتني ليكي هي دي" وبالتزامن مع الكلمات كان حسني يشير خلال تصوير الأغنية إلى أماكن في جسد الممثلة التي قامت بدور حبيبته.

أما عن الأعمال الفنية من أفلام، ومسلسلات وحتى مسرحيات فرسائل التحرش بالنساء ضمنية كانت أو مباشرة لا تعد ولا تحصر، وما من رقيب يوقفها.

وفي وقت يحتفل العالم باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، غدا الجمعة، لا يزال محركون للرأي العام كما المذيعة المصرية وزميلها أمين، فضلا عن فنانين يأخذون من التحرش الجنسي مادة للتسلية والتنكيت، في بلد قالت عنه منظمة الأمم المتحدة للمرأة إن 99 بالمئة من نسائه تعرضن للتحرش.