"عبير" تغلبت على سرطان الثدي بالدراسة وصناعة الكريمات الطبيعية

الإثنين 22-09-2014 PM 03:16

عبير إحدى متحديات سرطان الثدي- أصوات مصرية

كتب

كتبت: أمنية طلال

"اعتقدت أن خطأ ما قد حدث، ربما تبدلت التحاليل مع شخص آخر، أو ربما أخطأ الطبيب في التشخيص"، كان هذا هو الأمل الذي تعلقت به عبير جمال الدين، 40 عاما، عندما أجرت التحاليل لأول مرة مكتشفة أنها مصابة بسرطان الثدي، فقررت اللجوء إلى استشاري أورام شهير لعدم ثقتها في المستشفيات الحكومية -حيث أجرت التحاليل في مستشفى حكومي-، وقتها تأكدت أنها بالفعل مصابة بسرطان الثدي.

لم تفكر عبير يوما في إجراء أشعات وتحاليل طبية دورية على الثدي، حتى فور اكتشافها ورم صغير يشبه الحمصه في ثديها، لكن زملائها في العمل شجعوها على إجراء التحاليل للتأكد من سلامتها.

اعتبرت عبير غياب الوعي والخوف أهم الأسباب لعدم الاكتشاف المبكر للأورام السرطانية، متمنية أن "نتخطى الثقافة التقليدية التي تعتبر أن إجراء الفحوصات فال وحش".

الكشف المبكر هو الحل

غياب الوعي بخطورة سرطان الثدي هو الأمر الذي يزعج الدكتور محمد شعلان، رئيس المؤسسة المصرية لسرطان الثدي، الذي أوضح لأصوات مصرية أن "هناك عدم وعي بين السيدات بأهمية الحفاظ على صحة الثدي، واتباع خطوات الفحص والاكتشاف المبكر"، مؤكدا "غالبا ما يتم اكتشاف المرض في مراحل متأخرة على الرغم من إمكانية تحقيق نسبة شفاء قد تصل إلى 90% إذا اكتشف مبكرا".

وسرطان الثدي هو ثاني أكثر السرطانات انتشارا في مصر إذ يمثل 19.29% من حالات السرطان المسجلة في معهد الأورام وفق إحصائيات المؤسسة المصرية لسرطان الثدي، وهو أكثر السرطانات انتشارا بين الإناث، اذ يمثل 30% من مجموع سرطانات الإناث في مصر.

وسرطان الثدي هو عبارة عن انقسام خلايا أنسجة الثدي ونموّها دون الخضوع لأنظمة التحكم الطبيعية في الجسم. وقد تغزو هذه الخلايا النسيج المحيط بالثدي، كما يمكن أن تنتقل لأجزاء الجسم عن طريق الدم أو الجهاز الليمفاوي إذا لم يتم علاجها.

اكتشفت عبير، وهي مدرسة تربية فنية في مدرسة الزمالك بنات، حقيقة مرضها في 2004، حيث لفت انتباهها جزء صلب في حجم الحمصه في الثدي، كان أحيانا يؤلمها وأحيانا أخرى لا تشعر بوجوده، حتى أجرت جراحة استئصال للورم مع الاحتفاظ بالثدي.

وللكشف المبكر عن سرطان الثدي، توضح غادة مصطفى، مدير إدارة الإعلام بالمؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي، ضرورة إجراء أشعة الماموجرام كل عام للسيدة بعد سن الأربعين، إلى جانب كشف الطبيب كل سنة فوق سن الأربعين، وكل 3 سنوات فوق سن العشرين، بالإضافة إلى الفحص الذاتي للثدي كل شهر فوق سن العشرين.

الاهتمام بصحة المرأة

وتحاول المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي رفع الوعي بضرورة الاهتمام بصحة المرأة، وتغيير المفاهيم الخاطئة عن سرطان الثدي، والكشف المبكر عن المرض ومن ثم زيادة نسب الشفاء كما أوضحت مصطفى، مؤكدة أن المؤسسة تسعى لتقديم الدعم الاجتماعي والنفسي لمريضات سرطان الثدي أثناء العلاج.

ضمن مقاومتها للمرض اتجهت عبير إلى تصنيع الكريمات معتمدة على الزيوت الطبيعية والأعشاب من خلال كورسات ودراسات علمية استمرت عامين، "فهي رخيصة ومفيدة وليس لها آثار جانبية" على حد تعبيرها، حيث تمكنت من اختراع 15 نوع كريم لعلاج التشققات وترطيب الجلد والبشرة، ولعلاج الحبوب.

كان مرضها سببا في هذا الاتجاه الذي حماها من استخدام كريمات ترطيب غير طبيعية قد تؤثر على جلدها أو تؤدي لعودة المرض، فكانت اختراعاتها بمثابة منقذ لكثير من السيدات المصابات بسرطان الثدي.

واعتبرت أن هذه الكريمات أفضل كثيرا من اللجوء إلى المواد غير الطبيعية المضرة، موضحة "استخدمت هذه الكريمات كوقاية من العلاجات الكيماوية التي تسبب حساسية الجلد"، وبعدها أتيحت لها فرصة بيع منتجاتها في الأندية والمعارض التي تنظمها المؤسسة المصرية لمكافحى سرطان الثدي.

واخترعت عبير كريم بصمغ العسل وشمع العسل حصل على براءة اختراع من أكاديمية البحث العلمي، وهو تركيبة لعلاج تشققات القدم، فكان العمل والدراسة سبيلها لتجاوز أزمة المرض، حيث حصلت في 2005 على دبلومة وبعدها ماجيستير.

ارتفاع تكاليف العلاج

"لولا التأمين الصحي لكنت عانيت من نفقات العلاج" قالت عبير، مشيدة بدور التأمين الصحي في تحمل نفقات علاجها رغم أنها قررت إجراء جراحة استئصال الورم خارج التأمين الصحي، لكنها تحتاج إلى حقنة هرمونية كل شهر وعلاجات أخرى تتكلف مبالغ كبيرة.

ونصحت عبير السيدات بالمتابعة الدورية خاصة بعد مرحلة والولادة والرضاعة، والانتباه إلى أي جزء غريب ينمو في الثدي.

ووفق المشروع القومي لصحة المرأة لا يوجد أسباب للإصابة بسرطان الثدي، ولا توجد طريقة لمنع الإصابة به حتى الآن، وترتفع نسبة الإصابة في مصر، حيث تصاب 42 سيدة من كل ألف سيدة، والإصابة في مصر تحدث في عمر أصغر من باقي الدول حيث تحدث الإصابة في الثلاثينات.

تعليقات الفيسبوك