‏مبادرة السيسي تعيد سيناء قِبلةً لزيت الزيتون في العالم

الثلاثاء 02-02-2016 PM 07:37
‏مبادرة السيسي تعيد سيناء قِبلةً لزيت الزيتون في العالم

لقطة لإحدى أشجار الزيتون - صورة من بوابة الشروق.

كتب

لو يذكر الزيتون غارسهُ

لصار الزيت دمعا!

يا حكمة الأجدادِ

لو من لحمنا نعطيك درعا!

كلمات للشاعر محمود درويش تلخص مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن ضرورة التوسع في زراعة أشجار الزيتون على مساحة مليون فدان في مختلف محافظات مصر، تلك المبادرة التي جاءت لتحيي من جديد آمال وطموحات أبناء شمال سيناء في أن تعود أرضهم مرة أخرى لتكون قبلة زيت الزيتون في العالم.

وأعلنت القوات المسلحة -الأسبوع الجاري- عن تبنيها لمبادرة زراعة 2.5 مليون شجرة زيتون بسيناء، بناء على تعليمات الرئيس بتعمير واستصلاح الأراضي بالمناطق النائية.

وطرحت المبادرة من أجل تدشين عدة مشروعات في مجال الزراعة واستصلاح الأراضي الصحراوية، بما يفتح المجال لخلق مجتمع زراعي بسيناء وجذب المستثمرين.

مقومات موجودة

وقال محافظ شمال سيناء اللواء السيد عبد الفتاح حرحور، لأصوات مصرية، إن مشروعات زراعة الزيتون في المحافظة تمثل مستقبلا واعدا نظرا لجودة الأراضي، وصلاحية التربة لنمو أشجار الزيتون، وتحمل المياه ذات الملوحة العالية، كما أن إنتاجها له قبول على المستوى العالمي.

وأوضح حرحور أن سياسة المحافظة نحو التوسع في زراعة أشجار الزيتون تقوم على إقامة 8 تجمعات زراعية تنموية بمنطقة وسط سيناء، حيث تم الانتهاء من 4 تجمعات ويجري إنشاء 4 تجمعات أخرى.

ولفت إلى أن هذه التجمعات تضم عددا من المشروعات القائمة على زراعات مساحات كبيرة من أشجار الزيتون على الآبار العميقة التي تقوم بحفرها وزارة الري في المنطقة، مشيرا إلى مساعي المواطنين لحفر آبار جديدة بهدف التوسع في زراعة أشجار الزيتون.

وأضاف المحافظ أن مشروع ترعة السلام في نطاق شمال سيناء -المستهدف زراعة 156 ألف فدان عليه- سيكون معظمه زراعات زيتون، مشيرا إلى أن هذه المساحة ستتم زراعتها على 8 مآخذ منها مأخذ خاص بالمحافظة، ومأخذ آخر خاص بالقوات المسلحة، و3 مآخذ مخصصة لصغار الفلاحين، و3 مآخذ مخصصة لشباب الخريجين، وسيراعى تخصيص نسبة 25% لأبناء سيناء.

وقال عاطف مطر، وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة، إنه تم التنسيق مع الجمعيات التعاونية الزراعية لزراعة أصناف مميزة تعطي نسبة كبيرة من زيت الزيتون -ومن أهمها المانزانيللو والبيكوال- بهدف زيادة الإنتاج، وهي تعطي نسبة كبيرة من الزيت تصل إلى نحو 18%.

وأضاف مطر أنه سيتم الانتهاء من إنشاء مصنع لتخليل الزيتون في العريش بطاقة 5 آلاف طن اعتبارا من العام المقبل، مشيرا إلى أنه تم إشهار أول جمعية متخصصة لمنتجي الزيتون في المحافظة وتم تشكيل مجلس مؤقت لها يضم رئيس الجمعية وممثلا لمنطقة رمانة وبئر العبد وآخر لمركزي الشيخ زويد ورفح، وتهدف الجمعية إلى توفير الأسمدة خاصة العضوية والمبيدات.

وأكد أنه سيتم توفير الميكنة اللازمة لحرث الأرض وتجهيزها والتنسيق مع الاتحاد العام المصري والدولي للزيتون، وكذلك الشركات للتعاقد على توريد الإنتاج والتغلب على تدني الأسعار، كما يسمح بالتعامل مع كبار وصغار المزارعين على حد سواء لإعطاء الفرصة لهم ولمنتجي الزيتون لتسويق إنتاجهم بأسعار موحدة حسب نوعية الإنتاج.

ولفت مطر إلى أن إجمالي المساحة المنزرعة بالمحافظة حاليا نحو 18 ألف فدان، تنتج أصناف المنزانيللو والبيكوال والعجيزي والشملالي واليوناني والكروناكي والتفاحي، ويعطي الفدان إنتاجية تصل إلى 3 أطنان.

وأشار إلى أن 60% من إنتاج هذه المساحة يخضع للعصر ويعطي نحو 3000 طن زيت زيتون، بينما الكمية الأخرى تستخدم لأغراض عمل المخللات لإنتاج زيتون المائدة وتختلف الأسعار من صنف إلى آخر، حيث إن أعلى سعر للمانزانيللو والكروناكي لأنها أصناف ثنائية الغرض للعصر والتخليل.

وقال المحاسب محمد درغام، عضو الجمعية العمومية لجمعية منتجي الزيتون، إن هناك مساحات جديدة تم زراعتها في مركزي العريش والشيخ زويد وهي من الأنواع المتميزة التي تعطي 30% من الزيت، وكذلك الأنواع التي تخصص للتخليل لإعادة تصديرها طبقا للتعاقدات مع الشركات في مختلف الدول العربية والأجنبية، علاوة على قيام عدد كبير من المستثمرين بإقامة مصانع لعصر الزيتون والوصول بنسبة الحموضة إلى أقل من 1%.

مطالب المواطنين

وقال الشيخ محمد أبو عنقة -من وسط سيناء- إن المطلوب هو "زيادة منظومة الآبار العميقة في وسط سيناء حتى نتمكن من زراعة الأرض وتوفير الاكتفاء الذاتي من الزراعات في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها سكان المنطقة"، مشيرا إلى أنها غنية بالتربة الصالحة لزراعة أشجار الزيتون التي تتحمل الجفاف. 

وتحتل مصر المرتبة رقم 13 عالميا في إنتاج زيتون المائدة بعد إسبانيا وإيطاليا واليونان، وتونس وتركيا  وسوريا والمغرب والجزائر والبرتغال والأرجنتين، فيما تحتل المركز 15 بين الدول المنتجة لزيت الزيتون بمساحة تتراوح ما بين 150 و160 ألف فدان، تضم ما يقرب من 25 مليون شجرة زيتون.

وطالب سليمان العكش من قرية اشوحط ببئر العبد بسرعة توزيع أراضي ترعة السلام حتى يمكن زراعتها بأشجار الزيتون التي تعطي إنتاجا عاليا من زيت الزيتون، خاصة أن هناك خبرات في زراعة أشجار الزيتون بشكل مكثف بما يتناسب مع المناخ في سيناء، وزراعة أصناف تعطي نحو 25% من زيت الزيتون الصافي بدرجة نقاء عالية طبقا للمواصفات العالمية. 

وقال محمد غانم من منطقة وسط سيناء إن ترعة السلام كفيلة بري مساحات كبيرة من أشجار الزيتون في نطاق تواجد مسار الترعة الذي يشمل مناطق بئر العبد ورابعة والمزار، مشيرا إلى أنه كان المنتظر أن تصل مياه ترعة السلام إلى منطقة السر والقوارير إلا أن الحكومة توقفت عن استكمال المشروع إلى هذه المنطقة، نظرا لارتفاع التكلفة والتي تحتاج إلى محطات عملاقة لضخ مياه ترعة السلام كي تصل إلى هذه المنطقة عبر مواسير، رغم أنها مساحة منبسطة تمثل 135 ألف فدان وهي لا تحتاج إلى تسوية أو استصلاح

ولكن مطالبة المواطنين بحفر منظومة للآبار في المنطقة يمثل اضافة أخرى لإقامة تجمعات زراعية بمنطقة وسط سيناء، التي تمثل ثلثي مساحة محافظة شمال سيناء البالغه 27 الف كيلو متر مربع. 

دعم الصناعة

وقال تامر الشوربجي رئيس جمعية شباب المستثمرين في سيناء إن إنتاج شمال سيناء من زيت الزيتون  بلغت  ذروته بنحو  6 آلاف  طن عام 2005، وكان عليه إقبال شديد من جانب الدول الأوروبية ولكن الإنتاج تأثر بسبب الأزمة العالمية في ذلك الوقت وبسبب استيراد كميات كبيرة من زيت الزيتون التي أثرت على المنتج السيناوي إلى جانب تجريف مئات الأفدنة بسبب الظروف الأمنية التي تعيشها سيناء  منذ ثورة يناير.

وطالب الشوربجي بأن يكون هناك دعم حقيقي لصناعة زيت الزيتون في مصر من جانب الدولة لأنه من غير المعقول أن نصدر اللتر بثلاثة دولارات ونستورده بخمسة دولارات من الخارج.

أغلى من البترول

ودعا وزارة الصناعة إلى أن تدرج ضمن السلع الممنوع استيرادها زيت الزيتون، وأن يتم التعاقد مع الشركات العالمة  لتسويق زيت الزيتون المصري باسم مشترك إلى حين اكتساب خبرة في مجال التسويق والحصول على شهرة بالنسبة لزيت الزيتون المصري،  مشيرا إلى أن المستقبل لزيت الزيتون والذي يصل سعر البرميل منه نحو 500 دولار وهي تمثل خمسة أضعاف سعر برميل البترول.

موضوعات ذات صلة:

القوات المسلحة تتبنى مبادرة لزراعة 2.5 مليون شجرة زيتون بسيناء

تعليقات الفيسبوك