سيطرة المستقلين.. نائبات بلا فاعلية.. إسلاميون بلا أنياب.. أبرز ملامح البرلمان

الأحد 06-12-2015 PM 09:49
سيطرة المستقلين.. نائبات بلا فاعلية.. إسلاميون بلا أنياب.. أبرز ملامح البرلمان

صورة لإحدى جلسات مجلس الشعب- تصوير عمرو دلش، رويترز.

كتب

قال مراقبون سياسيون إن نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة أفرزت عددا من النتائج التى لم تشهدها البرلمانات السابقة ما بين ظهور قوي لبعض الأحزاب واختفاء أحزاب أخرى فضلا عن سيطرة النواب المستقلين على عملية إصدار القوانين والتشريعات فى البرلمان.

سيطرة المستقلين 

قال الدكتور عمار على حسن أستاذ علم الاجتماع السياسي إن نتائج الانتخابات البرلمانية أظهرت سيطرة المستقلين على الكتلة الأكبر داخل البرلمان حيث يصل عددهم إلى300 مقعد فيما تمكنت الأحزاب من الفوز بـ 228 مقعداً تقريباً.

وأعرب حسن عن اعتقاده بأن تكتل النواب المستقلين سيكون له الغلبة داخل البرلمان المقبل، خاصة أن عددا كبيرا منهم سينضم لتحالف دعم الدولة المصرية الذي تشرف على تشكيله قائمة "فى حب مصر".

وأضاف أن تلك الأغلبية للمستقلين ستضمن لهم تشكيل قاعدة تزيد على الثلثين مما يجعل لهم القدرة على إقرار القوانين وعدم معارضة الحكومة خاصة أن المستقلين بطبعهم يميلون للسلطة الحاكمة.

وأضاف عمار أن الأحزاب ستكون أكثر ميلا للانضمام لتحالفات المستقلين بدلا من تشكيل تكتل منفصل حتى تضمن وجود أغلبية حقيقية لاسيما أن أعداد المستقلين هي الأكثرية، وقال "احتمالية انجذاب الحزبين لتكتل دعم الدولة المصرية أكبر من المستقلين".

اختفاء الأحزاب الإسلامية

وأكد حسن أن حزب النور الممثل الوحيد لتيار الإسلام السياسي فى البرلمان لن يكون له تأثر يذكر، خاصة أنه ممثل بـ 12 عضوا فقط من إجمالى 596 نائبا.

ولفت إلى أن النور بطبعه مواقفه مرتبطة بمصالحه مع الدولة وكل ما يريده من الحكومة هو ضمان تواجد شيوخه على المنابر وقيام الداخلية بمعاملتهم معاملة جيدة.

وأضاف أن نواب النور لو حاولوا أن يتقمصوا دور المعارضة فسيفشل لأن عددهم لا يصل إلى 1% متوقعا أن يركزوا نشاطهم البرلماني على لجان الثقافة والإعلام.

المرأة.. أعداد بلا تأثير

وأشار حسن إلى أن أبرز ما أسفرت عنه نتائج الانتخابات الحالية هو التواجد الكبير للمرأة داخل البرلمان حيث ضمنت للمرة الأولى فى تاريخه أن تمثل بـ 75 نائبة فقد نجح منهن 60 ومن المتوقع أن يعين رئيس الجمهورية 15 منهن ضمن نسبة المعينين وفقا للدستور الذى أكد أن نصيب المرأة من المعينين تصل إلى النصف.

وأوضح أن المرأة لن يكون لها تأثير قوي فى تبني القضايا النسائية، خاصة أنهن غير متفقات حول تلك القضايا فضلا عن أن الغلبة البرلمانية لصالح النواب الرجال.

عزلة النور

ومن جانبه قال محسن رامي مدير المركز الوطني للاستشارات البرلمانية إن نتائج الانتخابات كشفت اختفاءً كبيرا للأحزاب الإسلامية تحت القبة، خاصة أن حزب النور حصل على 12 مقعدا فقط مما يجعله يذوب داخل البرلمان ولن يكون له أي تأثير، بل إنهم سيعانون من عزلة داخل البرلمان.

أحزاب بلا فاعلية

وأضاف محسن أن عددا من الأحزاب السياسية استطاع الحصول على عدد كبير من المقاعد بينما حصدت أحزاب أخرى مقعدا واحدا أو ثلاثة على الأكثر مما يجعل تأثير الأحزاب محدودا، خاصة أن الأحزاب التى حصلت على مقاعد كبيرة لا تضمن لها تأثير قوي أيضا حتى لو تجمعت جميعها فى كتلة واحدة فلن تستطيع تشكيل أغلبية الثلثين.

ويتصدر حزب "المصريين الأحرار" المركز الأول من حيث عدد المقاعد، حيث استطاع حصد 65 مقعدًا، يليه حزب "مستقبل وطن" بنصيب 50 مقعدًا، ويأتي في المركز الثالث "حزب الوفد" 45 مقعداً، ثم حزب "حماة الوطن" 17 مقعدًا، وحزب "الشعب الجمهوري" 13 مقعداً، بينما تساوى حزبا "المؤتمر" و"النور" في عدد المقاعد وهو 12 مقعدًا.

وتمكن حزب "المحافظين" من حصد 6 مقاعد، وحزب "السلام الديمقراطي" 5 مقاعد، وحصلت أحزاب "المصري الديمقراطي الاجتماعي"، "الحركة الوطنية"، "مصر الحديثة" و"الحرية" على 4 مقاعد لكل منها.

وحصل حزبا "الإصلاح والتنمية" و"مصر بلدي" على 3 مقاعد لكل منهما، وفازت أحزاب "التجمع"، "الريادة"، و"حراس الثورة"، بمقعد واحد لكل منها.

خطورة المستقلين 

وقال عضو اللجنة العليا  للإصلاح التشريعي صابر عمار إن البرلمان المقبل يتميز بوجود تمثيل قوي للأحزاب حيث يوجد ما يقرب من 14 حزبا سياسيا ممثلا تحت القبة، لافتا إلى أنه توجد مشكلة كبيرة تهدد بعودة حياة برلمانية أشبه ببرلمان الحزب الوطني تتمثل فى زيادة أعداد المستقلين الذين أعلن عدد كبير منهم الانضمام لتحالف دعم الدولة المصرية، ما يعد مؤشرا خطيرا على هيمنة فصيل سياسي واحد على القرارات والقوانين خلال انعقاد المجلس، ما يقضى على إمكانية وجود معارضة حقيقية  فى البرلمان.

التنوع داخل البرلمان

وأوضح عمار أن أهم ما يميز البرلمان الحالي وجود تنوع كبير فى تمثيل عدد من فئات المجتمع حيث يوجد تمثيل قوي للشباب وذوي الاحتياجات الخاصة والمرأة والأقباط والعمال والفلاحين، معتبرا أن ذلك سيثري الحياة  البرلمانية.

سيطرة رجال الأعمال

 وأشار عمار إلى أن البرلمان الحالي يضم أعدادا كبيرة من رجال الأعمال حيث يتجاوز عددهم أكثر من 150 نائبا، الأمر الذي يجعل هناك صراعا حقيقيا لتحقيق مفهوم العدالة الاجتماعية، خاصة أن رجال الأعمال النواب سيسعون لتطبيق قوانين تؤمن مصالحهم، ما يتعارض مع عدد من مواد الدستور التي أكدت على ضرورة وجود العدالة الاجتماعية لكل الفئات الفقيرة. 

اختفاء الحزب الحاكم 

 وفى السياق ذاته  قالت مارجريت عازر عضو مجلس النواب عن قائمة "في حب مصر" إن أبرز المؤشرات التى كشفتها نتائج الانتخابات البرلمانية  هو اختفاء وجود الحزب الحاكم على عكس البرلمانات السابقة التي كان يسيطر عليها الحزب الوطني وجماعة الإخوان، مؤكدة أن الأغلبية الحالية للمستقلين تؤكد أن هناك إرادة شعبية انحازت للوطن.

كتلة الأقباط

وأوضحت عازر أن تمثيل الأقباط  بـ 36 نائبا ونائبة للمرة الأولى تحت قبة البرلمان، منهم 24 قائمة  و12 فردي، تعتبر نقطة إيجابية ليس من أجل الأقباط ولكن للتأكيد على أن الشعب أعطى شهادة حقيقية بأنه يعلي المصلحة  الوطنية الوسطية. 

تعليقات الفيسبوك