أحدث الأخبار
- مخاوف من فقدان الوظائف .. ولا توجد خطة لإنقاذ العمالة
كتبت- ياسمين سليم
يعيش أشرف سعيد، مهندس زراعي بأحد الفنادق السياحية بشرم الشيخ، حالة من الترقب بعد حادث سقوط الطائرة الروسية خوفا من فقدان وظيفته.
"الجميع هنا في حالة من الخوف والقلق على وظائفهم، نخشى أن نعود للركود الذي شهدته المدينة عقب ثورة 25 يناير" يقول سعيد لأصوات مصرية.
وكانت كل من بريطانيا وروسيا وتركيا قد أعلنت عن وقف رحلاتها الجوية إلى شرم الشيخ، كما قررت بريطانيا وروسيا إجلاء رعاياهما منها على خلفية حادث سقوط طائرة روسية في 31 أكتوبر، أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها، مع وجود شكوك بتعرض الطائرة للتفجير.
يعمل سعيد كمهندس زراعي في فندق بشرم الشيخ منذ عدة أعوام، ويقول "في أيام الأزمات الكبرى التي مرت بها السياحة في المدينة، كان حظي جيدا حيث كان الفندق يعطينا 15 يوما إجازة مقابل 15 يوما عمل، وهو أمر جيد بالنسبة للكثيرين ممن فقدوا وظائفهم خلال السنوات الأخيرة".
نفس الأمر تكرر مع باسم حمدي، رئيس وردية بقسم الاستقبال بأحد الفنادق الخاصة بمدينة الغردقة، والذي يقول "الوضع غير مفهوم حتى الآن، والجميع يخاف من فقدان الوظيفة".
يعمل حمدي في مجال السياحة منذ 3 سنوات ويقول لأصوات مصرية إن "بعض الفنادق استغنت بعد الحادث عن عاملين لم يكملوا نحو 3 أشهر معهم، وهو أمر سيئ".
يضيف حمدي "نعمل حاليا باليوم، في كل صباح نتصل بشركات السياحة للتأكد من إلغاء حجوزات التي كانت مقررة سابقا، ولا نعلم هل سنستمر على هذا الحال خلال الأيام القادمة أم لا".
يصف حمدي العام الحالي بالأنجح للسياحة منذ 3 سنوات، "لو لم يحدث ما حدث لتخطينا ما عانته السياحة خلال الأعوام الماضية".
بينما يتوقع الأمين العام للنقابة المستقلة للعاملين بالسياحة، حمدي عز، "تسريح للعمالة كرد فعل طبيعي يحدث مع كل أزمة سياحية في مصر، مثلما حدث منذ حادث الأقصر عام 1998، مرورا بكل الحوادث التي أثرت على السياحة".
ويضيف عز أن القطاع السياحي "رأسمالي"، يتحكم فيه رجال الأعمال وهو أمر يجعل مصلحة صاحب العمل أهم من العامل.
ويقدر عز عدد العاملين في القطاع بنحو 3 مليون عامل في حال كان النشاط مستقرا، إلا أن هذا العدد انخفض كثيرا خلال الأعوام الماضية.
وقدر هشام زعزوع، وزير السياحة، في مقابلة سابقة لأصوات مصرية الذين خسروا وظائفهم في القطاع بما بين 10 إلى 15% من العاملين خلال الأربع سنوات الماضية بسبب الأزمة العاصفة التي ضربت السياحة، من أصل نحو 4 ملايين عامل، يعملون بالسياحة، بحسب زعزوع.
وتختلف تقديرات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء بدرجة كبيرة عن تقديرات وزارة السياحة لعدد العاملين في القطاع، حيث يقدر الجهاز عددهم بنحو من 95 ألف عامل، بحسب آخر بيانات متاحة في منتصف 2013.
وطبقا لنفس المصدر وصل عدد العاملين إلى 131ألف عامل في 2011، قبل الهزة التي تعرض لها القطاع في أعقاب أحداث ثورة يناير.
وسجلت محافظة جنوب سيناء أعلى نسبة للعاملين في قطاع السياحة، ووصل عددهم فيها إلى نحو 37.7 ألف عامل، تبعا لبيانات المركزي للإحصاء في 2013، تليها محافظة القاهرة ثم البحر الأحمر.
وأضاف عز "قطاع السياحة كان يعتمد بشكل كبير على شرم الشيخ والغردقة في السنوات الاخيرة، لكن ما حدث سيؤثر على العاملين هناك".
مع انعقاد المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ في مارس الماضي، ألزمت الجهات الأمنية، الفنادق والمنتجعات السياحية بإصدار كروت أمنية للعاملين بها، وهذه الكروت لم تصدر إلا للعمالة المؤمن عليها، وأعقب هذا القرار تسريح عدد من العمالة الموسمية والمؤقتة، وفقا لعز.
ويرى وسيم محي الدين، الرئيس السابق لغرفة المنشأت الفندقية باتحاد الغرف السياحية، أن حجم الضرر الذي سيقع على قطاع السياحة قد يمتد لمدة عام كامل جراء الحادث.
وأضاف لأصوات مصرية "هذا الوقت من العام هو الموعد السنوي لتسويق السياحة مع انعقاد مؤتمر بورصة السياحة العالمية في لندن، وإتمام التعاقدات للموسم السياحي الجديد"، موضحا أن هذا يعني أن القطاع قد يتضرر حتى موعد انعقاد المؤتمر في نوفمبر المقبل.
ويقول محي الدين إن "الأمور قد تنصلح في حال تدارك أمر الحادثة والكشف عن أنها ليست عملا إرهابيا، مع انعقاد مؤتمر برلين للسياحة في مارس المقبل".
وتوقع الرئيس السابق لغرفة المنشأت الفندقية أن يقع ضرر على 80% من المنشأت السياحية، موضحا أنه "لابد أن نثبت أن الحادث ليس إرهابيا ومصر ليست مسؤولة عنه".
بينما يرى رئيس اتحاد الغرف السياحية، إلهامي الزيات، أنه من الصعب التنبؤ بنسبة الضرر التي ستقع على العاملين في قطاع السياحة، "فالأزمة الحالية محصورة في شرم الشيخ، في حين أن الأمور في مدينة كالغردقة مستقرة حتى الآن".
وقلل الزيات من احتمال دخول قطاع السياحة في أزمة كبرى، لأن "مصر هي المقصد السياحي الشتوي الأرخص في المنطقة، حتى لو حدث تأثر سيكون لفترة وتمر".
ولا يتوقع الزيات اتخاذ أي خطوات لدعم العاملين في مجال السياحة، "ليس لدينا صندوق لرعاية المتضررين في القطاع، لدينا صندوق واحد فقط لإنقاذ بعض المشروعات السياحية، وهو صندوق استثماري بالدرجة الأولى".
ويترقب سعيد وحمدي، العاملان بشرم الشيخ والغردقة، ما ستسفر عنه التحقيقات النهائية لحادث الطائرة، لكن مخاوفهم ستسمر لأن "الوضع الحالي غير واضح المعالم"، بحسب قولهما.