أحدث الأخبار
مضى عام علي احتراق كنيستين ودير ومدرسة قبطية بالسويس خلال أعمال العنف التي أندلعت في المدينة عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة في 14 اغسطس 2013.
أصوات مصرية كانت قد تفقدت بعض هذه المواقع بعيد الهجوم عليها، والآن عادت لتزورها وترصد ما تغير بها وما لم يتغير بعد عام كامل.
الكنيسة اللاتينية للاباء الفرنسيسكان
تغير طفيف طرأ على الكنيسة الواقعة بشارع سعد زغلول الشهير ببراديس، بعد ان نجح أبناء الكنيسة من خلال الجهود الذاتية في تغيير الارضية واعادة وضع صور تحمل مراحل المسيح بدلا من اللوحات الاصلية الاثرية التي التهمتها النار.
إلا أن الدمار الذي لحق بالكنيسة العام الماضي لا تزال آثاره واضحة على جدران وأسقف المكان.
والمدخل الرئيسي للكنيسة تم إغلاقه بغلاف بلاستيكي بعد أن احرتقت بوابته، ولجأ رواد الكنيسة إلي استخدام مدخل آخر عليه بوابة حديدية لم تصبها النار.
وكانت الكنيسة اللاتينية للاباء الفرنسيسكان هي الموقع الأخير الذي انتقل إليه المحتجون الغاضبون في ذلك اليوم الدامي من العام الماضي.
ففي صباح 14 اغسطس 2013 ومع انتشار الأنباء عن بداية عملية فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، اندلعت أعمال عنف في السويس وفي محافظات أخرى لا سيما في الصعيد، أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المواطنين ورجال الشرطة والجيش.
وهاجم المحتجون عددا من المباني الحكومية والمؤسسات القبطية، وذلك على خلفية ما وجهته قيادات الحركات الاسلامية المناصرة لمرسي من اتهامات للأقباط وقيادات الكنيسة المصرية بالوقوف وراء ما اعتبروه "انقلابا عسكريا" أطاح بالرئيس الاسلامي.
وفي السويس أسفرت أعمال العنف عن إحراق كل من مدرسة الاباء الفرنسيسكان، وكنيسة ودير الراعي الصالح بشارع الجيش – حيث تم أيضا إحراق مدرعتي الجيش المكلفتين بتأمينهما – وذلك قبل أن ينتقل المحتجون إلي شارع سعد زغلول حيث تم إحراق الكنيسة اللاتينية للاباء الفرنسيسكان.
وصدق وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسي – رئيس الجمهورية حاليا – في اليوم التالي لفض اعتصامي رابعة والنهضة على قرار بإعادة بناء وترميم جميع الكنائس التى تم الاعتداء عليها فى أحداث اليوم السابق.
ورغم أن الكنيسة اللاتينية للاباء الفرنسيسكان في السويس لم يتم ترميمها حتى الآن إلا أن راعي الكنيسة الأب جبرائيل لا يبدو ساخطا على الأمر.
فرغم أنه يتمنى أن يتم ترميم كنيسته والكنيسة الأخرى المحترقة في السويس قبل الاحتفال بعيد ميلاد المسيح المقبل، إلا أنه بشكل عام يشعر أن الأوضاع أفضل كثيرا مما كانت عليه.
"مضي عام علي حرق الكنيسة التي هي جزء من الدولة وجزء من مصر، صحيح لم يحدث فيها شيئ ولكن الان نشعر بالأمن والاستقرار. منذ سنة لم نكن نستطيع أن نجلس (هنا) من البلطجية والاعتداءات وضرب النار لكن يسود الآن شعور بالأمان".
مدرسة الآباء الفرنسيسكان
مقارنة بالكنيسة التي تحمل نفس الاسم، فإن مدرسة الآباء الفرنسيسكان كانت أسعد حظا ونالت قسطا أكبر من الرعاية.
فقد شهدت تطويرا كبيرا بعدما تم اصلاح وطلاء المبنى وواجهته بالكامل، وتم تركيب زجاج جديد بدلا من المكسور وتركيب قضبان حديدية عليه.
وانتظمت الدراسة منذ بدء العام الدراسي المنقضي، ولا تزال تجرى حتى الآن بعض أعمال الترميم في فصول الطوابف العليا، كما يتم استكمال بناء بعض الغرف الملحقة بالمبنى وبناء طابق ثالث علوي بمنبي الادارة.
دير وكنيسة الراعي الصالح للأقباط الكاثوليك
لم يطرأ تغيير يذكر على دير وكنيسة الراعي الصالح منذ احتراقهما العام الماضي.
فقد تحولت بعض اجزائهما إلي أماكن مظلمة تنتشر بها القمامة والفئران، وتتناثر على الأرض الأحجار جنبا إلي جنب مع أوراق عقود الزواج والكتب المسيحية الممزقة والمحترق معظمها.
وقال مترددون علي الكنيسة لأصوات مصرية إنه تمت سرقة الأثاث الذي لم يدمره الحريق من الكنيسة.
وفي قاعة الصلاة وضعت علي النوافذ أغطية بلاستيكية بدلا من الزجاج المحطم، فيما لا تزال نوافذ مدخل الكنيسة تحمل الزجاج المكسور.
الراعي بشاي اسحاق بشاي راعي الكنيسة قال لأصوات مصرية إنه تم الاعتداء علي كنيسته ثلاث مرات منذ 14 اغسطس العام الماضي.
"سمعنا بعدها أن الفريق السيسي تعهد ببناء وترميم الكنائس وقدمنا الرسومات الهندسية والمقايسات وكل ما يطلب منا قدمناه.. لكل الجهات التنفيذية والسياسية"، يقول بشاي.
لكن الوضع بقي على حاله "وبعد سنة أصبحت (الكنيسة) ملقف للزبالة (القمامة) ومعندناش مكان غيرها ممكن نصلي فيه ونتعلم الدروس التربوية والمسيحية"، يقول الرجل.
يضيف الرجل أنه لا يزال يأمل في أن يلتفت المسؤولون إلي كنيسته.
وكان مسؤولون بمحافظة السويس ذكروا لأصوات مصرية أن الكنائس المحترقة بالمحافظة سيتم تطويرها طبقا لجدول زمني مقرر فيه ترميم الكنائس على مستوى الجمهورية بعد ان تم الانتهاء من كنائس المرحلة الاولى بمحافظات بني سويف واسيوط وسوهاج، حسب قولهم.