أحدث الأخبار
جاءت نتائج مرشحي الشباب الذين أطلقوا شرارة الانتفاضة الشعبية المصرية ضعيفة في الجولة الأولى من انتخابات مجلس الشعب المصري التي انتهت جولة الإعادة فيها يوم الثلاثاء الماضي مقارنة بالقوى الخرى خاصة التيار الإسلامي الذي تصدر النتائج.
لكن يبدو أن هذه النتائج لم تضعف عزمهم ودفعتهم لتعديل أسلوبهم لتفادي الإخفاق الذي واجهه العديد من المرشحين عن أحزاب وتحالفات "شباب الثورة" في الجولة الأولى من أول انتخابات تجري منذ سقوط حكم الرئيس حسني مبارك في فبراير شباط الماضي.
وقال الليبرالي عمرو حمزاوي الذي فاز في انتخابات الجولة الأولى لرويترز "الأحزاب لشبابية جديدة وقدراتها التنظيمية محدوده وامكانياتها ومواردها المالية محدودة. كما أن عدد مرشحيها محدود جدا سواء على القوائم أو المقاعد الفردية."
وفي اشارة إلى الاحتجاجات على الحكم العسكري في ميدان التحرير أضاف حمزاوي أستاذ العلوم السياسية "الأحزاب الشبابية مشغولة دائما ما بين مسار (ميدان) التحرير ومسار بناء المؤسسات في انتخابات برلمانية وهو ما قلل أيضا من فرصها في المنافسة."
وحصل حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين على أغلب المقاعد الفردية في الجولة الأولى كما حقق أعلى نسبة أصوات في القوائم يليه حزب النور السلفي.
ومن أبرز التحالفات الشبابية التي تخوض الانتخابات (تحالف الثورة مستمرة) الذي صب تركيزه في المرحلة الأولى على القوائم وترشح عدد قليل جدا من أفراده على المقاعد الفردية. وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات حصول قوائم التحالف على 335 ألفا و 947 صوتا من إجمالي عدد الأصوات الصحيحة في المرحلة الأولي وجاءت قوائم الثورة مستمرة في ترتيب متأخر خلف عدة قوائم لأحزاب وتحالفات إسلامية وليبرالية.
ودفع ذلك التحالف الذي يضم عدة كيانات هي ائتلاف شباب الثورة وحزب التيار المصرى وحزب التحالف الشعبي الاشتراكي والحزب الاشتراكي المصري وحزب التحالف المصري وحزب مصر الحرية وحزب المساواة والتنمية لإتخاذ قرار بدعم عدد من الشباب الذين يخوضون الانتخابات على المقاعد الفردية بصفتهم مستقلين في المرحلتين المقبلتين.
وقال محمد الجيلاني وكيل مؤسسي حزب التحالف المصري (تحت التأسيس) "اعتقد أن هذا الأسلوب سيحقق نتائج ايجابية في المرحلتين الثانية والثالثة."
وقالت الهام عيداروس من حزب التحالف الشعبي الاشتراكي - أحد مكونات الثورة مستمرة - لرويترز "كان من المفترض أن يتم اعتماد هذا الأسلوب قبل المرحلة الأولى لكن الانشغال بأحداث التحرير حال دون ذلك. وخطتنا الحالية هي البحث بين مرشحي الفردي غير المنتمين للتحالف والتحقق من انتماءاتهم لدعمهم."
وردا على سؤال بشأن ما إذا كان هذا التعديل في اللإسلوب سيأتي بثماره في المرحلتين المقبلتين قالت "رأيي/أن هذا/ سيحدث وسنحقق نتائج أفضل بكثير من المرحلة الأولى.
يخوض الثورة مستمرة انتخابات على صعيد القوائم في 8 دوائر بالمرحلة الثانية و6 دوائر بالمرحلة الثالثة.
ويزيد عدد المرشحين كأفراد عن التحالف في المرحلتين عن 20 بالإضافة إلى المرشحين المدعومين من التحالف ولا يوجد إحصاء دقيق بشأنهم.
وأضاف الجيلاني أن التحالف متفائل رغم نتائج الجولة الأولى من منطلق "روح الثورة". وأشار إلى أن أحد أسباب الإخفاق في الجولة الأولى هو الانشغال بالاحتجاجات التي شهدها ميدان التحرير بوسط القاهرة وعدة محافظات قبل الانتخابات بايام للمطالبة بتسليم المجلس العسكري الحاكم السلطة للمدنيين.
وتابع الجيلاني وهو مرشح شاب على مقعد فردي بمحافظة السويس شرقي القاهرة أن الوضع مختلف في المرحلتين الثانية والثالثة لأن "هناك فرصة للنزول للشارع والدعاية والتفاعل مع الناس."
لكنه أشار إلى صعوبات عدة من بينها قلة الموارد المالية والتهديد بالقتل. وقال لرويترز إنه تلقى تهديدا بالقتل من "أحد البلطجية المعروفين في السويس" مساء الخميس والذي اخبره عبر الهاتف بأن بعض الاشخاص دفعوا له أموالا مقابل قتله.
وقال محمد حسن الزيات (34 عاما) وهو مرشح فردي مستقل في محافظة الجيزة ومدعوم من تحالف الثورة مستمرة إن التحالف يدعم فقط "الناس التي تعمل وفقا لبرنامجه ويعرفهم ويثق فيهم".
ويضيف جيلاني على ذلك قائلا إنه لا بد ألا يكونوا من "الفلول" وهو مصطلح يطلق على الأعضاء السابقين في الحزب الوطني الحاكم قبل الثورة والمنحل حاليا.
وتجري الانتخابات في الجيزة والسويس في إطار المرحلة الثانية الأسبوع المقبل.
ويعيش في مصر أكثر من 80 مليون نسمة ثلثاهم دون الثلاثين من العمر يشكلون 90 في المئة من العاطلين عن العمل. ويعيش نحو 40 في المئة على أقل من دولارين في اليوم كما أن ثلث السكان أميون.
والفائزون من شباب الثورة خلال المرحلة الأولى التي اجريت في تسع محافظات بينها العاصمة هم مصطفى النجار مؤسس حزب العدل الذي فاز بأحد المقاعد الفردية في القاهرة والناشطان الشابان البارزان زياد العليمي وباسم كامل وهما من أعضاء الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى أحد مكونات تحالف الكتلة المصرية الليبرالي واللذان أعلنا فوزهما على قوائم الكتلة في القاهرة. والعليمي وكامل عضوان كذلك بائتلاف شباب الثورة.
وستقام المرحلة الثالثة والأخيرة من انتخابات مجلس الشعب المؤلف من 508 مقاعد في يناير كانون الثاني المقبل كما ستجرى انتخابات الغرفة الثانية بالبرلمان وهي مجلس الشورى يوم 29 يناير وتنتهي في 11 مارس أذار. وستكون المهمة الأساسية للبرلمان المقبل بمجلسيه هي اختيار الجمعية التأسيسية المؤلفة من 100 عضو لصياغة دستور جديد للبلاد.