أحدث الأخبار
كتبت- فيولا فهمي
لليوم الثالث على التوالي لم يأن لضاحية المطرية أن تهدأ، فمازالت الاشتباكات الدامية التي شهدتها على مدار الثلاثة أيام الماضية مستمرة في الاندلاع حتى اليوم، رغم جهود الأمن في السيطرة على الموقف.
دخان قنابل الغاز وحرائق المخلفات الذي بات عالقا في الأفق أصبح عنوانا على الحي الذي بلغت حصيلة ضحاياه حتى الآن 24 قتيلا بينهم مجند، وأكثر من 35 مصابا، بحسب تقديرات الأجهزة الأمنية، لكن إحصاءات غير رسمية تشير إلى وقوع عدد قتلى ومصابين أكثر من ذلك.
ورغم هدوء الاشتباكات نسبيا في النهار مقابل سخونتها في الليل، إلا أن الحياة لم تعد إلى طبيعتها في ضاحية المطرية -شرق القاهرة- والتي أصبحت محاصرة بمدرعات شرطة وإجراءات تأمينية مشددة، ما أصاب أحد أكثر الأحياء الشعبية ضجيجا بالسكات.
فقد انتشرت بقايا إطارات السيارات المحترقة وقطع الزجاج والحجارة المتناثرة على جنبات الطرقات والشوارع الرئيسية، كما افترشت أسلاك حديدية وأكوام الرمال بكثافة وسط الطرق، ما أكد للزائرين الجدد أنها كانت خطوط التماس بين قوات الأمن والمتظاهرين أثناء الاشتباكات.
وقررت نيابة المطرية، اليوم الثلاثاء، حبس 33 متهما تم إلقاء القبض عليهم خلال الاشتباكات التي جرت في ميدان المطرية على مدار اليومين الماضيين، كما قررت حجز 10 آخرين على ذمة التحريات لحين ورود تحريات الأمن الوطني.
وتظل المساجد الكبيرة في المطرية هي محطة البداية في المسيرات الاحتجاجية التي سرعان ما تتحول إلى اشتباكات دامية، أبرزها النور المحمدي والتوحيد والرحمن والفتوح، والتي قال أحد سكان الحي، لـ"أصوات مصرية"، إن "معظمها يسيطر عليها جماعات إسلامية".
ولاقت دعوات الحشد والتظاهر في المطرية على مواقع التواصل الاجتماعي، إقبالا كبيرا، حيث بلغ عدد المتابعين لصفحة "اعتصام المطرية" الذي دشنها متظاهرون مساء الأحد الماضي، حوالي 24 ألف متابع، رغم إلقاء القبض على 178 متظاهرا خلال الأحداث، بحسب تصريحات مدير أمن القاهرة.
ونشر على صفحة "اعتصام المطرية" على موقع فيس بوك، دعوة للاحتشاد أمام مسجد الرحمن بالقرب من ميدان المطرية في تمام الساعة الرابعة عصر اليوم مفادها "على الجميع النزول إلى المطرية اليوم من كل أنحاء الجمهورية.. للرجال فقط.. ممنوع حضور السيدات.. وانتظروا مفاجأة كبرى من ثوار المطرية".
كما حذرت الصفحة متابعيها من سؤال المارة عن مكان مسجد الرحمن تحسبا لعمليات القبض العشوائية نظرا لكثافة انتشار أفراد قوات الأمن في زي مدني، ووصفت بدقة الطريق المؤدي إلى مكان الاحتشاد المدعو إليه.
وتأخذ عدة مسيرات احتجاجية يومية من ميدان المطرية قبلة لها، حيث يتوافد مئات المتظاهرين من أحياء عين شمس والزيتون وشبرا الخيمة على الميدان الذي لعب دور البطولة في أحداث عنف الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير.
ويقول شاهد عيان من سكان المطرية، لأصوات مصرية، إن الأهالي ينقسمون حيال الأحداث إلى فريقين، حيث يعتبر البعض أن "انتفاضة الشباب ضد قوات الأمن حقا أصيلا بعد مقتل أكثر من 20 شخصا خلال يومين"، لكن الفريق الآخر يرى أن أحداث العنف في المطرية مخطط من جماعة الإخوان المسلمين لجر البلاد إلى الفوضى والدمار.
وكان التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، المؤيد للرئيس الإسلامي الأسبق محمد مرسي، قد دعا أنصاره إلى الاحتشاد والصمود في الميادين تزامنا مع حلول الذكرى الرابعة لثورة يناير.
وتكررت أحداث العنف الدامي في أنحاء البلاد منذ عزل الجيش للرئيس الأسبق مرسي، في يوليو 2013، وتقول الحكومة إنها تخوض حربا ضد إسلاميين متشددين قتلوا المئات من قوات الأمن والجيش في عمليات تفجير وإطلاق نار.