الرئيس في نيويورك...تطور العلاقات بين مصر وواشنطن منذ إعلان السيسي "خارطة الطريق"

الأحد 21-09-2014 PM 04:42
الرئيس في نيويورك...تطور العلاقات بين مصر وواشنطن منذ إعلان السيسي

الرئيس الأمريكي أوباما والسكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون قبيل جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم -رويترز

كتب

غادر الرئيس عبد الفتاح السيسي مصر اليوم إلى نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية التي يزورها لأول مرة بعد توليه منصب الرئاسة، للمشاركة في أعمال قمة المناخ وأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وعلى الرغم من أن الزيارة تأتي بدعوة من بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة، إلا أنه من المتوقع ان يلتقي الرئيس مسؤولين أمريكيين على هامش زيارته.
ومنذ إعلان السيسي –القائد العام السابق للقوات المسلحة المصرية- في بيان تلفزيوني في يوليو 2013 عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، شهدت العلاقات المصرية الأمريكية درجة من التوتر، ومسارا متذبذبا من التقارب والتباعد لما يزيد عن عام.

وبدت أزمة تتعلق على وجه الخصوص بالمساعدات الأمريكية لمصر البالغ قيمتها 1.55 مليار دولار سنويا ومعظمها مساعدات عسكرية.

وقدمت الولايات المتحدة منذ نهاية السبعينيات مساعدات سنوية لمصر بقيمة نحو 1.55 مليار دولار من بينها 1.3 مليار دولار للجيش، بعد انقضاء فترة شهدت علاقات متميزة لمصر بالاتحاد السوفيتي خلال عصر الحرب الباردة توجت بمعاهدة للصداقة المصرية السوفيتية في بداية السبعينيات ألغيت لاحقا.

ويحظر القانون الأمريكي إرسال معونات إلى الدول التي يحدث فيها انقلاب عسكري، وأحجم مسؤولو إدارة أوباما عند الحديث عن مصر عن استخدام كلمة انقلاب لوصف عزل مرسي.

وعقب عزل مرسي حاولت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي معا تيسير التوصل إلى حل سياسي سلمي للمواجهة بين الجيش وجماعة الإخوان المسلمين، وحثتا حتى آخر لحظة على تجنب العنف، وبدء عملية مصالحة ودمج الجميع في عملية سياسية غير إقصائية.

وعبر مسؤولون ومحللون أمريكيون مرارا عما يصفونه بمأزق للسياسة الأمريكية تجاه مصر "تختار فيه الولايات المتحدة بين دعمها "لقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان" من ناحية، ومصالحها الاستراتيجية في مصر والشرق الأوسط ومن بينها الملاحة في قناة السويس وأمن إسرائيل ومكافحة الإرهاب والتي تستلزم تعاونا مع الجيش المصري".

ومن ناحية أخرى،على الرغم من أن العلاقات الاقتصادية بين مصر والولايات المتحدة على مستوى التبادل التجاري والاستثمارات تقل بكثير عن مثيلتها الأوروبية أو الخليجية، إلا أن نفوذ الولايات المتحدة في المؤسسات الاقتصادية الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية يجعل لها دورا هاما غير مباشر بالنسبة لمصر في المجال الاقتصادي.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين من يناير إلى أكتوبر عام 2013 نحو سبع مليارات دولار، وبلغ حجم الاستثمارات الأمريكية نحو 17 مليار دولار حتى العام الماضي، بينما بلغ حجم التبادل التجاري مع الاتحاد الأوروبي نحو 18 مليار دولار واستثماراته في مصر 45 مليارا في نفس الفترة.

وفيما يلي تسلسل زمني لأهم التطورات والأحداث في العلاقات المصرية الأمريكية منذ إعلان خارطة الطريق في يوليو 2013:

23 يوليو 2013

 قرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما تأجيل تسليم طائرات إف 16 كان مقررا أن تتسلمها مصر بموافقة فريق الأمن القومي بالإجماع بسبب "الوضع الراهن" في مصر.

31 يوليو 2013

طلب الرئيس الامريكي باراك أوباما من جون مكين وليندسي جراهام العضوين الجمهوريين البارزين بمجلس الشيوخ السفر إلى مصر للاجتماع مع قادتها العسكريين والمعارضة، وكلاهما عضو بلجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، ، وقال البيت الأبيض لاحقا، إنهما يمثلان نفسيهما ومجلس الشيوخ والكونجرس الأمريكي، وليسا وسطاء من قبل الرئيس باراك أوباما أو الإدارة الأمريكية.

1 أغسطس 2013

 قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الجيش المصري لم يستول على السلطة، ولكنه قام باستعادة الديمقراطية في مصر، وإن"الملايين من المصريين طلبوا من الجيش التدخل لأنهم كانوا يخشون أن تنزلق البلاد إلى العنف".

9 أغسطس 2013

تلقى المستشار عدلي منصور –رئيس المحكمة الدستورية رئيس الجمهورية المؤقت بعد عزل مرسي- برقية تهنئة (بروتوكولية) من الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمناسبة عيد الفطر.

10 أغسطس 2013

 كتب ماكين وجراهام بعد عودتهما من مصر في صحيفة "الواشنطن بوست" أنهما يجدان من الصعوبة وصف الظروف التي عزل فيها مرسي من منصبه بأنها أي شئ آخر سوى "انقلاب"، قائلين "إن خطرا يكمن في رغبة المتطرفين والقوى الرجعية –بعضهم من داخل الدولة المصرية وآخرون من أنصار مرسي- في جر البلاد نحو مسار مظلم من العنف والقمع والانتقام....جاعلين أزمات مصر تسير حتما للأسوأ مهددة مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة وحلفائها".

14 أغسطس 2013

 قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، يوم فض اعتصامي رابعة والنهضة لأنصار مرسي، إن الولايات المتحدة "تندد بشدة بالعنف في مصر وتدعو الى رفع حالة الطوارئ في اقرب وقت ممكن وتحث كل الاطراف على العمل على التوصل الى حل سياسي".

24 سبتمبر 2013

قال أوباما - في كلمة مطولة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تناولت موضوعات عدة- إن الولايات المتحدة ستحافظ على العلاقات "الإيجابية" مع الحكومة المؤقتة في مصر، وإن الدعم الأمريكي لمصر سيتوقف على مدى إحرازها نجاحا في السعي لاتخاذ مسار أكثر ديمقراطية.

وقال أوباما إن بلاده "اتهمت على غير حق بأنها تتدخل في الشؤون الداخلية لبلاد أخرى"، واتهمت أيضا بـ"دعم حكم الإخوان المسلمين في مصر والتخطيط لعزلهم من السلطة" في آن واحد.

بداية أكتوبر 2013

قررت إدارة أوباما حجب تسليم طائرات مقاتلة ودبابات وطائرات هليكوبتر وصورايخ بالاضافة الى 260 مليون دولار من المساعدات لمصر، مع مواصلة تقديم بعض المساعدات للقاهرة بما في ذلك قطع الغيار العسكرية وتدريب ضباط الجيش واموال لتشجيع التنمية الصحية والتعليمية والاقتصادية.

20 أكتوبر 2013

اتهم بيان لجماعة الإخوان المسلمين حكومات دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بتحريض الجيش على التدخل لعزل مرسي وإنهاء النظام.

وقالت الجماعة إن أوباما تنكر للوعود التي قطعها على نفسه في جامعة القاهرة (2009) بتحسين العلاقة مع العالم الإسلامي والتمسك بمبادئ الديمقراطية، عندما انحاز للديكتاتورية وتعاون مع الانقلابيين القتلة، على حد وصفها.

21 نوفمبر 2013

قال جون كيري إن جماعة الإخوان المسلمين في مصر "سرقت ثورة 2011 التي أسقطت مبارك"، وأن الإدارة الأمريكية "سعيدة بتقدم مصر نحو استعادة الديمقراطية"، وإن حجب جزء من المعونات العسكرية لا يقصد به فرض "عقاب".

31 ديسمبر 2013

 أعربت الخارجية الأمريكية عن قلقها إزاء قرار الحكومة المصرية بإعلان جماعة الإخوان "جماعة إرهابية".

12 فبراير 2014

 قام وزيرا الدفاع والخارجية المصريان عبد الفتاح السيسي ونبيل فهمي بزيارة لموسكو التقيا فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال فهمي بعدها بأيام إن رد الفعل الأمريكي تجاه زيارته برفقة السيسي لروسيا يحمل عدم ارتياح وإنه لم يفاجأ به، وإن تنمية علاقات مصر مع روسيا "ليست نكاية في أمريكا وعلى الجميع أن يدرك ذلك".

22 أبريل 2014

 قالت الإدارة الأمريكية إنها ستقدم 650 مليون دولار في صورة تمويل عسكري لمصر في خطوة تقتضي أن يشهد وزير الخارجية الأمريكي أن مصر تحافظ على معاهدة السلام التي تربطها باسرائيل.

وقالت واشنطن إنها سترسل عشر طائرات هليكوبتر من طراز أباتشي إلى مصر لمساعدتها في مكافحة المتشددين، إلا أنها استمرت في حجب مساعدات أخرى بمئات الملايين من الدولارات بالاضافة إلى معدات أخرى طلبتها مصر من بينها صواريخ من طراز هاربون وطائرات مقاتلة.

29 أبريل 2014

 قال جون كيري إنه على الرغم من اتخاذ مصر خطوات هامة نحو الديمقراطية كإقرار الدستور وبدء عملية الانتخابات فإن "القرارات القضائية الأخيرة في مصر تمثل تحديات جادة أمام الجميع"، مشيرا لحكم صدر من محكمة جنايات المنيا بإعدام 37 متهما من المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين وأنصارهم وإحالة أوراق 683 آخرين للمفتي تمهيدا لإصدار حكم قد يقضي بإعدامهم.

10 يونيو 2014

اتصل أوباما بالسيسي لتهنئته على تنصيبه رئيسا لمصر، و"التعبير عن التزامه بالعمل معا لتعزيز المصالح المشتركة للبلدين، واستمرار دعم الولايات المتحدة للطموحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للشعب المصري وعلى احترام حقوقه العالمية."

22 يونيو 2014

قال جون كيري إن سبب زيارته –الأولى بعد تنصيب السيسي- لمصر هو التأكيد على قوة وأهمية العلاقة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، وعلى أهمية الشراكة بين البلدين "لمحاربة المخاطر التي تواجه المنطقة وعلى رأسها الإرهاب"

15 يوليو 2014

تلقت مصر دعوة للمشاركة في القمة الأفريقية -الأمريكية المقرر عقدها في شهر أغسطس، وقرر السيسي عدم المشاركة بنفسه في القمة والاكتفاء بإرسال رئيس الوزراء إبراهيم محلب.

وكان بيان للبيت الأبيض بشأن هذه القمة صدر في يناير لم يتضمن إشارة لمشاركة مصر فيها، ما دعا وزارة الخارجية المصرية لرفض هذا الموقف آنذاك ووصفه بأنه "قرار خاطئ وقصير النظر".

3 أغسطس 2014

قدمت مصر احتجاجا رسميا للولايات المتحدة على التصريحات التي أدلت بها نائبة المتحدث باسم الخارجية الأمريكية التي اتهمت فيها مصر باستخدام المساعدات الأمريكية لقمع المتظاهرين، واصفة إياها بأنها "تنم عن جهل بالوضع في مصر."

12 أغسطس 2014

 زار السيسي مدينة سوتشي بروسيا للقاء الرئيس بوتين للمرة الثانية خلال شهور، ما من شأنه حسب محللين أن يجدد مخاوف الولايات المتحدة من التقارب المصري الروسي، وعقدهما صفقة مبدئية للأسلحة بمقدار 3.5 مليار دولار أعلن عنها مسؤول روسي  ولم تعلن عنها مصر.

13 سبتمبر 2014

زار جون كيري مصر، للمرة الرابعة منذ نوفمبر 2013، كانت إحداها بشأن النزاع بين حماس وإسرائيل في غزة المجاورة لمصر في يوليو الماضي، والأخيرة بشأن مواجهة "الإرهاب" إقليميا وتنظيم الدولة الإسلامية الذي أعلن "الخلافة الإسلامية" على أراض من سوريا والعراق.

تعليقات الفيسبوك