كتب: عصام شاهين

ربما لم يدرك أحمد الميرغني، لاعب نادي الزمالك السابق ووادي دجلة، أن بضع كلمات يضعها على صفحته على موقع فيسبوك قد تؤدي في النهاية إلى إنهاء تعاقده مع ناديه، وزاد الأمر اشتباكا انقسام للرأي العام حوله بين مؤيد ومعارض.

اللاعب انتقد الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم الأربعاء الماضي على حسابه على فيسبوك، مبديا بكلماته عدم رضاه عن تعامل الرئيس السيسي مع ما يحدث في سيناء، وسقوط ضحايا من الجيش.

نادي وادي دجلة من جانبه، أصدر بيانا عقب قراره بإنهاء تعاقده مع اللاعب أكد فيه على "احترامه الكامل لحرية الرأي التي يكفلها الدستور، ولكنه في الوقت ذاته يشدد على رفضه إظهار أي انتماء سياسي من العاملين به، علما بأن النادي سبق أن قام بتوبيخ مديره الفني الأسبق بسبب هجومه علي جماعة الإخوان المسلمين ببرنامج رياضي تطبيقا لمبدأ رفض خلط الرياضة بالسياسة".

نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أطلقوا وسما (هاشتاج) تضامنيا مع اللاعب حمل عنوان "#ادعم_الميرغني"، تصدر موقع تويتر أمس الخميس، بعد ما فسخ تعاقد اللاعب مع ناديه، وكذلك تعرضه لانتقاد من رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور، وعزمي مجاهد المتحدث الرسمي لاتحاد كرة القدم، ومجدي عبد الغني رئيس جمعية اللاعبين المحترفين.

الحادثة ربما أعادت للأذهان ما اتخذه النادي الأهلي من قرار بوقف اللاعب أحمد عبد الظاهر في نوفمبر 2013، عقب مباراة النادي الأهلي أمام فريق أورلاندو بيرتس الجنوب أفريقي في نهائي دوري أبطال أفريقيا، حين أشار اللاعب بعلامة "رابعة" بعد إحرازه للهدف الثاني في المباراة.

وعوقب اللاعب آنذاك بالإيقاف والعرض للبيع وحُرم من المشاركة في كأس العالم للأندية، ومن مكافآت بطولة الفوز ببطولة دوري أبطال أفريقيا، كما قرر الاتحاد المصري لكرة القدم إيقاف اللاعب 3 أشهر محليا، ولمدة عام عن المشاركة في أنشطة الاتحاد (دوليا).

* تعاطف تريكة مع غزة.. وعلامة السيسي لصلاح أمين

بعد أن سجل محمد أبو تريكة هدف منتخب مصر الثاني في مرمى السودان بكأس الأمم الإفريقية 2008، انطلق رافعا قميص المنتخب ليكشف عن قميص آخر كتب عليه "تعاطفا مع غزة".. أبو تريكة المعتزل عوقب آنذاك بإنذار من حكم المباراة، وتحذير من الاتحاد الأفريقي "كاف" لاستخدامه شعارات سياسية.

كان الأمر شبيها حين أحرز حسين أمين -لاعب طلائع الجيش- هدفا في الإسماعيلي، ورفع شعارا للرئيس السيسي وزير الدفاع آنذاك، وعوقب اللاعب بالإيقاف لنهاية الموسم وغرامة 20 ألف جنيه من قبل اتحاد الكرة، لكن العقوبة تم تخفيفها لتصبح ثلاث مباريات فقط.

وفي أكتوبر 2013، فاز لاعب "الكونج فو" محمد يوسف رمضان بالميدالية الذهبية ببطولة روسيا الدولية، وبعد فوزه رفع شعار "رابعة"، لكن السلطات الأمنية أوقفته لدى عودته من روسيا وصادرت ميداليته والمكافأة التي حصل عليها.

* لوائح الفيفا

لكن كلمات أحمد الميرغني لم تكن داخل الملعب، فما موقف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من هذا الأمر؟

يقول الدكتور محمد فضل الله، أستاذ القانون الرياضي، إن "ما يتم داخل الملعب يعود إلى اللوائح الدولية، والتي يقرها الاتحاد الوطني لكرة القدم، أما خارج الملعب فيرجع الأمر للوائح كل ناد أو طبيعة عقد اللاعب مع النادي وهل يحظر العقد انخراط اللاعب في أي عمل سياسي أثناء عقده أم لا".

وأضاف فضل الله: "لا توجد لوائح من فيفا تمنع اللاعب من إبداء رأيه خارج الملعب، ولكن يحق للنادي أو للاتحاد الوطني استدعاء اللاعب للتحقيق إذا كان هذا الرأي السياسي يؤثر على النادي أو الاتحاد إذا كان لاعبا بالمنتخب".

وأكد فضل الله أن قواعد الاتحاد الدولي -فيما يتعلق بالشعارات السياسية- حاكمة داخل الملعب، أما خارجه فيتركها للاتحاد الوطني أو النادي بمعنى أن عقد اللاعب من المفترض أن ينص على عدم مشاركة اللاعب في أي أعمال أو أحداث أو فاعليات تحض على التمييز أو العنصرية أو العدوان أو التعصب أو الدخول في أي أعمال سياسية أو شغب رياضي".

وقال فضل الله إنه "يجوز للأجهزة الإدارية معاقبته إذا ارتأت أن السلوك يمثل سلوكا ضارًا يؤثر على اللاعب باعتباره لاعبا محترفا مثل سهر اللاعب المتكرر، ومشاركة اللاعب في مباريات لكرة القدم الخارجية مثل الدورات الرمضانية وممارسة اللاعب لرياضات تمثل خطورة على صحته".

ويدافع أحمد الميرغني عما كتبه، من خلال لقائه يوم الجمعة ببرنامج العاشرة مساء، قائلا: "ما أكتبه على صفحتي يمثلني أنا فقط ولا يمثل فريقي، ومن حقي الطبيعي أن أعبر عن آرائي كبقية الناس، ووجهة نظري لا تعبر عن وجهة نظر النادي".

أضاف: "والله العظيم ما كتبته كان لحزني على الجنود اللي ماتوا".

لكن الكاتب الصحفي حسن المستكاوي، رئيس نادي وادي دجلة، يعّقب على ما كتبه الميرغني في تصريحات لبرنامج "العاشرة مساء" أيضا، قائلا "كلام الميرغني لم يكن مقبولا حتى على المستوى الوطني، هو لم يفهم ما يقول، من المقبول أن يعبر عن وجهة نظره في المناقشة الداخلية، لكن في الإعلام والسوشيال (ميديا ) مع انتمائه لمؤسسة فهذا مرفوض".

وأضاف: "هناك أسلوب يجب أن يتكلم به عن رئيس الجمهورية، نحن في موقف يحتم على الجميع أن تتغلب المشاعر الوطنية عليه خصوصا في وقت الأزمات والكوارث، وخصوصا مع انتماء الشخص لمؤسسة فعليه أن يراعي كلماته ومشاعره".