بالرسم والفنون.. الأمم المتحدة تستخدم التوك توك لمواجهة التحرش

الأربعاء 01-07-2015 PM 02:35
بالرسم والفنون.. الأمم المتحدة تستخدم التوك توك لمواجهة التحرش

مبركبات من نوع توك توك ودراجة نارية في حي امبابة الشعبي بالحيزة- صورة لأصوات مصرية

كتب

زوجة سائق توك توك: زوجي اصبح يشتري لي الورود بعد حضور البرنامج

كتبت: أمنية طلال

لم يكن محمد شعبان، سائق التوك التوك بعزبة الهجانة، يعرف شيئا عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة أومشروع "مدن آمنة" إلى أن اتصلت به إحدى الجمعيات الأهلية المحلية لتعرض عليه المشاركة في ورش التدريب لسائقي التوك توك التي تشارك في تنظيمها مع الهيئة في عزبة الهجانة بالقاهرة.

ويهدف مشروع "مدن آمنة" إلى الحد من ظاهرة التحرش الجنسي وغيره من أشكال العنف في الأماكن العامة، وتوعية النساء بحقوقهن، ويركز المشروع في القاهرة على أحياء عزبة الهجانة ومنشية ناصر وامبابة.

وشارك في ورش التدريب ما بين 15 و20 سائقا من الأحياء الثلاثة حيث تعلموا أسس الرسم، والقدرة على التعبير من خلال الفن وخاصة فيما يتعلق بالمرأة وما تتعرض له، ومناقشة التحرر من العنف. ويشمل التدريب أيضا تقسيم المشاركين إلى مجموعات لمناقشة العنف ضد المرأة وأنواعه، بهدف إنتاج موضوع بالكتابة أو الرسم.

أطلق المشروع في نوفمبر 2010، ويستمر حتى عام 2018، بمشاركة الحكومة المصرية والمنظمات الأهلية ومنظمات الأمم المتحدة والقطاع الخاص.

وروي شعبان، في جمعية تاج الدول بامبابة، تجربته مع مشروع "مدن آمنة" خلال حفل إفطار نظمته هيئة الأمم المتحدة للمرأة بحضوريانيك جيلمارك، مساعد سكرتير عام الأمم المتحدة ونائب المدير التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة. 

وقال "مكنتش مهتم خالص بورش التدريب لكني بعد كدة استفدت جدا وعرفت حاجات كتير وقررت اقناع زمايلي يحضروا".

وأشار شعبان إلى أنه تعلم في التدريب التعبير عن نفسه وعن أفكاره من خلال الرسم والنحت، موضحا أن الفن غير كثيرا من أفكاره وجعله يفكر في القيام بدوره في مواجهة السلبيات الموجودة بالمجتمع ومنها التحرش.

واختارت الأمم المتحدة للمرأة فئة سائقي التوك توك لتوعيتهم بخطورة التحرش، نظرا لإثارة مشكلة تحرشهم بالنساء والفتيات، ما أظهر حاجة ملحة لمعالجة المشكلة من جذورها.

واعترف شعبان بأن عددا من سائقي التوك توك يتحرشون بالفتيات، لكنه رفض النظرة النمطية من المجتمع لسائقي التوك توك واتهامهم بالبلطجة والتحرش، مؤكدا أنهم يبحثون عن لقمة العيش فقط.

ويرى أن الفتيات من حقهن ارتداء ملابسهن بحرية دون أن يتعرض أحد لهن بأي أذى، وهو ما جعله يتطوع في مؤسسة الشهاب لتوعية زملائه بخطورة التحرش "حفاظا على أخته وأمه وابنته" وأقنع عددا كبيرا من زملائه بحضور التدريب.

وقال جون ميلاد، مدرب سائقي التوك توك، الذي يتبع أسلوبا جديدا في التدريب من خلال الفن كوسيلة فعالة لتغيير الأفكار، إن أكثر ما يؤذي سائقي التوك توك هو الوصم والاتهام بالبلطجة وتعامل الشرطة معهم.

كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما كرم المصري جون ميلاد، لجهوده في مساعدة الأطفال والنساء للتصدي للعنف المجتمعي ضدهم.

وقال أوباما أثناء تكريم ميلاد جاد في حفل نظمته مؤسسة كلينتون الخيرية بأمريكا، في سبتمبر الماضي، إن "جون ميلاد من مصر، يعمل على تعليم المصريين كيف يقبلون بعضهم.. جون هو المستقبل، يساعد الناس على اكتشاف القوة داخلهم والقيادة ومساعدة الأطفال والفتيات ضد العنف الجنسي".

وأكد ميلاد أن اقناع السائقين لحضور الورش لم يكن سهلا، لكن بحلول نهاية التدريب اقتنع معظمهم في بحق الفتيات والسيدات في بيئة آمنة بدون عنف أو تحرش بعدما كانوا مقتنعين بضرورة التحرش بالسيدات اللاتي يرتدين ملابس "خليعة" من وجهة نظرهم.

وأدرك ميلاد أنه نجح في رسالته عندما أرسلت له زوجة أحد سائقي التوك توك رسالة وكوفية صنعتها بنفسها له، تشكره على تغير معاملة زوجها لها، حيث أصبح يشتري لها الهدايا بعد أن كان يضربها ويهينها.

وقالت ميوا كاتو، مديرة مكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر،إن سفراء المواطنة من الشباب في كل منطقة، هم الشريك الأساسي للمشروع،وهم من يقومون بالتغيير.

تعليقات الفيسبوك