أحدث الأخبار
أحال الرئيس المصري محمد مرسي رئيس المخابرات يوم الأربعاء إلى التقاعد وقصفت الطائرات الحربية المصرية أهدافا على الحدود مع اسرائيل في أكبر هجوم في المنطقة منذ نحو 40 عاما بعد هجوم شنه مسلحون على حرس الحدود المصري.
ولم يتضح بعد إلى اي مدى وسع مرسي – الذي يجب ان يحتوي الجيش القوي في الداخل ويطمئن اسرائيل إلى انه كأول رئيس اسلامي لمصر سيحافظ على علاقات مستقرة معها – سلطاته ردا على هجوم يوم الاحد.
لكن مرسي في تعديل كبير قام بإحالة رئيس المخابرات مراد موافي إلى التقاعد وأجرى تغييرات أخرى في القيادات الأمنية في البلاد.
وكان مرسي وعد باستعادة الهدوء في سيناء بعد ان قتل مسلحون 16جنديا من قوات حرس الحدود يوم الأحد ثم اقتحموا الحدود الإسرائيلية قبل أن يقتلوا في النهاية بنيران القوات الاسرائيلية.
وكان ذلك أعنف هجوم على قوات الأمن في شبه جزيرة سيناء منذ وقعت مصر معاهدة سلام مع اسرائيل عام 1979.
وعبرت اسرائيل التي سبق ان حثت مصر على التعامل مع تهديد متزايد على الحدود بينهما عن استحسانها لهذه الحملة الامنية.
وصعد مسلحون إسلاميون يعارضون وجود اسرائيل من هجماتهم على قوات الأمن على الحدود منذ الإطاحة بالرئيس حسني مبارك العام الماضي.
ويشكو كثير من البدو الذين يعيشون في قبائل من اهمال القاهرة لهم. واغلب المسلحين من البدو لكنهم يعتنقون افكارا اسلامية متشددة وفي الوقت نفسه يرفضون الإسلام السياسي الذي يمثله مرسي ويفضلون عليه الإسلام الجهادي.
وقال مسؤولون وشهود عيان ان الطائرات المصرية قصفت في وقت سابق يوم الاربعاء اهدافا بالقرب من الحدود مع اسرائيل واغارت القوات البرية على قرى في أكبر هجوم عسكري في المنطقة منذ حرب عام 1973 بين مصر وإسرائيل.
وقالت قيادة القوات المسلحة المصرية ان قوات برية وجوية بدأت في استعادة الاستقرار في سيناء.
وقالت القيادة في بيان "تمكنت القوات من تنفيذ المهام بنجاح تام وستستمر القوات باستكمال تنفيذ المخطط وتناشد القوات المسلحة قبائل وأهالي سيناء التعاون لاستعادة الحالة الأمنية."
وقال ياسر علي المتحدث باسم الرئاسة في مؤتمر صحفي ان مرسي الذي تولى منصبه في يونيو حزيران عين محمد شحاتة قائما بأعمال مدير المخابرات وعزل محافظ شمال سيناء.
وقال علي ايضا ان مرسي كلف رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي بتعيين قائد جديد للشرطة العسكرية وعين قائدا جديدا للحرس الجمهوري.
واعلنت التغييرات بعد ان عقد مرسي اجتماعا لمجلس الأمن القومي جمع بينه وبين طنطاوي إلى جانب رئيس الوزراء ووزير الداخلية.
ويقول محللون ان مرسي ما كان ليتخذ قرارات كهذه دون موافقة الجيش الذي يحتفظ بقبضة قوية على السياسات الأمنية منذ الاطاحة بمبارك لكن مصدرا امنيا قال ان شحاتة - المعين ليقوم بأعمال رئيس المخابرات - معروف بأنه لم يكن مواليا بقوة لمبارك في عهده وانه حرم من ترقية بسبب ذلك.
وفي تفسير للتغييرات قال المتحدث الرئاسي ان مصر تمر بمرحلة حرجة وانه من الضروري ان تتم حماية الثورة المصرية والارادة المصرية. وكانت احداث الأحد اول اختبار كبير لكيفية تحقيق مرسي - الذي ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين - للتوازن بين الحفاظ على علاقات مستقرة مع اسرائيل وبين علاقته مع حركة حماس الاسلامية التي تحكم قطاع غزة.
وقال مسؤولون مصريون ان المسلحين دخلوا عبر الأنفاق التي تستخدم في تهريب البضائع إلى غزة منذ فرضت اسرائيل حصارا على القطاع. وبدأت مصر اجراءاتها لإغلاق هذه الأنفاق يوم الثلاثاء مما اثار غضب سكان غزة الذين كانوا يتوقعون علاقات افضل مع القاهرة بعد انتخاب مرسي.
واتهمت اسرائيل كثيرا الجماعات المسلحة الفلسطينية بالعبور من غزة إلى مصر لتنضم إلى متشددين يحملون نفس الأهداف بغرض مهاجمة حدودها مع مصر.
وتركز الرد العسكري الفوري على الشيخ زويد وهي بلدة شيدت مبانيها بالطوب اللبن وتعتمد بشدة على تهريب البضائع والأفراد عبرالأنفاق المتصلة بغزة منذ انسحاب اسرائيل من القطاع. ويبدو أن هذا الرد طمأن اسرائيل.
وقال عاموس جلعاد المسؤول الاسرائيلي الرفيع في وزارة الدفاع لراديو اسرائيل اليوم "ما نراه في مصر هو غضب كبير وعزم من جانب النظام والجيش على الاهتمام بالمسألة وفرض النظام في سيناء لأن هذه هي مسؤوليتهم."
وأبلغ قادة عسكريون في سيناء رويترز ان القوات دخلت قرية التومة قرب الشيخ زويد على بعد 20 كيلومترا الى الجنوب في إطار العملية بعد أن تلقى الجيش معلومات عن أن إسلاميين متشددين يقيمون هناك. وقال احدهم ان 20 مسلحا قتلوا.
وكانت حكومة مبارك تتعاون عن كثب مع اسرائيل لتأمين المنطقة الحدودية حتى أطيح به في انتفاضة شعبية قبل 18 شهرا.
وقال مصطفى كامل السيد استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ان الوضع الآن يجبر حكومة مرسي على تعميق الاتصالات مع اسرائيل بشأن الأمور الامنية، وهي خطوة كان يأمل تفاديها وعلى تقييد الاتصالات مع حركة حماس.
وقال اسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس في غزة انه لا دليل على ان مواطنين من غزة تورطوا في احداث العنف الأخيرة.