أحدث الأخبار
كتبت: رحمة ضياء
"السكوت علامة الرضا"، مثل شعبي يجانبه الصواب حين يتعلق الأمر بالعنف ضد المرأة، واستند إليه المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة بالدول العربية في حملة "السكوت مش دايما رضا"، والتي أطلقها في بداية حملة الـ16 يوماً السنوية لإنهاء العنف ضد النساء والفتيات، يوم 25 نوفمبر الماضي.
تستهدف الحملة نبذ ثقافة الصمت والقبول المجتمعي للعنف ضد النساء، وتشجيع السيدات والفتيات على البوح بما يتعرضن له من انتهاكات من أقرب الأقارب، حيث أكدت هيئة الأمم المتحدة أن 1 من كل 3 نساء في العالم تعرضن لعنف جسدي أو جنسي غالبا على يد شريك حياتها، حسب أحدث إحصائيات توفرت لديها.
كما أشارت إلى أن 6 من كل 10 ناجيات من العنف يفضلن الصمت عن طلب الدعم أو الحماية.
ودعت هيئة الأمم المتحدة للمرأة للمشاركة في دعم الناجيات من العنف عن طريق تنظيم أنشطة أو التعبير عن رفض العنف باستخدام المواهب الفنية، أو بمجرد الكتابة والمشاركة في وسم (هاشتاج) "السكوت مش دايما رضا" لنشر رسالة الحملة.
-فنانون يدعمون الحملة
كما أعلن عدد من الفنانين دعمهم للحملة، مثل المطربة التونسية غالية بنعلي، والتي قدمت أغنية للناجيات من العنف وصاحبها خالد داغر بالعزف علي التشيلو، وعرضت صفحة الأمم المتحدة على فيس بوك فيديو الأغنية. وحذرت غالية في أغنيتها من خطورة الرسائل السلبية التي تمثل عنفاً نفسياً يقع دون قصد على النساء.
وتحدثت الممثلة السورية كندة علوش خلال فيديو آخر نشرته صفحة الأمم المتحدة، عن حكاية فرح، وهي لاجئة سورية، تزوجت وهي في عمر 13 عاما، وحملت في سن مبكر هو ما لم يحتمله جسدها، وتوفت خلال الوضع.
وعبرت كندة من خلال القصة عن معاناة الملايين من اللاجئات السوريات، اللاتي يتعرضن للعنف الأسري بشكل متزايد بالإضافة لزواج القاصرات وخطر العنف الجنسي.
وقالت ماهي حسان، عضو بمؤسسة نظرة للدراسات النسوية، لأصوات مصرية، إن الجهود المختلفة، التي تبذل في إطار حملة الـ16 يوما لإنهاء العنف ضد المرأة، تحدث تغييرا بطيئاً في وعي المجتمع، ونظرته إلى المرأة، وكيفية تعامل أفراده معها.
وأضافت ماهي أن التأثير الأهم لمثل هذه الحملات هو رفع وعي النساء والفتيات بحقوقهن، وتشجيعهن على المطالبة بها، ونبذ أي عنف يتعرضن له.
وعلقت ماهي على حملة "السكوت مش دايما رضا" قائلة إن هناك كثير من الأسباب التي قد تدفع الفتاة إلى السكوت وعدم الكشف عما تتعرض له من أشكال مختلفة من العنف، سواء عنف جسدي أو جنسي أو حتى عنف نفسي.
-القمع يدفع الفتاة للصمت
وأضافت "أحيانا البنت بتكون حاسة بالقمع ومبتقدرش تتكلم لو تعرضت للعنف من والدها أو زوجها أو من أستاذها في الجامعة أو مديرها في الشغل لحسابات كتيرة جدا، وأحيانا ما بيكنش عندها طاقة نفسية للكلام والمواجهة والدفاع عن نفسها".
وأشارت إلى حملة تنظمها مؤسسة نظرة بعنوان "واحد متر مربع" لحث الفتيات على عدم السكوت والدفاع عن سلامتهن الجسدية وخصوصيتهن، من خلال تنظيم ندوات في الجامعات لرفع وعي الفتيات بحقوقهن.
وأضافت ماهي "التغيير مش بيحصل في يوم وليلة لكن الجهود المختلفة اللي بتتعمل بترفع وعي البنات وبتخليهم عارفين أكتر حقوقهم عشان لما البنت تتعرض لموقف سواء تحرش أو عنف من الزوج يبقى عندها الشجاعة تتكلم وتبقى عارفة أن القانون والمجتمع في صفها".
وبدأت الحملة الدولية "16 يوماً من النضال ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي" لأول مرة عام 1991، وتبدأ الحملة كل عام يوم 25 نوفمبر، وهو اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء وتستمر حتى 10 ديسمبر وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان.