شيماء الصباغ.. عاشت على "ضهر تذكرة" وماتت "شهيدة الورد"

الثلاثاء 26-01-2016 PM 03:45
شيماء الصباغ.. عاشت على

شيماء الصباغ- صورة من صفحتها على فيس بوك

كتب

كتبت: أمنية طلال

"اثبت مكانك هنا عنوانك ده نور الشمس طالع.. يا تعيش وأنت راكع يا تموت وأنت واقف"، و"الورود تموت واقفة"، و"حتى في موتك بتقوينا".. هذه أبرز التدوينات التي كُتبت لشيماء الصباغ في ذكراها الأولى التي تحل اليوم الأحد الرابع والعشرين من يناير.

وكان نشطاء على فيس بوك وتويتر دعوا للتدوين لشيماء الصباغ في هاشتاج حمل عنوان "#شهيدة_الورد"، وهو اللقب الذي أطلقته الصحف عليها وقت رحيلها العام الماضي في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير.

وقتلت شيماء الصباغ خلال مسيرة سلمية نظمها حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، يوم 24 يناير 2015 لتكريم "شهداء" ثورة يناير، بوضع أكاليل الزهور عند النصب التذكاري بميدان التحرير.

من التظاهر ضد مبارك حتى التضامن مع العمال

لم تكن شيماء الصباغ فتاة عادية، فهي ناشطة سياسية وعمالية، اعتادت العمل والوقوف بين صفوف المحتجين، بدءاً من التظاهر ضد مبارك وحتى التضامن مع القضايا العمالية.

شيماء الصباغ من مواليد الإسكندرية عام 1983، بدأت العمل السياسي في العشرين من عمرها، بالانضمام إلى مجموعات من أصحاب الفكر الاشتراكي.

والتحقت "شهيدة الورد" بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي في أواخر عام 2012، وأصبحت مسؤولة العمل الجماهيري، والإعلام في الحزب بالإسكندرية.

كانت من أوائل المشاركين في التظاهرات ضد نظام حسني مبارك، كما أنها آمنت بقضايا العمال فلم تترك اعتصاما أو إضرابا عماليا بالإسكندرية إلا وشاركت فيه، حتى اندلعت ثورة 25 يناير.

على ظهر تذكرة

اعتادت شيماء الصباغ الكتابة على "ضهر" تذاكر الأتوبيس، مستخدمة إياها في توثيق أبياتها الشعرية العامية. وكانت ترى، كما قال معتز الشناوي زميلها في الحزب وابن محافظتها، أنها لا تحتاج سوى تذكرة صغيرة لتكتب عليها ما يدور في بالها، ومن هنا قررت تسمية ديوانها "على ضهر تذكرة".

"في ناس داخلة طالعة توجع في قلبك

زى العيل الصغير اللي مسكوه قلم

بوظ جدران البيت شخبطة"

وأضاف الشناوي "شيماء اعتادت العمل وسط العمال، وكانت مؤمنة جدا بقضاياهم ومعاناتهم، ورغم أنها فقدت وظيفتها أثناء ثورة يناير، لكنها لم تفقد إيمانها بالثورة".

وكان آخر ما كتبته شيماء على صفحتها الخاصة يوم 14 يناير "البلد دي بقت بتوجع، ومفيهاش دفا.. يا رب يكون ترابها براح وحضن أرضها أوسع من سماها".

باحثة في التراث الشعبي

لم يعرف كثيرون أن شيماء الصباغ كانت من أوائل المعهد العالي للفنون الشعبية. وقال أستاذها مصطفى جاد، عميد المعهد العالي للفنون الشعبية، إنها من أنبه الطلاب في المعهد، وحصلت على دبلومة الفنون الشعبية وأثبتت جدارة غير مسبوقة في الجمع الميداني للتراث الشعبي المصري.

وأضاف جاد "استطاعت أن تقوم بتوثيق التراث الشعبي خاصة في الدلتا والوجه البحري، وواحة سيوه، وكان لديها قدرة مميزة في التعامل مع الإخباريين (الجماعات الشعبية بمختلف مستوياتها)، فهي باحثة من طراز مختلف".

وأشار جاد إلى أن شيماء عرضت عليه عمل الماجستير في "فولكلور الثورة" بعد سلسلة مقالات كتبها تحت نفس العنوان، موضحا أنها بالفعل جمعت أمثالا وأشعارا وأغان للثورة من قلب الميادين، "إلا أن أمر الله قد نفذ ولم تكمل شيماء الماجستير".

 القصاص

أثار مقتل شيماء الصباغ ردود فعل واسعة، وانطلقت الوقفات المنددة بمقتلها، كان من ضمنها وقفة احتجاجية في ميدان طلعت حرب، دعت لها مجموعة من السيدات اللاتي احتشدن في نفس المكان الذي شهد مقتلها.

وتسبب نشر فيديو لمقتلها على مواقع التواصل الاجتماعي، غضباً واسعاً، الأمر الذي دفع الرئيس عبد الفتاح السيسي للاهتمام بالقضية، قائلا "شيماء بنتي واللي غلط هيتحاسب".

وفي مارس الماضي قضت محكمة مصرية بالسجن 15 عاما للضابط ياسين صلاح، بعد إدانته بضرب شيماء الصباغ بطلقات خرطوش بطريقة أفضت إلى موتها، بالرغم من إنكار وزارة الداخلية استخدام الخرطوش. واستندت المحكمة إلى تقرير الطب الشرعي الذي قال "محتوى الخرطوش أصاب القلب مباشرة وتسبب في تهتك بالرئتين".

وحددت محكمة النقض جلسة 14 فبراير المقبل لنظر طعن الضابط على حكم حبسه.

تعليقات الفيسبوك