سياسات التعبئة وإبعاد الكفاءات مسمار أخير في نعش الإعلام المصري

الأحد 12-02-2017 PM 04:55

صورة من الندوة..تصوير أصوات مصرية 11/2/2017

أزمة كبيرة يواجهها الإعلام المصري، وخصوصاً الصحافة المكتوبة التي تفاقمت مشاكلها بعد تحرير سعر الصرف في نوفمبر الماضي ليزيد سعر الدولار بنحو مئة في المئة.

وقال خبراء في ندوة عن مستقبل الاعلام إنه على مستوى السياسات عانى الإعلام الخاص مؤخرا من نظام التعبئة وإقصاء الكفاءات، وعلى مستوى المضمون غابت المهنية، والحلول الحقيقية لمشاكل الإعلام الحكومي، إلى جانب المشاكل الإقتصادية، وهو ما يمثل مسماراً أخيراً في نعش الإعلام المصري يخرجه من التنافسية العربية والدولية.

ناقشت الندوة التي عقدها النادي الاعلامي الدنمركي مساء السبت الأزمات الخاصة والعامة بمجال الإعلام، وأهم التحديات التى تواجهه، وأفكاراً للتطوير. وشارك في الندوة، الإعلامي ألبرت شفيق، والكاتب عبد الله السناوي، والخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز، ومحمود مسلم رئيس تحرير جريدة "الوطن"، وأدار الجلسة الإعلامى محمود الورواري.

عدم معالجة المشاكل

وقال الكاتب عبد الله السناوي إن الإعلام المصري يواجه تراجعا مزريا من حيث المحتوى والتنوع وتعيين الكفاءات، ونسب توزيع الصحف حيث كانت جريدة الأهرام توزع في سبعينيات القرن الماضي ضعف ما توزعه جميع جرائد مصر في فترتها الحالية، رغم ارتفاع عدد السكان من 27 مليون نسمة تقريباً إلى 91 مليونا حالياً.

وأرجع السناوي ذلك إلى وجود مشكلة في تلبية احتياجات الجمهور وإقصاء الكفاءات وغياب التنوع والنقاش الحقيقي للمشاكل، محذرا من أن الجميع سيدفع ثمن ذلك، لما يحدث من تدخل أكثر من اللازم سيؤثر حتماً على قوتنا الناعمة ويفقدها تأثيرها.

وقال السناوي، إن مصر لا تحفل بوجود كم هائل من الكفاءات، والتي كانت تتغذى على نجوميتها قناة الجزيرة القطرية منذ أوائل التسعينات، وعلى مصر مراجعة سياستها تجاه الإعلام والإعلاميين. وأكد على وجود تحد كبير أمام الاعلام المصري سيظهر فى يوليو 2017، حيث سيتجه القطاع الاكبر من الجمهور الى قمر سهيل سات القطري، ولن نستطيع ان ننافس حينها ببرامج الصراخ.

تراجع الثقة

وتحدث الكاتب محمود مسلم عن مشكلة ارتفاع أسعار مستلزمات طبع الصحف، وقال إن الصحافة الورقية تتعرض لأزمة حادة، ربما تقضي عليها، لأسباب كثيرة منها بروز الصحافة الرقمية، الموبايل والمواقع الإلكترونية والسوشيال ميديا. مؤكدا على أن الإعلام يمر بفترة خالية من الجاذبية التي وجدت بينه وبين المشاهد عقب ثورة يناير، لتراجع الثقة بسبب بعض المسارات السيئة. وأشار مُسلَّم إلى أننا نحتاج إلى تفعيل بعض القوانين التي نص عليها دستور 2014، المحصنة للصحفيين والصحافة، كذلك تدريب الكفاءات. 

وانتقد مُسلَّم بعض الممارسات الإعلامية، والتي كانت سبباً مباشراً في تراجع مستوى الإعلام كنشر صور عارية واستخدام عناوين مضللة، مما ينذر بدخول الصحافة المصرية نفقاً مظلماً.

وقال إنه من المحتمل اندثار بعض الصحف الخاصة في عام 2017، بسبب الأزمات التي تواجهها، مضيفاً: لا يصح تطوير القنوات الخاصة إلا بتطوير القنوات الحكومية أيضاً فهي وحدها تستطيع وضع قيم ومبادئ بعيدة عن المكسب والخسارة.

إعادة هيكلة

وكحل لتلك المشاكل التي يعاني منها الإعلام، دعا الخبير الإعلامى ياسر عبد العزيز إلى وجوب إعادة هيكلة الإعلام الحكومي، والذي اعتبره يواجه تحديات أكثر لأنه يهدر أموال الدولة، ولا يحقق مكاسب بل يكلف الدولة ميزانية ضخمة.

ومن جانبه، أكد الإعلامى ألبرت شفيق رئيس قناة اكسترا نيوز أن الإعلام الخاص فى نهاية الأمر جديد، وأن ثورة 25 يناير فتحت بسببها الكثير من القنوات، ولكن ما زال الإعلام الخاص يجرب ويتعلم من تجاربه، ولا يصح مقارنته بإعلام الحكومة.

تعليقات الفيسبوك