كتب: محمد عاطف
"أنا سعيد جدا بالمداخلة وبالعرض إللى أنت عرضته عن الموضوع بتاع الألتراس الصراحة، الحقيقة حاجة محترمة جدا ومواجهة حقيقية لمشكلة موجودة عندنا في بلدنا، وأنا معاك إننا كدولة حتى الآن مقدرناش نوجد سبيل جيد وسبيل مناسب للتعامل مع المشكلة دي".
بهذة الكلمات بدأت مداخلة الرئيس عبدالفتاح السيسي، مع الإعلامي عمرو أديب، على قناة اليوم الفضائية المشفرة، عقب إحياء جماهير النادي الأهلي، للذكرى الرابعة لما يعرف باسم "مذبحة بورسعيد" التي قتل فيها 74 مشجعا أهلاويا في أحداث عنف عقب مباراة الأهلي والمصري البورسعيدي.
ووجه السيسي رسالة لشباب الألتراس، قائلا "لا أريدكم أن تنظروا فقط لشباب بورسعيد بل انظروا إلى جميع شباب مصر"، وأضاف "هاقعد مع 10 من شباب الألتراس، للاطلاع على ما تم في تحقيقات مذبحة بورسعيد، وسأطلبهم بتزويدنا بما لديهم من معلومات».
وطرح السيسي - في مداخلته الثانية عبر القنوات الفضائية في أقل من شهر - على الألتراس مبادرة لتشكيل لجان منهم لكشف ملابسات، «المذبحة»، بتحقيقات مدعومة من مؤسسة الرئاسة.
وتضع دعوة السيسي الكرة في ملعب روابط الالتراس الجماهيرية لكن حسابات كثيرة تحكم الخطوة التالية وسط تقييمات متباينة من معلقين وسياسيين. فالدعوة تأتي على الرغم من بقاء درجة أخيرة من درجات التقاضي، في القضية المعروفة إعلاميا بـ"مذبحة إستاد بورسعيد"، أمام محكمة النقض وهو الطعن الثاني الذي ستنظره المحكمة ولها خياران إما أن تؤيد الحكم الأخير المطعون فيه أو أن تلغي تلك الأحكام وتصدر حكما بنفسها في القضية.
وصدر حكم الجنايات للمرة الثانية وهو أحدث الأحكام في حق المتهمين في تلك القضية، في شهر يونيو الماضي من محكمة جنايات بورسعيد التي انعقدت بأكاديمية الشرطة بالقاهرة. وتضمن الحكم إعدام 11 متهما في القضية، والسجن المشدد لعشرة متهمين لمدة 15 سنة، وسجن 15 متهما آخرين لمدة 10 سنوات.
من جانبها، لم تقم صفحة ألتراس الأهلي بالرد على دعوة السيسي وأكتفت بنشر صور وقائع إحياء الذكري الرابعة، عقب انتهاء مداخلة الرئيس عبر القناة الفضائية.
ورفعت جماهير الأهلي -في الاحتفال الذي غاب عنه أعضاء مجلس الإدارة واللاعبون- لافتات تطالب بالقصاص لضحايا ألتراس، متضمنة عبارات "جمهور الأهلي لن يتصالح مع قتلة" و"لا تصالح مع القتلة" وأخرى تحمل صورة المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الذي كان يحكم مصر في وقت "المذبحة" وكتب على الصورة بالانجليزية "wanted" أو "مطلوب".
وأصدر مجلس إدارة النادي الأهلي برئاسة محمود طاهر، مساء الاثنين، - قبيل مداخلة الرئيس التلفزيونية -، بيانا رسميا يرفض فيه الإساءة لمؤسسات الدولة ورموزها وفي مقدمتها القوات المسلحة ووزارة الداخلية.
وفيما كانت تدور مداخلة الرئيس السيسي فضائيًا، تصدر - في نفس الوقت - هاشتاج، #المشير_طنطاوي_في_قلب_المصريين ضمن قائمة الأكثر مشاركة عبر موقع تويتر في مصر.
وعلق النائب البرلماني، مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك، على دعوة الرئيس السيسي، في مداخلة مع الإعلامي خالد الغندور على فضائية LTC، قائلًا: ''اقتراحك يا ريس بالحوار مع الألتراس مرفوض، أنتهي زمن الحوار''.
ودخل منصور في مواجهة مع روابط التراس الزمالك وحملهم المسؤولية عن مقتل 20 من جماهير الزمالك في "مذبحة الدفاع الجوي" في فبراير العام الماضي.
ومن جانبه وعبر حسابه في الفيس بوك، قال الفقيه الدستوري، محمد نور فرحات، موجهًا حديثه إلى الرئيس السيسي،: "إذا كنت تريد أن ترضى الشعب ويلتف حولك ويتضافر الجميع من أجل مصر اقترح على سيادتك، العفو عن شباب الثورة المحتجزين فى السجون وغير المدانين فى قضايا جنائية ملفقة، وتعديل القوانين المخالفة للدستور وفى مقدمتها قانون التظاهر وقوانين التوسع فى اختصاص القضاء العسكرى، وإصدار تعليمات رئاسية بتحديث نظام العدالة بحيث ينال كل صاحب حق حقه امام القضاء فى فترة وجيزة".
وعبر هاشتاج #احتواء_الشباب، على تويتر أشار نشطاء إلى تخوفهم من دعوة الحوار التى طرحها الرئيس السيسي، في مداخلته الفضائية، متخوفين من فشلها أو انتهائها بحبس المشاركين فيها، مثلما حدث في دعوة الحوار التى أطلقها من قبل المجلس العسكري مع ائتلافات الثورة في مايو 2011، حسبما قال ذلك الناشط أحمد الضبع.