انقسام في التحرير على كلمة المشير

السبت 31-12-2011 PM 09:45
كتب

تباينت ردود فعل الشارع السياسي على كلمة المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة التي وجهها للمواطنين يوم أمس الثلاثاء وانقسمت حولها الأحزاب بين مؤيد ومعارض فبينما رحبت بها بعض القوى السياسية رفضتها أحزاب أخرى فيما رأى آخرون أنها تحتوي على نقاط إيجابية وأخرى سلبية .

قال الدكتور محمد سعيد المتحدث الرسمى باسم حزب النور إن الخطاب جاء متوافقا مع مصلحة البلد و قدم الأسلوب الأمثل للوصول بالبلد إلى بر الأمان.

وقال سعيد - لـ "أصوات مصرية" - إنه "ليس من الحكمة أن نقوم الآن بعمل تغيير جذرى لحكومة شرف بالرغم من استيائنا منها، خاصة فى ظل تلك الظروف. لذلك نحن نقبل ببقاء حكومة شرف لحين الانتهاء من إجراء الانتخابات البرلمانية كاملة فى مواعيدها المحددة على أن يتم خلال تلك الفترة دراسة أمر تشكيل حكومة بديلة مؤقتة".

محمد سليم العوا المرشح المحتمل للرئاسة أشاد بالكلمة، معتبرا أنها "أكبر خطوة على طريق الديمقراطية".

وقال العوا - في مقابلة مع قناة الجزيرة – إن الجيش كان مستعدا لتقديم الانتخابات إلى 30 أبريل وليس 30 يونيو كما أعلن المشير طنطاوي لولا معارضة بعض قادة الأحزاب وعلى رأسهم الدكتور محمد أبو الغار رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي.

أكد عصام شيحة القيادي الوفدي وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد سابقا أن الخطاب إيجابي لأنه " يستجيب لأول مرة للإرادة الشعبية ويقبل استقالة الحكومة التي طالما رفضها ولأنه أعلن أن القوات المسلحة مستعدة لتسليم السلطة فورا إذا طلب الشعب منها ذلك.

وأثنى شيحة - في مداخلة مع التليفزيون الرسمي - على ما تضمنه طرح المشير من ذكاء عندما اشترط إجراء استفتاء شعبي لتسليم السلطة وهو أمر يكاد يكون عمليا أمرا مستحيلا على حد قوله.

أكد مجدي الشريف رئيس حزب "حراس الثورة" أنه لا داعي لإجراء استفتاء شعبي على بقاء أو رحيل المجلس العسكري من الحكم طالما أن رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية المشير محمد حسين طنطاوي حدد في خطابه جدولا زمنيا لتسليم السلطة..

ووصف الشريف - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط – الخطاب الذي وجهه المشير أمس بأنه "مرض ومعتدل"، ورأى أن التوقيت الذي أعلنه المشير في خطابه لتسليم السلطة منطقي جدا حتى ننتهي أولا من انتخابات مجلسي الشعب والشورى ونعطي فرصة لمرشحي الرئاسة أن يعرضوا أفكارهم وبرامجهم.

وقال الشريف "ليس من مصلحة البلاد أن يترك المجلس العسكري الحكم لمجلس رئاسي في الوقت الحالي لأن خروج الجيش من الشارع حاليا سيعرض البلاد للانهيار".

وأعرب الشريف عن رفضه التام لفكرة تأجيل الانتخابات البرلمانية

والتي من المفترض أن تبدأ أولى مراحلها يوم الاثنين القادم, مشيرا إلى أنها تتعارض مع رغبة العديد من القوى السياسية في تسليم الحكم للمدنيين في أبريل من العام المقبل.

بالمقابل قال السعيد كامل رئيس حزب الجبهة الديموقراطية إن خطاب المشير لم يأت بالأمور التى تم الاتفاق عليها فى الاجتماع الذى سبقه للقوى السياسية مع الفريق عنان وخلا من الاعتذار للمصريين عموما والمتظاهرين خصوصا عما حدث فى التحرير، كما خلا من النص على حق التظاهر السلمي وعدم الاعتداء على المتظاهرين بهذا الشكل الذي شهده ميدان التحرير وميادين أخرى فى مصر.

وأوضح كامل - لـ " أصوات مصرية" - أن الأزمة التى تعيشها مصر فى حاجة إلى حلول مبتكرة وعاجلة أهمها تشكيل حكومة إنقاذ وطني فورا ومنحها صلاحيات كبيرة، واصفا قادة الأحزاب الذين حضروا الاجتماع بأنه " ليسوا على مستوى المسئولية لأنهم انشغلوا بالنقاش حول الانتخابات البرلمانية وضرورة إجرائها فى موعدها.

الدكتورعبد الله الأشعل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية انتقد خطاب المشير لأنه لم يتعرض لما حدث في ميدان التحرير وقال "ينبغي على طنطاوي أن يوقف حرب الإبادة أولا" على حد تعبيره.

وشدد - في مداخلة على قناة النيل للأخبار - على أن المشير تشاور (في لقاء الفريق عنان) مع قوى سياسية وافقته على ما يقول رغم أنها لاعلاقة لها بالتحرير ولذلك رفض الميدان كلمته.

وشن الأشعل هجوما حادا على من سماها "القوى التي تريد إجراء الانتخابات تحت أي ظرف بحجة أنها هي الطريق الأمثل لتسليم السلطة للمدنيين "، مؤكدا أنها تقود البلاد إلى المزيد من سفك الدماء.

حسين عبد الرازق القيادى بحزب التجمع قال "كنت آمل أن يكون المجلس العسكرى قد تلقى الإشارات الصحيحة مما يجرى الآن على الساحة المصرية و بالتحديد فى ميدان التحرير لكن الخطاب عكس غير ذلك ".

وأوضح عبدالرازق – في تصريح لـ " أصوات مصرية" - أن الإصرار على إجراء الانتخابات يوم الاثنين القادم قرار خاطئ وسيقود إلى انفجار العنف فى المحافظات التى ستجرى بها المرحلة الأولى فى ظل الوضع الأمنى المتدهور واستمرار مايحدث فى التحرير وغيره من ميادين مصر.

وشدد على أن "الخطاب لم يحل الأزمة المركبة الموجودة فى الوضع المصري حتى الآن "، مشيرا إلى وجود " خطأ فى إدارة الأزمة وقع فيه المجلس العسكري حيث تجاهل فى الدعوى التى وجهها إلى الأحزاب و القوى السياسية لاجتماع الفريق عنان أمس الثلاثاء كل قوى اليسار وعلى رأسها أحزاب التجمع والتحالف الشعبى الاشتراكى والناصرى "

وقال الدكتور وحيد عبد المجيد رئيس اللجنة التنسيقية للتحالف الديموقراطى أن الخطاب بالصيغة التى سمعناها جاء متأخرا وكان من الممكن أن يكون أكثر فعالية لو أنه بث فى اليوم السابق لعرضه، لكن تأخره وإذاعته بالأمس كان يجب أن يكون متضمنا لما يقنع المتظاهرين بأن ماحدث لن يتكرر مرة اخرى.

وأشار عبد المجيد إلى أن الخطاب خلا من اعتذار صريح وواضح عما حدث فى الأيام السابقة.

الدكتور محمد أبو العلا رئيس الحزب العربى الناصرى أكد أن الخطاب جاء متأخرا جدا وقال إن "ما يرضي الناس فى مصر الآن هو تشكيل مجلس رئاسي يبدأ فى ترتيب الاوضاع وكأننا عدنا إلى 18 فبراير الماضى، كما يضع خارطة طريق لعمل دستور على أن يتم إيقاف إجراء الانتخابات فى المواعيد التى تم الإعلان عنها من قبل لأنه لايمكن أن تجرى الانتخابات وسط هذه المهازل القائمة".

وعلق عبد الغفار شكر وكيل مؤسسى حزب التحالف الشعبي على الخطاب قائلا "كان من المتوقع أن يأتى فى وقت مبكر عن موعده إلا أن تأخره لم يأت بجديد."

وأعلن أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط رفضه للكلمة لأنها لم تتضمن اعتذارا عن قتل المتظاهرين كما لم تنص على قرار بإحالة المتورطين عن ذلك لمحاكمات علنية.

وأكد محمد حبيب وكيل مؤسسي حزب النهضة ذي التوجه الإسلامي هو الآخر أن خطاب المشير جاء متأخرا. لكنه دعا في مداخلة مع قناة النيل إلى اتخاذ سلسلة اجراءات لإعادة بناء الثقة أولها محاكمة المتورطين.

ورأى باسل عادل عضو المجلس الرئاسي لحزب المصريين الأحرار ذي التوجه الليبرالي أن الخطاب كان "خطابا محبطا ولا نراه عند مستوى الحدث ".

أما محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين اعتبرها "كلمة غير كافية تحتوي على نقاط سلبية وهي تغافلها عن ذكر الشهداء فكان لابد من الاعتذار للشعب المصري عن قتلهم وكان يجب عليه أن يحيل من تورطوا فيها إلى المحاكمة".

أما الأمور الإيجابية فتتمثل برأيه في تحديد موعد انتخابات الرئاسة في موعد أقصاه منتصف عام 2012 وكذلك استقالة حكومة شرف.

وأرجع غزلان رفض جماعة الإخوان المشاركة في اعتصام التحرير إلى عدم رغبتها في استدراجها إلي صدام ضخم يفتعله البعض وينسبونه للجماعة، وقال "قررنا تفويت الفرصة على الذين يدفعوننا للصدام مع المجلس العسكري ".

تعليقات الفيسبوك