أحدث الأخبار
لن تجد بين شخوص روايات الكاتبة رضوى عاشور نموذج "مكسورة الجناح" و"قليلة الحيلة"؛ فنساؤها يتميزن بالقوة ويقلبن موازين الأحداث، ويتخذن من المقاومة سلاحا لمواجهة العالم بكل ما يحمله لهن في جعبته.
تحل اليوم الأربعاء الذكرى الثانية لوفاة الروائية والناقدة الأدبية والأستاذة الجامعية المصرية رضوى عاشور، التي عرفت نفسها وبررت شغفها بالكتابة بكونها "امرأة عربية ومواطن من العالم الثالث وتراثي في الحالتين تراث الموءودة، أعي هذه الحقيقة حتى العظم مني وأخافها إلى حد الكتابة عن نفسي وعن آخرين أشعر أنني مثلهم أو أنهم مثلي".
ومن هذه الكلمات ينكشف للقارىء أن الكتابة عند رضوى عاشور هى فعل مقاومة، ويقول الناقد الأدبي إيهاب الملاح في تصريحات لأصوات مصرية، إن أهم درس قدمته الروائية من خلال شخوصها هو الصمود وعدم الاستسلام لليأس في مواجهة العالم ومحاولة تغيير الظروف.
وأضاف "نساء رضوى عاشور تميزن بامتلاك الحس والثقافة ومحاولة فهم موقعهن من العالم وإيجاد مكان لأنفسهن والسعي لتغيير الظروف مثل مريمة في "ثلاثية غرناطة" ورقية في "الطنطورية" وآمنة في "سراج" وغيرهن من الشخصيات النسائية التي لعبت أدوارا محورية في رواياتها" .
وولدت الكاتبة رضوى عاشور يوم 26 مايو 1946 في القاهرة، ودرست اللغة الإنجليزية في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وبعد حصولها على شهادة الماجستير في الأدب المقارن من نفس الجامعة، انتقلت إلى الولايات المتحدة حيث نالت شهادة الدكتوراه من جامعة ماساتشوستس.
ورضوى عاشور هي زوجة الأديب الفلسطيني مريد البرغوثي، ووالدة الشاعر تميم البرغوثي.
بدأت مشوار الكتابة عبر بوابة النقد الأدبي ونشر أول أعمالها النقدية عام 1977، بعنوان "الطريق إلى الخيمة الأخرى" حول التجربة الأدبية للروائي الفلسطيني غسان كنفاني.
واستمرت في تقديم الأعمال النقدية قبل أن تفاجىء نفسها والآخرين بروائية من العيار الثقيل، ونشرت أول رواية لها عام 1983 بعنوان "أيام طالبة مصرية في أمريكا"، وتدفق بعدها إنتاجها الإبداعي عبر روايات حجر دافئ، وخديجة وسوسن، وسراج والمجموعة القصصية رأيت النخل.
ونشرت عام 1994 رائعتها التاريخية ثلاثية غرناطة، والتي حازت بفضلها على جائزة أفضل كتاب لسنة 1994 على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب.
ويقول الناقد الأدبي إيهاب الملاح إن رضوى عاشور من الكاتبات اللائي تميزن بتقديم خطاب روائي عميق للغاية ومتناسق وقوي مليء بالصراعات والشخصيات المثيرة للتأمل حتى في رواياتها التاريخية.
وأشار إلى أن المقاومة هي التيمة المشتركة بين شخوص رواياتها حتى في سيرتها الذاتية "أثقل من رضوى" التي نشرت عام 2013، قائلا "رضوى كانت تقاوم المرض ولحظاتها الأخيرة في الحياة بكتابة هذه المذكرات".
كما تميز الشق الإبداعي من مشروع رضوى عاشور الأدبي بتيمات التحرر الوطني والإنساني إضافة إلى الرواية التاريخية، ومن أهم أعمالها الأدبية "الطنطورية" و"أطياف" و"قطعة من أوروبا".
وإلى جانب مشروعها الأدبي مارست التدريس الجامعي وشغلت منصب رئيس قسم اللغة الإنجليزية وآدابها بكلية الآداب بجامعة عين شمس.
وحصلت رضوى عاشور على العديد من الجوائز منها جائزة قسطنطين كفافيس الدولية للأدب في اليونان، وجائزة بسكارا بروزو عن الترجمة الإيطالية لرواية أطياف في إيطاليا، وجائزة سلطان العويس للرواية والقصة.