توالت الإدانات العربية والدولية للهجمات التي شنها متشددون إسلاميون، في الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء في سيناء، وأدت إلى مقتل 17 من أفراد الجيش بينهم أربعة ضباط، وإصابة 13 آخرين بينهم ضابط، حيث اتفق الجميع على دعم مصر، حكومة وجيشا، لمواجهة "الإرهاب" الذي تحول إلى آفة تهدد استقرار دول العالم أجمع.

وفي مصر تباينت ردود الفعل فبينما أكد حمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق على وحدة الشعب والجيش في مواجهة "الإرهاب"، اتهمت جماعة الإخوان القوات المسلحة بالتقصير في حماية سيناء وتركها ساحة للتنظيمات المسلحة، وبينما دعا حزب الدستور إلى تنسيق وتعاون بين دول المنطقة، والعالم بأكمله، لمحاصرة خطر الإرهاب، طالب حزب الوسط المنسحب من تحالف دعم الشرعية المؤيد للرئيس الأسبق محمد مرسي "بعلاج واضح لأسباب الإرهاب، والعمل على عدم توفير حاضنة شعبية لمثل هذه الأفكار البغيضة".

وأدانت السفارة الأمريكية بالقاهرة، في بيان حصلت أصوات مصرية على نسخة منه اليوم الأربعاء، هجمات شمال سيناء مؤكدة تضامنها ودعمها للجيش والشعب المصري في مكافحة "الإرهاب".

وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض نيد برايس أن الولايات المتحدة "تقف بحزم مع مصر ضد موجة الهجمات الإرهابية التي أصابت البلاد"، مشيرا إلى أن واشنطن سوف تستمر في مساعدة مصر في التصدي لهذه التهديدات لحماية أمنها.

تهديد لاستقرار أوروبا

وأدان سفير الاتحاد الأوروبي جيمس موران حادث سيناء، وقال، خلال حفل افطار نظمه الاتحاد الأوروبي مساء اليوم، "إننا في أوروبا نشعر بشعور أهالي الضحايا ونتعاطف معهم".

وأكد موران أن الاتحاد الأوروبي يسعى لمحاربة الإرهاب ويضع خطط عمل لمحاربة هذه الظاهرة، مشيرا إلى أن هذا الأمر ليس يسيرا وهو من أصعب الأشياء في الحاضر، معتبرا أنه يؤثر على استقرار أوروبا أيضا.

وشدد السفير الأوروبي على أن مصر في الحقيقة "شريك للاتحاد الأوروبي للتعامل في التحديات في كل من سوريا وليببا واليمن".

وقال وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا البريطاني، توبياس الوود "أدين الهجمات الإرهابية المؤسفة في شمال سيناء اليوم والتي أدت إلى وفاة هذا العدد الكبير من الجنود المصريين".

وأضاف "المملكة المتحدة تقف شريكة مع الشعب المصري في معركته ضد خطر الإرهاب".

ركيزة للاستقرار في المنطقة

وأكدت إيطاليا وقوفها إلى جانب مصر "حكومة وشعبا" في مواجهة الاعتداءات الإرهابية التي وصفتها بـ"الخطيرة".

وشددت وزارة الخارجية الإيطالية، في بيان أصدرته اليوم، على أن مصر "ركيزة للاستقرار في المنطقة".

وقال نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية إن ما سماه "الهجمات والعمليات الإرهابية الإجرامية" ستزيد من عزيمة الشعب المصري وحكومته على المضي قدما في التصدي لأنشطة هذه الجماعات وما تحمله من أفكار هدامة تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار.

وطالب الأمين العام المجتمع الدولي بدعم جهود الحكومة المصرية المبذولة للقضاء على "الإرهاب" والتصدي للجماعات المتطرفة.

وأدانت تونس، التي سبق أن تعرضت منذ عدة أيام لمذبحة قادها أحد المتشددين، ما سمته "الأعمال الإجرامية الجبانة المنافية لكل القيم والمبادئ الإنسانية والتي تستهدف النيل من أمن واستقرار مصر الشقيقة".

وجددت تونس موقفها الثابت والمبدئي الرافض للإرهاب بكل أشكاله وصوره ودعوتها إلى ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التصدي لهذه الآفة الخطيرة التي تهدد السلم والأمن الدوليين.

شعبنا مع جيشنا

وقال حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق، إن الإرهاب سيُهزم مهما تصاعدت جرائمه.

وأضاف صباحي، في تغريدة عبر موقع "تويتر" الأربعاء، "تحية لأرواح شهدائنا الأبرار.. شعبنا مع جيشنا.. مصر أقوى من الإرهاب".

وقال شريف حمودة عضو الهيئة العليا لحزب الوفد إن ما حدث محاولة فاشلة لتكرار ما حدث في سوريا والعراق داخل الأراضي المصرية من انفلات أمني وسيطرة للجماعات الإرهابية والمتطرفة علي الوضع هناك".

وقال إن هذا لن يحدث في مصر بفضل وجود الجيش المصري.

معركة الدولة بأكلمها

وقال حزب الدستور "لم يعد من الممكن الاكتفاء ببيانات الشجب والإدانة المعتادة والتعبير عن الحزن والأسى والتعازي. فجنود وضباط الجيش والشرطة الذين استشهدوا اليوم هم أبناؤنا وإخوتنا وأقاربنا، والمصاب جلل في منزل كل مصري ومصرية ينتمون لهذا البلد".

وأعرب الحزب عن دعمه ومساندته الكاملين للقوات المسلحة والشرطة في المعركة الصعبة المتواصلة على مدى عامين ضد الجماعات الإرهابية المتطرفة في سيناء، معتبرا أنه "معركة الدولة المصرية بأكلمها".

وأشار إلى أن "ما يجري في سيناء هو جزء من معركة أشمل وأوسع تخوضها الجماعات الإرهابية في المنطقة العربية برمتها، وهو ما يتطلب تنسيقا وتعاونا بين دول المنطقة، والعالم بأكمله، لمحاصرة هذا الخطر ومحاربته".

موقف حاسم من ممولي "الإرهاب"

وطالب الدكتور جمال حنفي طه، نائب رئيس حزب المؤتمر، السلطات المصرية بـ"اتخاذ موقف حاسم وحازم ضد ممولي الجماعات الإرهابية" وعلى رأسهم ما سماها "حكومات ودول معروفة لدي أجهزة الأمن".

ودعا نائب رئيس حزب المؤتمر الأجهزة المصرية إلى "الرد بقوة على هذه العمليات وبدون أي رحمة أو أي اعتبار لمعايير أو مواثيق دولية، على حد وصفه.

خالية من أي تواجد عسكري حقيقي 

ورغم أنها لم تخصص بيانا منفصلا لإدانة أحداث سيناء كما فعلت مع اغتيال النائب العام إلا أن جماعة الإخوان المسلمين ركزت، في بيانها اليوم، على إدانة ماسمته "جريمة اغتيال عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين"، في إشارة إلى مقتل تسعة من عناصرها في مدينة أكتوبر اليوم.

وقالت الجماعة "في الوقت الذي تقتل تنظيمات مسلحة عشرات من جنود الجيش المصري في سيناء بكل سهولة وكأن سيناء خالية من أي تواجد عسكري حقيقي، تقدم سلطة الانقلاب العميلة على جريمة اغتيال عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، أعضاء لجنة الدعم القانوني والحقوقي والنفسي للمضارين من أسر المعتقلين والشهداء بالجماعة، الذين استشهدوا واعتقلوا من سلطات الانقلاب المجرمة".

منع خلق حاضنة شعبية للتطرف

ورغم أنه منسحب مؤخرا من "تحالف دعم الشرعية" المؤيد للرئيس الأسبق مرسي إلا أن حزب الوسط أكد إدانته لما سماها "الأعمال الإجرامية التي تستهدف النيل من وحدة مصر وأمنها".

وشدد الحزب على أن "مواجهة هذا الإرهاب الأسود لا يُمكن أن تتم دونما اصطفاف حقيقي بين كل قوى الوطن بسائر اتجاهاتها، وفي ظل منظومة عدالة حقيقية، وبعلاج واضح لأسباب الإرهاب، والعمل على عدم توفير حاضنة شعبية لمثل هذه الأفكار البغيضة".

وقال الاتحاد العام لنقابات عمال مصر إن ما سماه "العدوان الإجرامي" ما هو إلا "مخطط إرهابى يتنافى مع جميع القيم الدينية والأعراف الإنسانية".

وطالب الاتحاد "بسرعة القصاص من الخونة أعداء الدين والوطن وتنفيذ الأحكام الفورية على هؤلاء القتلة".