روسيا تكسب القلوب في مصر بدعم من الكيمياء بين بوتين والسيسي

الثلاثاء 06-10-2015 PM 02:45
روسيا تكسب القلوب في مصر بدعم من الكيمياء بين بوتين والسيسي

الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو 26 أغسطس 2015 - صورة من صفحة الرئيس على فيس بوك.

كتب

إعداد: حسن صابر

قال موقع ﭭايس نيوز الأمريكي، المعني بشؤون الأمن والدفاع، إن روسيا ومصر توطدان علاقاتهما بصورة متزايدة بينما تديران وجهيهما عن الغرب لأسباب مختلفة، ويدعم هذا التوجه كيمياء التفاهم ما بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، فضلا عما أظهره الروس من إخلاص لحليفهم السوري بشار الأسد.

وأشار إلى أن الغرب يفرض عقوبات على روسيا تجعلها تبحث عن شراكة تجارية في مناطق أخرى، في حين تشهد علاقته مع مصر صعوبات منذ عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان، وبسبب اتهامات لحكومة السيسي بقمع المعارضة وانتهاك الحريات المدنية.

وأضاف الموقع أن روسيا -التي وطدت وجودها العسكري في سوريا ونفذت مؤخرا غارات جوية داخلها تؤكد بها إخلاصها للرئيس السوري بشار الأسد- تسعى لتطويرعلاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع مصر.

وكتبت الصحفية توري روز دوجيت، في مقال بالموقع، أن مصر لم تصدر بيانا رسميا بشأن الغارات الروسية في سوريا، في حين تواصل السعي للحصول على طائرات من طراز ميج 35 ربما يبلغ عددها 46 طائرة وقيمتها 3.2 مليار دولار.

وتشير دوجيت -التي نشرت أيضا مقالات في الجارديان والفورين بوليسي والأطلانتك- إلى وجود اختلافات في السياسة الخارجية للبلدين، وترى أنها لا تؤثر كثيرا على العلاقات المتنامية بينهما، ضاربة مثلا بعدم دعم موسكو لتدخل تحالف المملكة العربية السعودية في اليمن الذي تشارك فيه مصر.

وكانت موسكو دعمت في عهد الاتحاد السوفيتي السابق تدخلا مصريا في اليمن في الستينيات إبان حكم الرئيس جمال عبد الناصر.

ووصف المقال العلاقات بين البلدين بأنها "وسيلة لبناء دعم سياسي خارج النفوذ الغربي وتنوع اقتصادي." وأضاف أن "روسيا ترغب في نفوذ سياسي، ومصر هي حليف مثالي بثقلها الإقليمي، وكونها أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان ومن بين الدول الأقوى عسكريا في المنطقة وذات تأثير سياسي وثقافي تاريخيا".

ونقل المقال عن جيني ماذير، أستاذة العلوم السياسية في جامعة آبيريستويث الواقعة في ويلز بالمملكة المتحدة، قولها إن روسيا بشكل عام ليس لديها حلفاء كثيرون في العالم، "ولأن هؤلاء الحلفاء ضعفاء إلى حد كبير تفعل روسيا كل ما هو ممكن لبناء علاقات مع أنظمة أو بلدان عندما تشعر بأنها قد تخلق ارتباطا مربحا."

وتورد الكاتبة رأي نيكولاي كوزانوف، الباحث في مؤسسة تشاتام هاوس البحثية البريطانية، بأن مصر تناسب جيدا الاستراتيجية الاقتصادية لروسيا التي يرى أنها تركز على أربعة مجالات اقتصادية في الشرق الأوسط: الزراعة وصفقات السلاح والطاقة النووية والتكنولوجيا.

ويرى كوزانوف أن هناك كيمياء خاصة بين رئيسي البلدين، مشيرا إلى إهداء بوتين للسيسي خلال زيارته الرسمية لمصر في فبراير الماضي بندقية كلاشينكوف طراز إيه كيه 47، وأنها كانت "الهدية المناسبة لرجل عسكري سابق" وهي رمز قديم للمجد العسكري الروسي والسوفيتي.

وتشير الكاتبة إلى أن روسيا توفر لمصر -المستورد الرئيس للقمح في العالم- نحو ربع وارداتها منه، وإلى أن البلدين توصلا لاتفاق مبدئي بشأن صفقة سلاح بقيمة 3.5 مليار دولار في الشهر الماضي، واتفاقات بشأن بناء محطات للطاقة النووية والتعاون في مجال البترول والغاز.

وتضيف دوجيت أنه بالنسبة للسيسي يعد الاستثمار الروسي عنصرا هامة لاستقرار الاقتصاد، مذكرة بالتعاون المصري السوفيتي خلال فترة الستينيات الذي أثمر بناء السد العالي ومصانع حلوان للحديد والصلب ومجمع نجع حمادي للألومنيوم، الذي يضاف إلي قائمته الآن محطة للطاقة النووية.

وترى الكاتبة أن حيازة مصر مؤخرا لطائرات من طراز ميج 29، وصواريخ متنوعة يعكس تنامي التعاون العسكري مع روسيا، مشيرة إلى قيام البلدين للمرة الأولى في يونيو الماضي بتدريبات عسكرية بحرية مشتركة في البحر الأبيض المتوسط أطلق عليها اسم "جسر الصداقة 2015".

وترى الصحفية أنه إلى جانب البعد الاقتصادي فإن نفوذ مصر الإقليمي أيضا يعد عنصرا حاسما بالنسبة لرؤية موسكو لدورها على الصعيد العالمي، وتنقل عن كوزانوف قوله إن "المصريين بالتأكيد راغبون في توسيع مدى سياساتهم الخارجية، وهم منذ سقوط مبارك ليسوا مهتمين بالاعتماد على الغرب كداعم وحيد، ويرغبون في الحد من المخاطر آخذين في الاعتبار التجربة الروسية في سوريا حيث أظهر الروس أنهم ربما يكونون حلفاء مخلصين."

ويضيف كوزانوف أن موقف مصر من الشأن السوري "يأتي جزئيا في الإطار العام للمصالح الروسية"، وأن حكومة السيسي تدعو لحلول أكثر اعتدالا وغير عسكرية فيما يرجع إلى حد كبير لرغبتها في عدم إقصاء روسيا، على العكس من المملكة العربية السعودية التي تدعم علنا إبعاد الأسد بينما تدعو مصر لحلول ربما تشمل وجوده.

وتختتم دوجيت مقالها بأن العلاقات المصرية الروسية خيط واحد فقط في شبكة معقدة من التحالفات المتقاطعة في منطقة الشرق الأوسط، وأنه على الرغم من انتهاء تنافس القوى العظمى في عصر الحرب الباردة قبل عشرات السنين، إلا أن موسكو والقاهرة تريان فوائد جديدة في علاقة قديمة.

تعليقات الفيسبوك