أحدث الأخبار
قال الكاتب والمحلل المصري المعني بالشؤون الإيرانية والتركية د. مصطفى اللباد إن الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية الست يمكن أن يحقق مكاسب مرحلية لمصر في علاقتها مع دول الخليج التي باتت تخشى من تحول الولايات المتحدة من ضامن لأمنها القومي إلى وسيط في المواجهة مع إيران.
وتوصلت إيران وست قوى عالمية يوم الثلاثاء لاتفاق توج أكثر من عشر سنوات من المفاوضات وأثار ردود فعل واسعة في المنطقة ما بين مؤيد ومعارض.
وينص الاتفاق على رفع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة مقابل موافقة إيران على قيود طويلة الأجل على برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب أنه يهدف لإنتاج قنبلة ذرية في حين تقول طهران إنه سلمي تماما.
وقال د. اللباد، رئيس مركز الشرق للدراسات الإقليمية والإستراتيجية بالقاهرة، لأصوات مصرية، إن علاقات إيران وأمريكا ستتحسن مع تنفيذ الاتفاق وبداية رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران وبالتالي ستتحول أمريكا من طرف يقف مع الدول الخليجية في مواجهة ايران إلى وسيط وهذا ما يثير حفيظة الدول الخليجية التي تتخوف من الاثار الجيوسياسية للإتفاق.
وأضاف أن إيران لن يمكنها انتاج سلاح نووي بالنظر إلى التزاماتها في الإتفاق أمام القوى العالمية الست الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا.
وإشار إلى أن رد فعل مصر تجاه الإتفاق وترحيبها الحذر به يحاول المواءمة بين عدة اعتبارات خاصة أنها ليست طرفا في الصراع مع إيران. وقال إن الدول الخليجية لها تأثير كبير على عملية صنع القرار في مصر بسبب المساعدات المالية، والتأثير السعودي خاصة يقلل من هامش مناورة القاهرة في ظل التنافس الإقليمي بين الرياض وطهران.
وقال د. اللباد إن مصر "أضاعت فرصا كثيرة" لتحسين العلاقات مع إيران التي سيزيد وزنها النسبي في المنطقة بعد الاتفاق مما يعني أن ثمن استعادة العلاقات الطبيعية معها سيكون أكبر الآن. وأضاف أن تحسين العلاقات مع إيران ليس مطلوبا في حد ذاته لكن لابد من وجود تصور لمزايا وتوقيت استعادة العلاقات وهو ما تفتقر إليه السياسة الخارجية لمصر على المستوى الإقليمي حيث لا يوجد تصور عام لعلاقات وتوازنات إقليمية. وتابع أن علاقات مصر متدهورة مع تركيا وعلاقاتها مع إيران أقل من الطبيعية مشيرا إلى وجود علاقات بين دول الخليج ذاتها وطهران.
ورغم ذلك قال د.اللباد الذي كتب عدة مؤلفات عن إيران وتركيا إن الإتفاق ليس له تأثير مباشر سلبا أو ايجابا على مصر لكن يمكن أن يفيدها مرحليا بصورة غير مباشرة في علاقاتها مع الدول الخليجية التي سيهمها الآن بدرجة أكبر أن تبقي مصر في صفها في المنافسة مع إيران وبالتالي لن تضغط عليها. وأشار إلى التقارير التي ترددت مؤخرا عن ضغوط سعودية على مصر في ملف العلاقة مع جماعة الإخوان المسلمين وادماج الجماعة في العملية السياسية. وقال إن خلافات دول الخليج مع مصر "في القضايا الفرعية ستختفي لأنها تريد مصر في جانبها". لكنه أشار إلى أن تلك النتيجة وقتية لأن لو إيران كرست مكاسبها من الاتفاق ستتضاءل تلك الميزة.
وأشار إلى أن الحضور الإيراني في مصر محدود بالمقارنة مع سوريا والعراق ولبنان وأيضا دول الخليج مما يقلل من اهتمام رجل الشارع المصري بالموضوع لكن من يتخذ القرار بخصوص السياسة الإقليمية يجب أن يكون مدركا للتداعيات الجيوسياسية.
وعلى المستوى الإقليمي استبعد د. اللباد نجاح إسرائيل في تعطيل الاتفاق من خلال الكونجرس الأمريكي لعدم كفاية أصوات الجمهوريين للتغلب على إمكانية استعمال الرئيس باراك أوباما للفيتو الرئاسي لمنع عرقلة الاتفاق.
وقال إن الاتفاق سيؤثر سلبا على قطر فيما يتعلق بنشاطها في استخراج الغاز في الخليج إذ تشير تقارير إلى أنها تسحب من حقل مشترك مع إيران في الخليج أكثر مما تستحق ولن تجرؤ على ذلك بعد الاتفاق خاصة أن فتح قطاع الطاقة الإيراني أمام الشركات العالمية ومنها شركات أمريكية سيخلق مصالح لهذه الشركات في موارد الغاز الإيرانية.
ويعود لإيران وهى صاحبة ثاني أكبر احتياطي من الغاز في العالم الجزء الشمالي من الحقل وتطلق عليه حقل "بارس الجنوبي" ولقطر صاحبة ثالث أكبر احتياطي الجزء الجنوبي منه وتطلق عليه "حقل الشمال".
وسيؤثر سلبا أيضا على الإمارات الشريك التجاري الأول لإيران بين دول مجلس التعاون الخليجي. وقال إن ايران لن تكون مضطرة للاستيراد عبر دبي كما أنها تخطط لإنشاء 6 موانيء حرة على بحر العرب مما سيؤثر على جبل علي ودبي فضلا عن تطلعها لاجتذاب سياح من شرق آسيا يتجهون حاليا للإمارات.