قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، إن مصر تدشن مرحلة جديدة من التعاون مع دولتي قبرص واليونان، وهو التعاون الذي قد بدأ منذ أكثر من عام مع أكثر دولتين دعما لخارطة المستقبل وفهما للظرف الاستثنائي الذي تمر به مصر.

وأضاف السيسي، خلال القمة المصرية القبرصة اليونانية لبحث التعاون الاقتصادي، أن المشاورات بين الدولتين شهدت تقاربا وتطابقا في العديد من القضايا والموضوعات وسيتم تعزيز التعاون في مجالي الاستثمار والتجارة.

وعقد الرئيس المصري جلسة مباحثات مع نظيره القبرصى نيكوس أناستادياديس، ورئيس الوزراء اليوناني أنطونس سامراس، لبحث سبل التعاون في جميع المجالات بما يخدم المصالح المشتركة ومكافحة الإرهاب.

وأشار السيسي إلى اعتزام كل من مصر واليونان وقبرص على تطوير العلاقات في كافة المجالات انطلاقا من وجود قاعدة عريضة من المصالح المشتركة لتحقيق الاستفادة القصوى من جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لتعزيز علاقات التعاون وحسن الجوار.

وقال السيسي "سيكون التعاون قائما على تفعيل الاتفاقات الموقعة بيننا واحترام القانون الدولي وأهداف وميثاق الأمم المتحدة الخاصة بسيادة الدول وعدم انتهاك حقوقها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد".

وقال السيسي "اتفقنا على مواجهة مخاطر الإرهاب بمنتهى الحزم من خلال التعاون في جميع المجالات وخاصة التعاون الأمني لدحر هذه الجماعات المتطرفة"، مؤكدا أن هذا التعاون الثلاثي يحمي مصالحنا في الشرق الأوسط ويحقق السلام والرفاهية لشعوبنا.

وكانت حكومات مصر واليونان وقبرص حثت تركيا الأسبوع الماضي على وقف مسوحها الزلزالية لمكامن الغاز في مناطق بشرق البحر المتوسط تدعي قبرص ملكيتها وقالوا إن هذه الأعمال مخالفة للقوانين الدولية.

وقال الرئيس القبرصي، نيكوس أناستادياديس، إن هذه القمة الثلاثية ليست موجهة إلى أي دولة آخرى، غير أنه أدان ما سماه بـ"الاستفزازات التركية" في الشرق الأوسط.

وطالب أناستادياديس، دولة تركيا بإبداء حسن النوايا واتخاذ موقفا بناءً حيال قضايا دول الشرق الأوسط والبحر المتوسط، وقال إن "التصرفات غير الشرعية لتركيا والأعمال الاستفزازية التي تقوم بها تقوض الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط".

وحثت اليونان شريكتها في حلف شمال الأطلسي تركيا أمس الجمعة على الكف عن استفزاز قبرص التي تتطلع إلى استغلال حقول الغاز الطبيعي قبالة ساحل جنوب الجزيرة المقسمة تقسيما طائفيا.

ويقول المسؤولون القبارصة إن سفينة الأبحاث التركية بربادوس تبحر في مياه قريبة من مواقع التنقيب التي منحت قبرص تراخيص بشأنها لشركات إيني الإيطالية وتوتال الفرنسية ونوبل إنرجي الأمريكية.

ولا تعترف تركيا بقبرص المقسمة بين الطائفتين القبرصيتين التركية واليونانية وتتهمها حكومة نيقوسيا بإرسال سفينة أبحاث لجمع بيانات مسوح زلزالية في المنطقة المتنازع عليها.

وكانت العلاقات بين مصر وتركيا قد توترت عقب عزل الجيش للرئيس الإسلامي الأسبق محمد مرسي في يوليو 2013، بعد احتجاجات شعبية حاشدة ضد حكمه.

وتعهد رئيس الوزراء اليوناني، أنطونس سامراس، بأن قبرص واليونان سيكونان سفراء لمصر لدى الاتحاد الأوروبي، وقال "يجب على الاتحاد الأوربي أن يدعم مصر في جميع الجهود التي تقوم بها لدعم الاستقرار ومكافحة الإرهاب".

وأضاف سامراس أن التعاون بين الثلاث دول سيشمل جميع المجالات الاقتصادية والتنموية والأمنية وعلى رأسها مجال الطاقة، مشيرا إلى ضرورة تعزيز التعاون المشترك مع مصر التي تمثل حجر الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.