أحدث الأخبار
التراث الشعبي ذاكرة الوطن وهويته وحدود أرضه، والقاضي الحاكم والمتغني والمتحدث بكل ما يعود لملكية الناس من تقاليد وعادات.
ويشهد التراث بمصرية جزيرتي تيران وصنافير بداية من تغني المطرب الراحل محرم فؤاد بهما، مرورا بوجود مسمى "تيران" على طابع بريد مصري يعود إلى ستينيات القرن الماضي، وشهادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بكونهما جزراً مصرية، وانتهاء بتأكيدات العديد من المؤرخين على مصرية الجزر وكونها جزءا وامتدادا لأرض سيناء أو على الأقل وصفهم لحالها وسكانها، على أنها جزء من الحدود المصرية، وتخضع لسيادتها.
ويدور حول جزر تيران وصنافير جدل يخص السيادة بين مصر والسعودية. وتقع الجزر في مدخل مضيق تيران الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، وتبعد جزيرة تيران عن جزيرة صنافير بحوالي 2.5 كيلو متر، وتبلغ مساحة الجزيرة 80 كم²، ويوجد على جزيرة تيران مطار صغير من أجل تقديم الدعم اللوجستي لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
ووصف سياسيون عمل الحكومة المصرية على إعادة جزيرة تيران ومعها صنافير إلى السعودية بأنه تنازل عن أراضٍ مصرية، وعملية بيع رداً على المساعدات الاقتصادية المتتالية للنظام الحاكم في مصر. وخرجت مظاهرات في مصر للتعبير عن الرفض لهذه الاتفاقية واعتقلت الحكومة عشرات المتظاهرين.
أغنية مضيق تيران
ويحوي التراث المصري أغنية بعنوان مضيق تيران، سجلت فى الإذاعة المصرية فى 5 يونيو 1967، بصوت المطرب محرم فؤاد، وهي من تأليف محمود سلامة، وتلحين ليلى حسين الصياد.
وتقول كلمات الأغنية "مضيق تيران مليان حيتان متسلحين للمعركة، وعلى الحدود جنود أسود فوقهم نسور طالعة تدور بالنفاثات الفاتكة، يوم الخلاص قرب خلاص يلا نفوق للمعركة، جم الصهاينة يعتدوا والأمريكان جم يسندوا قاموا العرب واتوحدوا، وبالجيوش حاوطوا العدو، إلى الأمام يا عائدين وياكوا كل المؤمنين، وناصر الشعب الأمين بيقودنا للنصر الأمين".
تيران على طابع مصري
تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" صورة طابع بريد مصري يحمل اسم "تيــران" يعود لعام 1967 للجمهـورية العربيـة المتحــدة "مصـر وسـوريـا". واستند إليه رواد فيس بوك في محاولتهم لإثبات مصرية الجزيرتين.
وقال محمد حسن، أحد رواد الموقع الشهير، إن "الجزر مصرية ولو لم تكن كذلك لما وضع اسمها على طابع مصري"، مشيرا إلى أنه ليس من عادة الدول وضع أسماء أرض دول غيرها على طوابع تخصها.
مصرية بشهادة ناصر
انتشرت مجموعة من مقاطع فيديو للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، يؤكد فيها أن جزيرتي تيران وصنافير مصريتان.
وقال عبد الناصر في أحد تلك المقاطع "مضايق تيران مياه إقليمية مصرية، ولقد طبقنا عليها حقوق السيادة المصرية، ولن تستطيع قوة في العالم مهما بلغت أن تمس حقوق السيادة المصرية، وأي محاولة من هذا النوع ستلحق بالمعتدين أضرارا لا يتصورونها، وأنا أقول ذلك بوضوح لكي تعرف كل الأطراف موقفهم".
وفي مقطع آخر أكد عبد الناصر أن جزيرة تيران مصرية، وأن القوات المصرية أنشأت جمركاً في الجزيرة لتفتيش السفن الأمريكية والبريطانية.
مصرية بشهادة المؤرخين
تحدث عن تيران العديد من المؤرخين والرحالة كان منهم الإدريسي، وهو عالم مسلم توفى عام 1160 م إبان عصر النهضة. ويصف الإدريسي في كتابه "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق" الرحلة من مصر إلى المدينة المنورة، قائلا إن الطريق الرئيسي للوصول للمدينة من مصر يكون عبر أيلة "أم الرشراش" أو إيلات حاليا ولكنه يورد في نص كلامه أن هناك طريقا آخر يسلكه البعض ويصفه بأنه يبدأ من مدينة عين شمس ثم إلى قرية المطرية حتى يصل المسافر شرقا إلى القلزم "السويس حاليا" ويقول إن المسافر يصل إلى "تيران" ويصفها حسب تعبيره بأنها "مكان خبيث تعطب فيه المراكب وعلى ضفته جبل قائم فإذا هبت عليه الريح تلوت ونزلت إلى البحر فيهيج موجه وتتلف السفن".
وفي تدوينة له على موقع فيس بوك، أكد الروائي يوسف زيدان، المتخصص في التراث العربي، على أن جزيرتي تيران وصنافير مصريتان قائلا "هل وصل بنا الهوان والخبل العام إلى الحد الذى يجعلنا نختلف فى البديهيات.. طبعا الجزيرتان مصريتان، وإلا فما معنى بيع مصر أو تأجيرها أو منحها الجزيرتين لبلد آخر أو أسرة حاكمة أو شخص، حدود البلاد القديمة مثل مصر (المحروسة) رُسمت مرات لا حصر لها، وفيما لا حصر له من الخرائط التليدة والعتيقة والقديمة التى تشهد رسومها بصحة الحدود، فهل هناك خريطة واحدة قبل ظهور النفط تقول إن الجزيرتين غير مصريتين".