كتبت: أمنية طلال

رأين أن أغاني الراب وسيلة جيدة للتعبير عن آرائهن وقضاياهن، ومن ثم قررن الاشتراك في ورشة لتعليم الفتيات فن كتابة وأداء أغاني الهيب هوب، والتي نظمها مشروع التحرير لاونج جوته بالتعاون مع فريق أسفلت ليتعلمن.

والهيب هوب هو نوع من الغناء نشأ في الولايات المتحدة مع بداية السبعينات، على أيدي الأمريكيين الأفارقة، كما انتشر عالمياً منذ بداية التسعينات، ويتكون من خمسة عناصر أساسية أولها الدي جي، والبريك دانسينج، والجرافيتي، والبيت بوكسيك (العزف عن طريق الفم)، والراب الذي يشبه الحديث المرتجل بقافية معينة بين الكلام والشعر والنثر والغناء دون الالتزام بلحن معين.

وتهدف الورشة إلى تعريف الفتيات بمشاركة الشباب من سن 16 إلى 26 عام كيفية استخدام الآلات في كتابة الأغاني، الغناء على الألحان المختلفة، والقدرة على أداء الأغاني أمام الجمهور أو داخل استديوهات التسجيل، وكذلك التعرف على تاريخ الهيب هوب.

علياء مجدي، 16 عام، وهي طالبة بالمرحلة الثانوية كانت واحدة ضمن 4 فتيات شاركن في الورشة، و ترغب علياء في أن تصبح مغنية راب، مستغلة أن هذا النوع من الغناء له قاعدة جماهيرية شبابية، وبالتالي ترى أنه يساعد على توصيل أفكارها لعدد كبير من الشباب.

وتتمنى علياء التي تهوى كتابة الشعر أن تناقش عدة قضايا بمجرد أن تصبح مغنية راب منها قضية التمييز ضد المرأة والتحرش، رافضة نظرة المجتمع للفتيات اللاتي اقتحمن مجالات كان يحتكرها الرجل منها الراب، قائلة "النوع ده من الغناء يساعد على التخلص من حالة الكبت السياسي والاجتماعي اللي بنعيشها".

يتفق مع علياء زميلها في الورشة محمد جميل 16 عام، بالصف الأول الثانوي، مؤكدا "الوقوف أمام الجمهور من أكثر الأشياء التي تزيد نسبة الإدرينالين في الجسم"، متمنيا أن يصبح مغني راب لديه حرية في نشر أفكاره وآرائه، معتبرا الراب من أكثر الفنون التي تعبر عن رأي صاحبها.

وعبر جميل عن سعادته بمشاركة فتيات في الورشة، فالشاب لا يرى أي غضاضة في ممارسة الفتيات للراب والهيب هوب.

"أتمنى أن أكون أول مطربة راب محجبة" هكذا بدأت تقوى الهواري حديثها، معترفة بحبها للراب الذي يناقش قضايا هامة اجتماعية وسياسية بحرية من وجهة نظرها.

ولا تجد الهواري، 19 عام، وهي طالبة في إعدادي هندسة، أي تعارض بين كونها محجبة، ورغبتها في غناء الراب، مستنكرة هجوم المجتمع المستمر على النساء رغم نجاحهن في مختلف المجالات، الأمر الذي دعا ابراهيم فاروق، مغني بفريق أسفلت، ومدرب راب في الورشة، الفتيات إلى تعلم وغناء الراب، موضحا انخفاض عدد مغنيات الراب في مصر على الرغم من كثرة قضاياهن واقتحامهن لعدة مجالات لم تكن متاحة للمرأة.

وفريق أسفلت من أهم فرق الراب، حيث تأسس في بداية سنة 2005 من اثنين من مغنيين الراب اللذان يحاولا التعبير عن مشاكل المجتمع التي تمس الشباب والفتيات في الحياة اليومية، ويمزج أسفلت بين الموسيقى الصاخبة وثقافة البوب المصرية.