أحدث الأخبار
حمل موسم احتفالات العام الجديد، انتعاشة لقطاع السياحة بمدينتي الأقصر وأسوان بعد عدة أعوام من الركود، بينما ظل الوضع في شرم الشيخ على حاله مع استمرار غياب السياح الروس.
وقال حسن عبد القادر، أمين عام غرفة شركات السياحة بأسوان، إن موسم احتفالات الكريسماس والعام الجديد، شهد اشغالات تقدر بنحو 32%، وهي "نسبة جيدة جدا مقارنة بالأعوام الماضية التي كانت تتراوح ما بين 10 إلى 12%".
الأمر نفسه في مدينة الأقصر، حيث ارتفعت نسبة الاشغالات الفندقية خلال موسم عيد الميلاد واحتفالات العام الجديد لتصل إلى 30%، كما يوضح عبد الراضي الورداني، مدير غرفة شركات السياحة في الأقصر.
ومنذ ثورة 25 يناير يعاني قطاع السياحة من تراجع عدد السياح الوافدين إلى مصر، وكان النصيب الأكبر من هذا التراجع لمدينتي الأقصر وأسوان.
ويتوقع حسن عبد القادر أن ترتفع نسبة الاشغالات في أسوان لتصل إلى 40% خلال شهر فبراير القادم، موضحا أن هناك جهودا كبيرة تبذل لعودة السياح مرة أخرى، وانتعاش الحركة في المدينة.
واحتلت الجنسية الصينية المرتبة الأولى من حيث عدد السياح الذين وفدوا إلى الأقصر وأسوان خلال موسم الأعياد، وفقا لما قاله كل من عبد القادر والورداني لأصوات مصرية.
ويقول عبد القادر "لا يوجد سبب واضح لقدوم السياح الصينيين بهذه الأعداد، ولكنه أحدث رواجا في السياحة خلال هذا الموسم".
شرم الشيخ على النقيض
الانفراجة التي شهدتها مدن الأقصر وأسوان، لم يشعر بها العاملون بالسياحة بجنوب سيناء، كما يقول علي عايش، عضو غرفة شركات السياحة بجنوب سيناء.
ويقول عايش لأصوات مصرية إن "الوضع سيء جدا جدا، نسبة الإشغال في شرم الشيخ حوالي 35% ولا يوجد مقارنة بينها أصلا وبين السنين الماضية".
ويقول عايش إن السياح الأجانب في شرم الشيخ ودهب قليلون جدا، وخلال احتفالات الكريسماس كان المصريون هم المسيطرين.
احتلت الجنسية الصينية المرتبة الأولى من حيث عدد السياح الذين وفدوا إلى الأقصر وأسوان خلال موسم الأعياد.
وكانت المناطق السياحية في جنوب سيناء والغردقة قد تمكنت من الاستمرار كنقاط جذب للسياح بعد ثورة يناير 2011، وحتى تحطم الطائرة الروسية فوق سيناء في أكتوبر 2015.
فعلى خلفية تحطم طائرة ركاب، أدى إلى مقتل 224 شخصا معظمهم من الروس، قررت روسيا تعليق رحلاتها الجوية إلى مصر، كما علقت كل من بريطانيا وتركيا رحلاتها الجوية إلى شرم الشيخ.
ويمثل الروس والبريطانيون 40% من إجمالي السياح الذين يتوافدون على مصر.
وتتركز السياحة الروسية بشكل خاص في شرم الشيخ والغردقة.
وفي يناير الماضي قال محافظ جنوب سيناء، خالد فودة إن السياحة الروسية كانت تساهم بنحو 35 ألف سائح أسبوعيا لشرم الشيخ.
واستأنفت معظم الدول رحلاتها إلى شرم الشيخ بعد شهور من تحطم الطائرة، إلا أن الطيران الروسي مازال معلقا.
ينتقد عايش تحرك الدولة لحل أزمة انخفاض عدد السياح ويقول "الدولة لم تفعل شيئا من أجل عودة السياحة مرة أخرى، ولا توجد شفافية في التعامل مع هذا الأمر".
وخلال الشهور الماضية قدمت موسكو لمصر توصيات تشمل ملاحظات ومقترحات لتشديد الإجراءات الأمنية المتعلقة بسلامة الطيران، لعودة الرحلات مرة أخرى.
وقال بيان من رئاسة الجمهورية المصرية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال اتصال هاتفي يوم الخميس الماضي، بأن رحلات الطيران بين البلدين ستستأنف في القريب العاجل.
مالك شركة سياحة: وقعنا عقدا لاستقبال 3 طائرات أسبوعيا من روسيا في نوفمبر الماضي، لكن الشركات قررت إلغاء العقد، وكان ردهم أنهم سينتظرون رأي الحكومة الروسية في عودة الطيران لمصر.
مستقبل مُبهم
كان وجدي الكرداني، نائب رئيس اتحاد الغرف السياحية الأسبق ومالك إحدى الشركات السياحية، يخطط لبدء موسم سياحي أفضل في نوفمبر الماضي بعد شهور من الركود، إلا أنه فوجئ بإلغاء العقود التي وقعها مع شركات روسية كانت ستنقل سياحا من روسيا لمصر.
ويقول الكرداني لأصوات مصرية إن شركته تلقت طلبات إلغاء عقود مع شركات روسية كانت قد وقعتها معها لجلب سياح روس لمصر، خلال نوفمبر الماضي وأبريل المقبل.
وأضاف "كنا قد وقعنا عقدا لاستقبال 3 طائرات أسبوعيا في نوفمبر الماضي، لكن الشركات قررت إلغاء العقد، وعندما طلبنا منهم مده ليكون في أبريل المقبل، كان ردهم أنهم سينتظرون رأي الحكومة الروسية في عودة الطيران لمصر".
الأمر نفسه تكرر مع سياح من بولندا كانوا سيأتون لمصر كما يقول الكرداني "فوجئنا بفوج سياحي بولندي كمان بيقولوا هنلغي الرحلة، .. الحقيقة الوضع منيل بنيله".
وقال بيان من البنك المركزي يوم الخميس الماضي إن الإيرادات السياحية تراجعت بمعدل 56.1% خلال الثلاثة شهور الأولى من العام المالي 2016 – 2017 (من يوليو إلى سبتمبر).
وكانت عائدات السياحة قد انخفضت في السنة المالية 2015- 2016 إلى ما يقرب من نصف مستواها في العام السابق، لتصل إلى 3.77 مليار دولار.
وفي آخر إحصائية عن السياح القادمين إلى مصر، سجل العدد تراجعا بنسبة 44.3% في شهر أكتوبر الماضي مقارنة بنفس الشهر من العام السابق.