كيف يساعد الإنترنت الإرهابيين وكيف يمكن استخدامه ضدهم؟

الأربعاء 09-12-2015 AM 11:43
كيف يساعد الإنترنت الإرهابيين وكيف يمكن استخدامه ضدهم؟

فرنسة تحمل علم بلادها بعد هجمات باريس - صورة من رويترز

كتب

أسفرت هجمات باريس التي وقعت في 13 نوفمبر عن مطالبة البعض بتكثيف المراقبة وقمع حرية التعبير على شبكة الإنترنت، كما أثار البعض تساؤلات من نوعية "هل الإنترنت بالفعل أرض خصبة للإرهابيين؟ وإذا كان الحال كذلك فهل يمكن التدخل بأي صورة؟".

خلال المؤتمر السنوي لمعهد سلامة الأسرة على الإنترنت والذي أقيم في العاصمة الأمريكية واشنطن اجتمع مجموعة من الخبراء من وزارة الخارجية الأمريكية والمنظمات غير الحكومية لمناقشة مثل هذه التساؤلات.

وكانت النتيجة النهائية التي توصل إليها الخبراء في هذا المؤتمر حسب ما ورد على خدمة ياهو الإخبارية هي أن الحل ليس في مزيد من الرقابة، ففي الوقت الذي يمكن أن يساعد الإنترنت الإرهابيين في تجنيد المقاتلين، يمكن أيضا استخدامه في محاربتهم.

وتساءلت نوالا أوكونور رئيسة مركز الديمقراطية والتكنولوجيا "رد فعلي الحاد (على هذا الكلام).. هو إنني ولدت في بلفاست في الستينات.. كان هناك الكثير من الإرهابيين قبل زمن طويل من وجود الإنترنت."

لكن المشاركين في المؤتمر اتفقوا على المزايا التي أتاحها الإنترنت للجميع، خاصة القدرة على التواصل الفوري مع الغرباء في الجهة الأخرى من العالم وهي مزايا تنطبق أيضا على من يبحثون عن مقاتلين جدد للمنظمات الإرهابية.

وقالت ايرين سالتمان الباحثة في معهد الحوار الاستراتيجي وهو مركز أبحاث يحارب التطرف الإلكتروني لدى مختلف الإيديولوجيات "لا يسعى المرء مثلا لشراء أحذية عبر الإنترنت ثم يصبح جهاديا بالصدفة."

وأضافت "لكننا نعرف أن الإنترنت محفز للتشدد.. أصبحت المسائل التي ربما تستغرق شهورا أو عاما مثل التحول من مواطن عادي إلى مقاتل تستغرق أسابيع".

وتابعت سالتمان أنه بدلا من محاولة منع كل محاولات التحريض على التشدد فإن الحل الأفضل على المدى الطويل هو دراسة ما يفعله هؤلاء المتشددون جيدا ثم استخدام نفس الأساليب ضدهم.

وتقول "علينا أن نستعين بأدوات التسويق التي عادة ما تستخدم في الترويج لكوكا كولا وأديداس على الإنترنت ونستغلها في محاربة المتطرفين.. هذه وسيلة فعالة أكثر بكثير من محو هذه الفيديوهات وأتمنى اختفاء المشكلة."

وأضافت أن جزءا من هذه المساعي يتضمن الاستعانة بأصوات ذات مصداقية مثل ضحايا التطرف أو المتطرفين السابقين وعلماء المسلمين لمواجهة الدعاية التي يروج لها المتشددون.

وقال جوناثان راسل ضابط الاتصال بمؤسسة كويلام وهي مركز أبحاث تعمل في مجال مكافحة الإرهاب في بريطانيا إن الحل ليس التمسك بالليبرالية كنقيض للتطرف الإسلامي "بل علينا أن ندعم الإسلام."

ويرى أن دعاية الجهاديين تسفر عن أفكار يقتنع بها الانتحاريون وتتردد أصداء هذه الأفكار في الإنترنت، والحل من وجهة نظره هو طرح أفكار أفضل.

تعليقات الفيسبوك