صفحة نسوية: فايسبوك يحاول إخماد صوت المرأة في العالم العربي

الثلاثاء 13-11-2012 PM 12:30
صفحة نسوية: فايسبوك يحاول إخماد صوت المرأة في العالم العربي

جرافيتي لحملة انتفاضة المرأة في الوطن العربي-صورة من الصفحة على الفايسبوك

كتب

كتبت: أمنية طلال وجهاد عبادة

في صباح السابع من نوفمبر الجاري حاولت الناشطات الخمس المشرفات على صفحة "انتفاضة المرأة في العالم العربي" الدخول إلى حسابات الفايسبوك الخاصة بهن ليكتشفن حظر حساب إحداهن لمدة 30 يومًا، وحساب أخرى لمدة 3 أيام، ثم حظر حساب مشرفتين أخريين لمدة 24 ساعة.

وحسب بيان للصفحة كانت الرسالة التي بعث بها فيسبوك لمشرفات الصفحة لتفسير سبب الحظر من على الموقع كالتالي: "لقد شاركتن بوضع محتوى يخالف القواعد المجتمعة للفايسبوك"، وأوضحت رسالة الفايسبوك بأن هذا المحتوى هو الجملة التي نشرتها الصفحة كالتالي: "تابعونا على حسابنا على تويتر @UprisingOFWomen .. ادعموا دانا باستخدام هاش تاج #WindToDana".

وقالت سالي ذهني -مصرية - إحدى المشرفات على الصفحة إن الموقع اعتبرهن انتهكن سياسته حين وضعن نداءًا نصيًا يطلبن فيه دعم السورية دانا بقدونس على موقع تويتر والتغريد عنها، مشيرة الى أن الصفحة تتيح للمشاركات حرية التعبير، وأوضحت أن الصفحة هدفها إلقاء الضوء على قضايا المرأة العربية، مؤكدة أن ثورات الربيع العربي فرصة لتغيير وضع المرأة للأفضل.

ودانا بقدونس هي واحدة من مئات النساء والرجال الذين شاركوا في حملة انتفاضة المرأة في العالم العربي، حيث أرسلوا بصورهم وهم يحملون لافتات يعبرون فيها عن أسباب دعمهم هذه الانتفاضة.

وكان الشعار الذي اختارته دانا وأظهرته في الصورة الفوتوغرافية لمشاركتها : "أنا مع انتفاضة المرأة في العالم العربي لأنني كنت محرومة لمدة 20 سنة من أن يلامس الهواء جسدي وشعري"، وكانت في صورتها تقف دون حجاب للرأس بينما تحمل اللافتة وجواز سفرها الذي يظهر صورتها في الماضي عندما كانت ترتدي الحجاب.

وقال بيان صفحة "انتفاضة المرأة في العالم العربي" على فيسبوك إن هذا الحصار المؤقت والمتكرر دون أي دوافع واضحة أو تفسيرات يكشف عن هجوم مباشر على الصفحة المناصرة لقضايا المرأة وحريتها . كما يثير تساؤلات خطيرة حول النوايا الحقيقية وراء سياسات الفايسبوك، وإذا ما كانت صورة دانا بقدونس "المثيرة للجدل" هي مجرد ذريعة تستخدم لإخماد صوت انتفاضة المرأة في العالم العربي.

وأكدت سالي ذهني إحدى مؤسسات الصفحة أن انتفاضة المرأة في العالم العربي وصلت بالفعل إلى الشارع، قائلة "شعارنا اليوم مطبوع على بعض القمصان في دمشق، ومعلق على بعض الدراجات الهوائية في مرسيليا، ومرسوم على الجدران بدءًا من شارع محمد محمود بالقاهرة وصولاً إلى جدران المنازل في الرياض"، وأشارت الى أن هذا الشعار سينتشر قريبًا حول العالم.

وأعلنت منظمات نسائية منها مؤسسة المرأة الجديدة في بيان تضامنها مع صفحة "انتفاضة المرأة في العالم العربي"، مؤكدة على حق المرأة فى حرية الاختيار، مطالبة بوضع حد فوري لجميع سياسات وممارسات الفايسبوك المعادية للمرأة، وإنهاء جميع أشكال الحجب الموضوعة على حسابات أصحاب الصفحة. 

كانت صفحة" انتفاضة المرأة في العالم العربي" -التي تضم 65 ألفاً و693 مشترك- نشرت صورة دانا بقدونس لأول مرة بتاريخ 21 أكتوبر 2012 مع العديد من الصور والعبارات الأخرى  لنساء ورجال من مختلف المعتقدات الدينية والممارسات (بعض النساء يرتدين الحجاب وبعضهن يرتدين النقاب وأخريات لا يرتدين الحجاب)، حيث يطالبون جميعهم بحقوق المرأة ويتمتعون بالتساوي بحرية التعبير في مساحة تشجع على التسامح وتقبل الاختلافات.

وفي 25 أكتوبر قام موقع الفايسبوك بحجب صورة دانا بقدونس كما أوقف حساب إحدى المشرفات التي رفعت الصورة على الصفحة لمدة 24 ساعة، حيث أثارت هذه الحادثة موجة من الغضب بين المدافعات والمدافعين عن حرية التعبير والذين بدأوا على الفور بمشاركة صورة دانا على الكثير من الصفحات والحسابات الشخصية على الفايسبوك، وتويتر، ووسائل التواصل والإعلام الأخرى.

في 28 أكتوبر أعادت الصفحة نشر صورة دانا بقدونس بعد اقتناع المشرفات بأن فايسبوك قد قام بحجبها عن طريق الخطأ نتيجة للبلاغات، وفي 31 أكتوبر 2012، تراجع الفايسبوك عن حذف صورة دانا التي حجبها مسبقًا وأعاد نشرها من تلقاء نفسه على الصفحة  دون إخطار أو تفسير لأسباب الحذف أو الاسترجاع، في حين أن إدارة الفايسبوك لم تتراجع عن قرارها بحظر حساب مشرفة الصفحة التي لم تستعيد حسابها إلا في 5 نوفمبر 2012.

وكنوع من رد الفعلعلى صفحة "انتفاضة المرأة في العالم العربي"، ظهرت 6 صفحات تحمل عنوان "انتفاضة الرجل في الوطن العربي" للدفاع عن حقوق الرجل وحقوق الإنسان بشكل عام رافعين شعار " معاً من أجل رجال ينعمون بالحرية والاستقلالية والأمان في العالم العرب".

تعليقات الفيسبوك