أحدث الأخبار
فرانكفورت: حسن صابر
اختيرت دار النشر التي تديرها كرم يوسف في القاهرة لتكون بين 16 دار نشر من دول مختلفة استضافها معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في دورته السابعة والستين، والتي انتهت يوم الأحد 18 أكتوبر بعد افتتاح المعرض يوم 14 من نفس الشهر بكلمة للكاتب المثير للجدل سلمان رشدي عن حرية التعبير.
كرم يوسف واحدة من ناشرات قليلات ينشطن في مجال النشر والثقافة في مصر عن طريق دار للنشر وثلاثة منافذ لبيع الكتب في القاهرة تقدم من خلالها أيضا ندوات وعروض أفلام وورش للكتابة الأدبية بين أنشطة متعددة.
وتأتي دعوة دور النشر هذه إلى مؤسسة ليتبروم، التي تدعم الأدب في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
ويعد معرض فرانكفورت حدثا من أهم الأحداث الثقافية العالمية وربما أكبرها على الإطلاق، وشارك فيه هذا العام نحو 7100 عارض من 100 دولة يحملون كتبهم ومنتجاتهم الثقافية الأخرى مثل الأفلام وبرامج وألعاب الكمبيوتر إلى معرض الكتاب الألماني الذي قدم أيضا ما يزيد عن 4000 فعالية ما بين ندوات ولقاءات مع كتاب وحفلات توقيع وتسليم جوائز وغيرها.
وتقول كرم يوسف، لأصوات مصرية، إن الدعوة أتاحت لها فرصة للقاء كتاب كانت قد قامت بترجمة أعمالهم إلى العربية عن طريق دار النشر التي تديرها، ولقاء ناشرين ووكلاء حقوق أدبية من دول مختلفة، والمشاركة في ندوات قامت خلالها بالتعريف بمجال النشر والثقافة في مصر والعالم الثالث.
وتضيف أن ظروف النشر في مصر صعبة ولكنها خلال تلك اللقاءات أدركت أنها أكثر صعوبة أيضا في دول أخرى كزيمبابوي وكينيا والسلفادور وتواجه مشاكل أخرى مثل تعدد اللغات المحلية الذي يخلق مزيدا من الصعوبات في توزيع الكتب، وأن دولا متقدمة كألمانيا لا تلقى فيها بعض العناوين الجادة رواجا ولا يزيد المطبوع منها على أكثر من ألف نسخة.
وقالت كرم إن مشاركتها بالمعرض أثمرت أيضا عن اتفاقات مبدئية بشأن ترجمة بعض كتب الدار إلى الألمانية، وتوسيع شبكة العلاقات العالمية وإمكانية التوزيع لكتبها الصادرة بالعربية في مكتبات في أوروبا.
وأضافت أن الدار التي تديرها وأسستها قبل نحو 10 سنوات أصدرت نحو 80 كتابا، ولكنها بعد المشاركة في المعرض أصبحت تؤمن أن الكم لا يجب أن يكون الهدف الرئيسي لدور النشر ولكن الأكثر أهمية هو محتوى الكتاب وجودته.
وشملت فعاليات المعرض العديد من الندوات والمحاضرات الموجهة للناشرين والتي تستهدف نقل وتبادل الخبرات، وكذلك التطرق لقضايا وتطبيقات النشر الإلكتروني وحماية الملكية الفكرية، بالإضافة للقضايا الخاصة بالترجمة الآلية.
وكان الحضور العربي والمصري في الأغلب محدودا، وانحصر وجوده في ندوات تناقش التطرف وأزمة اللاجئين إلى أوروبا.
وشاركت من مصر 6 دور نشر منها الهيئة العامة للكتاب بجناح "رسمي" صغير بدا فقيرا للغاية من جانب التصميم والمساحة وكيفية عرض واختيار الكتب وسط أجنحة الدول الخليجية الغنية المصممة بأناقة بالغة والأكبر مساحة، وإلى جوار أجنحة دور نشر أوروبية وعالمية خاصة بدت ذات تصميمات عصرية جذابة.
وبخلاف كتاب مصريين شبان مبتدئين دعاهم معهد جوته الألماني بعد أن شاركوا في ورشة للكتابة الأدبية للقاء مفتوح مع كتاب شبان من ألمانيا، لم يشارك أي من الكتاب المصريين المعروفين والمحترفين في فعاليات المعرض.
وشاركت يوسف في ندوتين بالمعرض أولهما ناقشت مستقبل سوق الكتاب في العالم العربي، والأخرى لتسليم جائزة أدبية يمنحها معهد جوته في القصة القصيرة من مصر، وحصلت عليها أميمة صبحي التي شاركت في ورشة أدبية نظمها المعهد وكانت يوسف أيضا عضوة في لجنة القراءة لنتاج الورشة.
كما شاركت في ندوة بعنوان "هل يكون العالم العربي سوقا غير محدود للكتب؟" مع ناشرات من لبنان والأردن هما رنا زغير، وفالنتينا قسيسية (مديرة مؤسسة ثقافية غير هادفة للربح تابعة لأحد البنوك)، وتعرضت الندوة لمشاكل الرقابة وإشكالية تمويل النشر ودور الدولة المحتمل في ذلك ومشاكل التوزيع، ودور التعليم والمكتبات العامة في تشجيع القراءة.
وقالت كرم يوسف خلال الندوة إن هناك 360 مليونا يتحدثون العربية في الوقت الذي تحتاج فيه طبعة كتاب من ألف نسخة سنوات لتوزيعها، وأكدت أن المشكلة تكمن في تدهور التعليم والأمية.
وأضافت أنها تحاول توزيع الكتب خارج القاهرة في الدلتا والصعيد، في مناطق يسيطر عليها الفكر المتطرف وتفتقر إلى جانب الثقافة ودور السينما والمسارح حتى إلى الماء النقي للشرب، وأن توزيع الكتب في دول عربية أخرى يصطدم باستمرار بالرقابة والأزمات السياسية.
وأكدت خلال الندوة أن هناك حاجة لاستراتيجية لتشجيع القراءة تشمل جهود الأسرة والإعلام والمدارس والمكتبات العامة وقصور الثقافة.