أحدث الأخبار
مع أول خيوط للصباح الباكر، ترك محمود حسان، حقله بالصالحية الجديدة، متجهاً إلى شركة توزيع الكهرباء، ليحجز مكانه في طابور طويل، أمام شباك الشركة الكائنة بمنطقة الخطَّارة في محافظة الشرقية، والتي تبعد عن محل سكنه 150 كيلو مترا تقريباً، ليعود عليه نظام العداد الذكي الجديد، بخسارة مالية وزراعية فضلا عن إهدار وقته.
أزمات أخرى تلاحق المواطنين في أماكن متفرقة، منها محافظة الجيزة، ودمياط رصدتها "أصوات مصرية"، تتمثل في الشكوى من انقطاع الكهرباء، ومن التقدير الجزافي للفواتير، معتبرين أن القانون نوع جديد من الجباية.
وكان محمد اليماني، المتحدث الإعلامى السابق بوزارة الكهرباء، قال إن 10% من نسبة الكهرباء المنتجة مفقودة سنويا، معرفا الفقد الكهربائى، بأنه الكهرباء التى تنتجها الشبكة القومية للكهرباء وتصل إلى المستهلك دون مقابل مادي.
وبدورها طرحت الحكومة، عدادات الكهرباء المدفوعة مقدما كحل للأزمات التي يعاني منها المواطنون وشركات الكهرباء، وتسعى وزارة الكهرباء من وراء تطبيق منظومة العدادات الذكية إلى وضع استراتيجية شاملة للترشيد.
خراب بيوت
محمود حسان، بالصالحية الجديدة في محافظة الشرقية أحد من واجهوا مشاكل العداد الذكي، يفصلها بقوله "الغالبية العظمى من أراضي الصالحية صحراوية، تروى بالآبار، ويلزمها مواتير رفع المياه والتي تعتمد في التشغيل على الطاقة الكهربائية، والغالبية العظمى من تلك المواتير تعتمد على الكروت الذكية في التشغيل، ويؤثر هذا على المواطن من نقاط عدة أولها، أن تشغيل الموتور في الساعة يتكلف ثمانية جنيهات تقريباً، ويحتاج ري الفدان من أربع إلى خمس ساعات أي أن الرية الواحدة تتكلف قرابة 40 جنيهاً للفدان، ويحتاج الفدان للري مرة أسبوعيا أو كل 15 يوماً على حسب المزروعات.
ويستكمل حسان حسبته، "أملك 20 فداناً وأروي مرتين في الشهر، وإذا ضربنا تكلفة ري الفدان في عدد الساعات فإن التكلفة ستكون 800 جنيه في الشهر الواحد قابلة للزيادة، كيف أتحمل كل تلك التكلفة، وهل سيكون لي مكسب من تلك الأرض بنهاية الحصاد، لا أظن.. هذا خراب بيوت لكثير من المزارعين".
ويسترسل حسان في شرح مشاكل العداد الجديد فيقول، إنه من الممكن أن ينفد الشحن قبل انتهائي من الري، كما أن منافذ شحن الكهرباء غير موجودة في الاراضي الصحراوية، ولو انتهى بعد خروج الموظفين وهو الساعة الثانية ظهراً اتوقف عن العمل، كما أن الذهاب إليهم للشحن يكلفني 100 جنيه ذهاباً وعودة، حيث أبعد عن شركة كهرباء خطارة التابع لها ومقرها فاقوس شرقية ما يزيد عن 150 كيلو مترا تقريباً.
مشكلة بير السلم
يقول محسن فؤاد فيصل الجيزة، إن الغالبية العظمى من إضاءة "بير السلم" تعتمد على الكروت الذكية في شحن الكهرباء، والمشكلة هنا تكمن في أن الشحن ينفد سريعاً بسبب سوء الاستخدام، أو تأخر المالك في شحن الكارت، إذا كان المنزل ملكاً لأحدهم، حيث ينتظر المستأجرون المالك ليشحن لهم، كما في حالتنا.
ويتابع فؤاد، يعرض انقطاع الكهرباء عن بير السلم السكان للخطر، أثناء نزول الحوامل والأطفال، خاصة وأن أبواب المنازل لون واحد وغير مرقمة، وأحيانا أخطئ في باب شقتي مما يسبب لي الحرج، وأجدني افتح باب الجيران مثلاً.
محمد خليل من الهرم قال إن الحكومة بهذا القرار تحولت إلى حكومة جباية، حيث إنني كنت استهلك على حسب العداد القديم ما قيمته 350 جنيها، والآن اضطر لشحن أضعاف ذلك المبلغ، إلى جانب أننا في الشتاء ولا نستخدم التكييف أو المراوح وكذلك الثلاجة مفصولة معظم الوقت.
الغسالة مش شغالة
رفعت هبة محمد حسن من دمياط الجديدة، شعار "الغسالة مش شغالة" طوال حديثها ساخرة من الوضع إذ تقول، إن غسالتها لا تعمل منذ ثلاثة أشهر تقريباً وتتولى هي تنظيف الملابس على يدها، كما أنها تستخدم لمبات موفرة، فلماذا تضطر لشحن الكارت بخمسين جنيها كل أربعة أيام تقريباً.
وتتابع "هتجنن بسبب ارتفاع الأسعار جمع المنتجات ارتفعت أسعارها للضعف، ولدي توأم أحضر لهم "بامبرز" أسبوعياً بحوالي 160 جنيها، من أين أوفر تلك الأموال إذا كان زوجي موظفا بسيطا، وأنا اضطر للعمل لمساعدته".
وتتابع هبة، حتى فاتورة المياه زادت بشكل خرافي، لماذا رغم أننا في الشتاء ولا نستخدم المياه في الاغتسال وغيره كما الصيف، ألا ترحمنا الحكومة، من أين سنأتي بتلك الأموال إذا لم ترفع الأجور والأسعار مستمرة في الارتفاع.
النظام حديث
قال أيمن حمزة المتحدث الرسمي لوزارة الكهرباء، إنه ما من شكاوى رسمية، قُدمت للوزارة تخص العداد الذكي حتى الآن، معتبرا أن الوزارة تسعى لتفعيل اللامركزية في الشحن في جميع المحافظات، كذلك سيتم تفعيل آلية جديدة للشحن الفوري من خلال الهاتف، تم تطبيقها بالشيخ زايد واكتوبر.
وأضاف حمزة "نسعى لتطبيقها (الآلية) في جميع المحافظات، ومن المخطط تعميم نظام الكروت الذكية على جميع الدولة خلال عشر سنوات، ومن الطبيعي وجود مشاكل لأن النظام حديث وسيتم معالجتها".