8 مخاطر على حياتك من ضغوط العمل

الأحد 30-08-2015 PM 03:07
8 مخاطر على حياتك من ضغوط العمل

صورة لأصوات مصرية

كتب

إعداد: دينا عفيفي

رغم التقدم الذي يشهده العالم الآن، ومزاياه التي تبدو في ظاهرها مصدر راحة للإنسان.. إلا أن الضريبة المدفوعة من عمل ومنافسة في العمل، تعرضنا لضغوط واضطرابات نفسية أكثر من أي وقت مضى، وعلى رأسها الاكتئاب وزيادة الوزن.

على سبيل المثال نجد أن الموظفين يرتبطون بكل ما يتعلق بوظائفهم على مدار الساعة، واكتشف العلم أن هذه الضغوط النفسية المستمرة تصيب الإنسان بالمرض.

وقالت خدمة ألتر نت الاعلامية في مقال بموقعها على الانترنت إنه في الماضي، عندما كان الإنسان يتعرض للخطر كان الجسم يفرز الأدرينالين والكورتيزول مما يجعله يحصل على القوة والسرعة الكافية لمواجهة مثل هذه المواقف، وفي الوقت الحالي فإن إفراز هذين الهرمونين يساعدنا مثلا في اجتياز حوادث مرورية أو ربما حوادث سطو مسلح أو الخضوع للاختبارات.

لكن في الوقت الحالي وفي ظل هذا الاقتصاد الذي يقوم على المنافسة الشديدة أصبحت الضغوط النفسية أكثر ديمومة وليست مجرد حادث عابر، لذا فإن الجسم في حالة إفراز مستمرة لهرموني الأدرينالين والكورتيزول. وفي حين أن هناك عواقب لارتفاع نسبة الأدرينالين في الجسم فإن هرمون الكورتيزول هو الذي يستدعي القدر الأكبر من القلق. في الحالات العادية الكورتيزول مفيد للجسم فهو يقلل من الالتهابات، لكن ارتفاع نسبته يؤدي إلى انعدام استجابة خلايا الجسم لهذا الهرمون مما يؤدي لانتشار الالتهابات. وأصبحت هناك أدلة علمية متزايدة على أن الالتهابات هي سبب الكثير من أمراضنا المزمنة مما يحدث تلفا في الأوعية الدموية وخلايا المخ وهذا يؤدي إلى مقاومة الإنسولين مما يعني الإصابة بمرض السكري وسهولة الإصابة بأمراض العظام مثل التهاب المفاصل.

وفيما يلي سبعة أمراض يمكن أن تسببها الضغوط النفسية:

أمراض القلب 

كان هناك ظن منذ فترة طويلة بوجود صلة بين الضغوط النفسية وأمراض القلب، وأثبتت أبحاث حديثة هذه الصلة. في دراسة أجراها ماتياس نارندورف من كلية الطب بجامعة هارفارد اتضح أن عينات الدم التي أًخذت من طلبة كلية الطب الذين يتعرضون لكم كبير من الضغوط النفسية تحتوي على مستويات مرتفعة غير طبيعية من كرات الدم البيضاء. وكانت دراسات أجريت في وقت سابق أظهرت أن الكورتيزول يُحدث تحولا في ملمس كرات الدم البيضاء مما يجعلها تلتصق بجدار الأوعية الدموية وهذا يعني سهولة الإصابة بتصلب الشرايين فيما بعد.

نزلات البرد

أجريت دراسة في عام 2012 على 276 شخصا صحيح بدنيا يتعرضون لمستويات مختلفة من الضغوط النفسية. بعد مقابلة هؤلاء والحديث معهم عن مستويات الضغوط النفسية التي يعانون منها تم تعريضهم جميعا لفيروس البرد ثم وضعوا تحت الملاحظة. اتضح أن 39 في المئة ممن شملتهم الدراسة أصيبوا بالبرد. وتبين أن من لديهم مستويات أعلى من الاجهاد يزيد احتمال مرضهم إلى مثلي من لا يعانون من الإجهاد. وقال صاحب الدراسة "تصبح خلايا المناعة لدى من يعانون من الضغوط النفسية أقل استجابة للكورتيزول."

زيادة الوزن

أجرت جانيس كيكولت جليزر وهي أستاذ طب النفس بكلية الطب جامعة أوهايو دراسة أظهرت صلة بين الضغوط النفسية وزيادة الوزن. وربما يبدو بديهيا أن الناس حين يتعرضون للضغوط النفسية قد يلجأون لتناول الحلوى لمحاولة التخفيف من هذه الضغوط لكن الدراسة لم تكتف بهذه النقطة وأظهرت أن الضغوط النفسية تؤثر على عملية التمثيل الغذائي ذاتها. تم إطعام كل النساء اللاتي شملتهن الدراسة الأكلات السريعة ذاتها، وكان نصيب النساء اللاتي واجهن نوعا من الضغط النفسي خلال الساعات الأربع والعشرين السابقة إحراق سعرات حرارية تقل 104 سعرات عن النساء اللاتي لم يتعرضن لأي ضغوط نفسية. ورغم أن 104 من السعرات الحرارية ليس رقما كبيرا إلا أن تراكم هذه الكمية على مدى العام ستؤدي إلى زيادة الوزن بواقع نحو خمسة كيلوجرامات في السنة. أظهرت الدراسة كذلك أن الضغوط النفسية أدت إلى ارتفاع نسبة الإنسولين وانخفاض أكسدة الدهون في الجسم مما يؤدي إلى تراكم الدهون في الجسم.

تأخر التئام الجروح

أظهرت دراسة أخرى أجرتها كيكولت جليزر وجود علاقة بين الضغوط النفسية وسرعة التئام الجروح. على سبيل المثال فإن النساء اللاتي يرعين أقارب مصابين بخرف الشيخوخة استغرقن مدة أطول بواقع عشرة أيام لالتئام جروح نتيجة جراحة لأخذ عينة من الأنسجة مقارنة بنساء لم يقمن بأي رعاية. أوضحت الدراسة أنه كلما طالت فترة الضغوط النفسية تزيد فترة التئام الجروح. بالإضافة إلى ذلك أظهرت الدراسة أن النساء اللاتي يقمن برعاية أقارب لهن ولديهن مجموعة من الأصدقاء وأفراد الأسرة ممن يقدمون الدعم لهن يتعافين أسرع ممن ليس لديهم هذا النوع من الدعم.

اضطراب النوم

مع تقدم العمر كثيرا ما تتغير أنماط النوم وربما نعاني من قلة في القسط الكافي من النوم العميق الذي نحصل عليه، وهذا يؤدي إلى ارتفاع في عدد المرات التي نصحو فيها أثناء الليل. وتزيد الضغوط النفسية من تفاقم هذه المسألة الطبيعية مما يجعل الشعور بالنعاس مرة أخرى أكثر صعوبة. هذا يؤدي بالتالي إلى الحرمان من النوم مما يصيب الإنسان بضعف الذاكرة وافتقار القدرة على التحكم في الانفعالات، وهذا يسبب أيضا المزيد من الضغوط النفسية والحرمان من النوم. يُعتقد أن مستوى الكورتيزول في الجسم من العوامل التي تؤدي إلى الأرق ليلا.

الاكتئاب

الاكتئاب هو مرض في حد ذاته، غير أن الضغوط النفسية كثيرا ما تسبب الاكتئاب. الاعتقاد السائد هو أن اختلال التوازن الكيميائي بين الناقلات العصبية في المخ مثل السيروتونين والدوبامين يسبب الاكتئاب. ويمكن للمواقف التي تنطوي على ضغوط نفسية أن تسبب اختلال توازن بين هذه الناقلات في المخ ويمكن أن يسبب استمرار الضغوط النفسية تغييرات دائمة في مستويات الكورتيزول مما يحدث تلفا في خلايا المخ وقرن آمون إلى أن يطرأ تغيرا ماديا على المخ ذاته.

 

آلام الظهر والعنق والكتف

ليس مدهشا أنه في ظل اعتمادنا الشديد في الوقت الحالي على أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة والمدة الزمنية التي نمضيها منكبين على مثل هذه الأجهزة أن نصاب بآلام في الظهر والرقبة والكتف، لكن المفاجأة حقا هي أن الضغوط النفسية تزيد فيما يبدو من حدة هذه الآلام. يصبح الأشخاص الذين يعملون في أماكن عمل تسبب الضغوط النفسية معرضين لمثل هذه المشاكل كما أنها تستمر لفترة أطول مقارنة بالبيئات الأخرى خارج نطاق أماكن العمل. افترض الباحثون أن الضغوط النفسية المستمرة في أماكن العمل وما ينتج عن ذلك من التهابات تحول دون شفاء العضلات بشكل كامل.

قرحة المعدة (وغيرها من أمراض القناة الهضمية)

في عام 1983 أظهرت دراسة استرالية أن بكتيريا معينة هي سبب قرحة المعدة التي كان الباحثون يظنون يوما ما أن الضغوط النفسية هي سببها الوحيد، لكن اتضح فيما بعد أن 15 في المئة من المصابين بقرحة المعدة غير مصابين بهذه البكتيريا وحتى بين المصابين بهذه البكتيريا لم يصب بالقرحة سوى 10 في المئة فقط. ورغم عدم اتضاح السبب المحدد في ذلك فمن النظريات القائمة في هذا الصدد أن الضغوط النفسية تضر بجهاز المناعة مما يتيح الفرصة لتكاثر البكتيريا. ومن النظريات الأخرى أن الضغوط النفسية تغير بالفعل في التوازن القائم بين أنواع البكتيريا المختلفة داخل الأمعاء مما يضر بالبكتيريا المفيدة للجسم وهذا بالتالي يتيح الفرصة للبكتيريا المضرة التكاثر. وإلى جانب القرح يرى أغلب الخبراء أن الضغوط النفسية تمثل عاملا كبيرا في أمراض القناة الهضمية مثل القولون العصبي.

ومن النصائح التي يقدمها الخبراء للحد من الضغوط النفسية الاسترخاء وممارسة الرياضة والتأمل والعناية بالحدائق وتمضية الوقت مع الأصدقاء والحد من الإجهاد والحد من استخدام الهواتف المحمولة.

تعليقات الفيسبوك