ازدهار سوق "الكلاشنكوف" و"سلاح الأكابر" في صعيد مصر رغم ارتفاع أسعارهما

الأربعاء 13-03-2013 PM 03:29
ازدهار سوق

أسلحة ضبطتها الشرطة المصرية سابقا - رويترز.

كتب

كتبت: إسراء محارب

كان اندلاع الثورة المصرية في يناير 2011 وما تبعها من فراغ أمني وتأجج الخصومات خاصة في قرى الصعيد سببا في سعي كثيرين إلى تأمين أنفسهم وممتلكاتهم. الأمر الذي فتح الأبواب على مصراعيها أمام تجارة الأسلحة ،فتحول الصعيد إلى سوق يلجأ إليه راغبو اقتناء الأسلحة.

 "فرد في اليد يحميك في البيت والغيط"؛ سيطرت تلك المقولة التي تشير إلى أهمية اقتناء السلاح على عقول أهالي الصعيد لعقود مضت، مما جعل تجارة الأسلحة غير المشروعة واسعة الانتشار في أنحائه.

 تقليديا يقتني أهل الصعيد الأسلحة للأخذ بالثأر من الخصوم والتباهي بين العائلات ذات النفوذ والحماية من الحيوانات الجبلية المفترسة. وتوجد البؤر الرئيسية لتجارة السلاح في قرى محددة في جنوب وغرب الصعيد، كما يقول بركات الضمراني ناشط حقوقي ومسؤول مركز حماية في محافظة قنا.

أما مصدر الأسلحة فيقول حامد الرشيدي، عمدة أبو دياب غرب، إنها تأتي من السودان وليبيا، وتشهد في تلك الفترة ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار مع زيادة الطلب عليها.

 يقول حمادة محمد صغير، تاجر سلاح في  مدينة قنا، إن سعر "الكلاشنكوف الألماني" أو"الضب" كما يسميه أهالي مركز دشنا وصل الى 26 ألف جنيه مقارنة  ب10 آلاف جنيه قبل الثورة. وهو عبارة عن بندقية آلية الصنع سريعة الطلقات بعيدة المدى، وهذا النوع يقبل عليه  قطاع الطرق واللصوص والخارجين عن القانون.

وهناك نوع  آخر من الكلاشنكوف يسمى "رجل الغراب" لأنه يتكون من دفة حديد سهلة الطي يمكن إخفاؤها داخل الملابس بسهولة، وهي بندقية يسعى الأغنياء للحصول عليها  في القرى وخاصة بعد أن وصل سعرها إلى 14 ألف جنيه بعد أن كان  خمسة آلاف جنيه.

 وبحسب تاجر السلاح حمام شهدي، وشهرته "العفريت"، قفز سعر البندقية "خمسة وإحدى عشر" التي يطلق عليها بين العامة اسم "العصايا" وهي ألمانية الصنع من خمسة آلاف إلى 13 ألف جنيه. أما مسدس "الخرطوشة" الذي يتم صنعه في الورش العشوائية الشعبية فيقبل عليه المزارعون البسطاء لحماية المواشي من اللصوص بسبب انخفاض سعره من 200 إلى 300 جنيه.

 ويرى محسن عمروس، صاحب  أحد المحلات الكبرى، أن أحداث التوتر التي  تشهدها مصر أدت إلى انتشار أنواع جديدة في سوق السلاح غير الشرعية  منها مسدس "برابلوا" وهو الماني ويطلق عليه تسمية "سلاح الأكابر" لأنه يجد إقبالا من كبار العائلات في القرى لما يتميز به من جودة وكفاءة عالية ويتراوح سعره بين 9 و12 ألف جنيه .

ويضيف أن هناك النوع الشرعي من المسدسات الذي يتم الحصول عليه بموافقة رجال الشرطة كالمسدس الحلواني الذي يصنع في المصانع الحربية بحلوان والذي يشهد إقبالا على استخراج أوراقه من قبل أصحاب المحلات والممتلكات الخاصة لتأمينها .

ومن جانبه قال رمضان خليل من قرية الدهسة بمركز فرشوط إن الأسلحة تستخدم للحماية من هجمات اللصوص وقطاعِ الطرق المتكررة على القرية.

 أما محسن علي، مدرس من قبيلة الحميدات، يرى أن امتلاك أسلحة في القبائل أصبح يعني هيبة القبيلة ومكانتها بمقدار السلاح الذي تمتلكه، حيث تحرص بعض العائلات على إطلاق الأعيرة النارية في الهواء كل مساء كنوع من استعراض القوى بين القبائل، وكذلك التباهي بها. فقد أصبح مقياس ثراء العائلة أو القبيلة هو كمية الطلقات النارية التي تطلق في ليلة الزفاف ونوع السلاح المستخدم.  

ومن جانبه قال اللواء صلاح مزيد، مدير أمن قنا، إن "هناك  انتعاش لتجارة السلاح غير المرخص رغم القرارات التي تم إصدارها بنزعه، لذا تتبع المديرية عدة طرق لنزع السلاح وضبط الأمن أهمها "الترغيب" من خلال حوار رجال الإدارة مع كبار وعقلاء القبائل والعائلات لتسليم السلاح غير الشرعي، وتفعيل دور لجان المصالحات الشعبية للحد من فكرة الثأر."

 لكن مهمة الأمن ليست دائما بالسهلة. ففي فبراير 2012 ساهمت سهولة الحصول على السلاح في إعادة الاشتباكات بين قبيلتي الأشراف والحميدات  لمدة  10 أيام عاش خلالها أهالي المنطقة حالة رعب. 

تعليقات الفيسبوك