أحدث الأخبار
لا يملك منتخب مصر الوطني لكرة القدم سجلا كفريق مستضعف، فقد فاز الفراعنة ببطولة كأس الأمم الأفريقية سبع مرات، بما في ذلك ثلاث بطولات متتالية ما بين عامي 2006 و2010. ومازال الفراعنة هم المنتخب الأفريقي الوحيد الذي ضمن العشرة الأوائل في ترتيب الفيفا العالمي، وإن كان لفترة قصيرة حسبما أفاد تقرير نشر على موقع "إنترناشونال بيزنس تايمز".
ولكن الكثير قد تغير في مصر منذ فاز المنتخب الوطني بكأس الأمم الأفريقية عام 2010. فقد شهدت البلاد ثورة، وأزمة مالية، وموجة إرهاب على يد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وعودة للحكم العسكري بعد أن عزل الجيش بقيادة عبد الفتاح السيسي الرئيس المنتخب محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في يوليو 2013.
وفي بلد، يسيطر هوس كرة القدم على شعبه، فلا عجب في أن تكون هذه اللعبة الجميلة قد لعبت دورا في دوامة السياسة في مصر منذ عام 2011. ففي ميدان التحرير حمى مشجعو ناديي الأهلي والزمالك المتعصبون المتظاهرين الذين أطاحوا في نهاية الأمر بحسني مبارك. فالألتراس، كانوا في طليعة الثورة، متناسين الخصومات المريرة فيما بينهم لحماية المتظاهرين من الشرطة.
ولكن بعد أقل من عام، وقعت "مذبحة بور سعيد" حيث قتل 72 مشجعا وأصيب أكثر من 1000 آخرين خلال أعمال شغب وقعت عقب مباراة للأهلي والمصري. وفي أعقاب الهجوم، ألغت الحكومة بطولات كرة القدم لمدة عامين. وفي 2012، و2013، و2015 فشلت مصر في التأهل لكأس الأمم الأفريقية.
ونقل الموقع عن جيمس مونتاجيو، مؤلف كتاب "عندما يأتي يوم الجمعة: كرة القدم، والحرب، والثورة في الشرق الأوسط"، قوله إن "الثورة وما تلاها من ثورة مضادة على حد سواء خلقا حالة من الفوضى في كرة القدم، والتي لعبت من جهتها دورا رئيسيا في المشهد السياسي. تم إلغاء الدوري وتأجيله عدة مرات. تم حظر المشجعين. اعتُبر الألتراس جماعة إرهابية. لقد كانت اللعبة في حالة من الفوضى".
منذ تولي السيسي السلطة في 2013، وجد لاعبو كرة القدم أنفسهم عالقين في حملة ضخمة على المعارضين السياسيين من قبل النظام الجديد في القاهرة: في يناير الماضي، وضِع لاعب كرة القدم الأسطورة محمد أبو تريكة على قائمة الشخصيات الإرهابية بتهمة تمويل جماعة الإخوان المسلمين المحظورة.
كما تم استهداف مشجعي "الألتراس" أيضا، ففي مايو 2015، رفع رئيس مجلس إدارة نادي الزمالك، مرتضى منصور، الداعم للسيسي، قضية ضد الألتراس. وكان لمنصور تاريخ مع الألتراس الذين رشوه بالبول، وسعى لتصويرهم على أنهم فرع لجماعة الإخوان على الرغم من أن الألتراس تظاهروا ضد مرسي بنفس قوة تظاهرهم ضد مبارك.
ونقلت الصحيفة عن إتش. آيه. هيللر، الزميل غير المقيم في المجلس الأطلسي والمعهد الملكي لدراسات الدفاع والأمن في لندن، قوله إن وجود الألتراس كقوة سياسية في مصر لم يعد قائما إلى حد كبير تحت حكم السيسي، "لقد أثر الوضع الاقتصادي كثيرا كما هو الحال بالنسبة للوضع الأمني، لذلك لم يعد (الألتراس) شيئا يجذب الكثير من الاهتمام الآن حقا ".
ورغم أن القلق بشأن حياتهم اليومية يشغل المصريين العاديين عن الألتراس، إلا أن أنظار مشجعي كرة القدم تتوجه اليوم (5 فبراير) إلى المباراة النهائية للمنتخب الوطني مع الكاميرون واحتمال وضع الفراعنة مرة أخرى على الخريطة بعد سبع سنوات من الثورة. يريد السياسيون إلى جانب المصريين أن يحقق منتخبهم الوطني أفضل النتائج. "إنهم يريدون الفوز بكل وضوح. المصريون قد يكونون وطنيين جدا في الحقيقة"، حسبما قال هيللر.
ولدى المصريين سبب للتفاؤل. فوجود لاعبين مصريين مثل محمد صلاح المحترف في روما، وأسطورة النادي الأهلي أحمد حجازي وحارس المرمى المخضرم عصام الحضري -الذي يتجه لتسجيل فوزه الخامس بكأس الأمم الأفريقية- يعني أن الفريق في وضع جيد لمواجهة الكاميرون، وهو الفريق الذي لم يفز بالبطولة منذ عام 2002.
وشارك الحضري كبديل في نهائيات 1998 لكن لعب ضمن المنتخب الفائز بالكأس في 2006 و2008 و2010 .
ولم تتأهل مصر لنهائيات البطولة الأفريقية منذ 2010، إلا أن المدير الفني الأرجنتيني هيكتور كوبر قد يكون متطلعًا لما هو أبعد من مباراة الأحد النهائية، إلى جائزة أكبر بالتأهل لنهائيات كاس العالم التي استعصت على مصر منذ 1990.
"لقد كانت هناك دائما موهبة والآن [...] مصر يمكن أن تثبت مرة أخرى أنها الأفضل في أفريقيا. مباراة النهائي خارج التوقعات بالفعل"، حسبما قال مونتاجيو.