أحدث الأخبار
لأن "المعلومة التي تقولها الماريونت لا يمكن أن ينساها الطفل"، يدعو محمد فوزي، وهو فنان تشكيلي، المساجد والكنائس والمدارس لفتح أبوابها أمام عروض العرائس والدُمي؛ لتقديم النصوص الدينية والتربوية للأطفال، بدلا من الطرق التقليدية.
واعتادت كنائس أوروبا في العصور الوسطى الاستعانة بدُمية صغيرة -سُميت ماري أو مريم الصغيرة ومنها جاءت الكلمة الفرنسية ماريونت- تحكي قصص الإنجيل لأطفال الكنيسة، لكنها توقفت بعد تحول فناني الدُمى للعروض الكوميدية.
على أرض مصر، يُقدم فوزي المُكنى (بكار) عروضا مسرحية في دور أيتام ترعاها مساجد، وفي كنائس ومدارس، لكنها عروض متقطعة ومحدودة. وفي العرض تُمثل عرائسه التي تتحرك أغلبها بخيوط أدوارا في قصص تربوية وتعليمية يحضرها الأطفال.
"ماذا تفعلين إذا رأيتِ دُمية أمامك"، سألني فوزي، فابتسمت، فأجاب "هكذا تفعل العروسة (يقصد رسم البسمة)، كما تجذب الطفل وتثير اهتمامه فينصت لما تقول".
ميزة يوظفها ابن واحة الداخلة غربي مصر وزملاؤه في تربية الطفل بالفن، كما تعلم على يد أساتذته في كلية التربية الفنية جامعة حلوان.
وفي الخميس الأول من كل شهر، كما كانت سيدة الغناء العربي أم كلثوم تقدم حفلها، يقدم بكار وفنانون يقودهم محمد الصاوي مؤسس ساقية الصاوي الثقافية، حفل "أم كلثوم تعود من جديد".
ولهذا الحفل صمم فنانو مسرح الساقية للعرائس وبينهم فوزي عرائس تشبه أم كلثوم وفرقتها الموسيقية تغني وتعزف على الصوت الأصلي للمطربة الراحلة، وهو المشروع الذي "استطاع منذ تأسسيه عام 2006 إحياء تراثي أم كلثوم بلغتها العربية الصحيحة، وعرائس الماريونت".
ولعرائس الماريونت تراث يختلف المؤرخون بشأن بلد ظهوره الأول، بعضهم يقول إن هذ النوع من الدُمي صُنع للمرة الأولى في مصر الفرعونية والبعض يتحدث عن أن الصين هي بلد المنشأ.
وأيا كان الموطن الأصلي لفن العرائس، فربط الطفل بالتراث الثقافي يُوجد هوية تستطيع محاربة التطرف بفاعلية كما تقول عالمة الآثار المصرية مونيكا حنا، ولأن مسرح العرائس في عين محمد فوزي "الوسيلة الأكثر فاعلية لهذا الربط، بتوصيله المعلومة مباشرة، ودون حواجز" فهل تفتح الكنائس والمساجد أبوابها لعرائس الماريونت؟