كتبت : رانيا أحمد

قررت ربات منازل وعاملات اللجوء إلى حلول بديلة لمواجهة الأزمة الاقتصادية، واتجهن نحو الأسواق الشعبية والمجمعات الاستهلاكية لمواجهة ما وصفنه بـ"استغلال التجار" وارتفاع أسعار السلع في ظل انخفاض دخولهن.

وقالت منى محمد ربة منزل لديها ثلاثة أبناء لـ"أصوات مصرية" إن الاستعداد للعيد أصبح رفاهية لا يقوى عليها معظم المصريين، مشيرة إلى أن أسعار السلع خاصة اللحوم والملابس أصبحت تفوق قدرة الأسر المتوسطة.

وأضافت منى أنها تلجأ إلى البدائل، موضحة أنها تشتري لأولادها ملابس مستعملة من "وكالة البلح" لانخفاض أسعارها، أو ملابس درجة ثانية من الأسواق الشعبية مثل سوق العتبة والموسكي.

وأشارت منى إلى أنها كانت تشتري في الماضي لأبنائها ملابس مصنوعة من أجود الخامات لأن أسعارها كانت تتناسب مع دخل الموظف البسيط، مؤكدة أن "الملابس المستعملة سرعان ما تتلف واضطر لشراء غيرها بعد فترة قصيرة".

وقالت منى "زوجي يعمل بائع خضار في السوق ويعتمد على حركة البيع والشراء التي تأثرت مؤخرا بسبب الأوضاع غير المستقرة بالبلاد مما أثر سلبا على ظروفنا الاقتصادية".

وقال الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إن التضخم ارتفع على أساس سنوي إلى 10.1% في سبتمبر مقابل 9.7% في أغسطس، وكان التضخم في يوليو بلغ 10.3% مسجلا أسرع وتيرة في عامين.  

وقالت هدى علي موظفة بإحدى الشركات "الأزمة الاقتصادية جعلتنا نستغنى عن بعض السلع المرتفعة منها الملابس والفاكهة واللحوم".

وأضافت "أصبحت اشتري معظم السلع من المجمعات الاستهلاكية التى تقدم الأغذية بسعر أقل أو أحيانا اللحوم المجمدة منخفضة السعر التي أطهوها مرة واحدة في الأسبوع، وفي المناسبات العامة اشتري كمية قليلة منها".

وطالبت هدى الدولة بسرعة تطبيق التسعيرة الجبرية على السلع الغذائية، حتى تتلاءم أسعارها مع الوضع الاقتصادي الحالي، مشيرة إلى ارتفاع الأسعار وانخفاض الأجور.

وأعلنت الحكومة عن أسعار استرشادية لخضروات وفواكه، وقالت إنها قد تطبق تسعيرة جبرية إذا لم يلتزم التجار بالأسعار الاسترشادية.

وقالت سهير عبد الله ربة منزل إنها اعتادت شراء اللحوم المجمدة بعد ارتفاع أسعار اللحوم البلدي، مؤكدة أن أي أسرة مصرية متوسطة الحال لا تتمكن من شراء كميات كافية من اللحوم البلدي.

ويتراوح سعر اللحم البلدى بين 45 إلى 80 جنيها لكيلو الكندوز، ويتراوح سعر كيلو اللحم الجملي بين 50 إلى 60 جنيها للكيلو، ويتراوح سعر كيلو اللحم البتلو بين 50 جنيها إلى 120 جنيها.

أما اللحوم الخاصة بمجمعات وزارة الزراعة فيبلغ سعر كيلو القائم الخراف (الحي) 34 جنيها للكيلو، و26 جنيها للكيلو من الأبقار.

وتوقع محمد وهبة رئيس شعبة القصابين تراجع الشراء بنسبة 40% مقارنة بالعام الماضي بسبب ارتفاع الأسعار، موضحا أن نصيب المواطن من الأضحية يقل إلى نصف كيلو فقط هذا العام.

وترى سحر عبد الحميد موظفة بالقطاع الخاص أن الحل لهذه الأزمة هو "الجمعيات الشهرية"، مؤكدة أنها تنظم جمعية لكل الموظفات لحل أزمات الأسر المصرية ومواجهة أعباء بداية العام الدراسي وشهر رمضان والأعياد.

وقال السفير جمال بيومي الخبير الاقتصادي ورئيس وحدة اتفاقية الشراكة الأوروبية بوزارة التعاون الدولي في تصريح خاص لأصوات مصرية، إن الأزمة تكمن لدى الأسر التي لا يعمل عائلها، أو تقوم الزوجة بدور العائل، موضحا أنها تضطر بسبب ضعف الموراد إلى اللجوء إلى الأسواق البديلة التي أصبحت المهرب الوحيد للكثير من الأسر الآن.

وأضاف بيومى أن تطبيق الحد الأدنى للأجور لن يحل الأزمة الاقتصادية التي تتطلب زيادة معدل الإنتاج أولا، مؤكدا أن زيادة الإنتاج يساعد على حل الأزمة الاقتصادية خاصة للأسر الفقيرة.