بالفيديو-"ملكة جمال مصر" ... وعود بالشهرة والماس وخدمة المجتمع

الثلاثاء 16-09-2014 PM 03:52
بالفيديو-

سارة الخولي ملكة جمال مصر لعام 2011 في مسابقة ملكة جمال العالم بالبرازيل، 9 سبتمبر 2011. صورة رويترز

كتب

كتبت: أمنية طلال

الصدفة وحدها كانت وراء انضمام سماهر سعد (21 عاما) لمسابقة ملكة جمال مصر، فلم تكن الشابة تهتم بمسابقات ملكات الجمال من قبل أو ترغب حتى في المشاركة فيها، وكانت ترى أنها من الأمور "التافهة"، على حد تعبيرها.

"مكنتش متحمسة خالص للمشاركة في المسابقة"، تقول سعد التي تعمل – بالإضافة إلى دراستها – كعارضة أزياء. إلا أن يوسف سباهي، الرجل الذي يدربها على طريقة سير عارضات الأزياء (catwalk)، هو المسؤول عن تنظيم مسابقة ملكة جمال مصر هذا العام، واستطاع أن يقنعها بخوض التجربة.

نجحت سعد في أن تقنع والدها ووالدتها بالمسابقة رغم القلق من التحاقها بوسط جديد ينظر له المجتمع نظرة غير لائقة على حد تعبيرها، أما خطيبها فقد كان دعمه لقرارها السبب في استمرارها وسعادتها بالتجربة، تقول الشابة العشرينية.

سعد التي تدرس إدارة أعمال في جامعة مصر الدولية، تقدمت أواخر الشهر الماضي للمسابقة عن طريق الانترنت، فكانت واحدة من ضمن حوالي 100 فتاة تقدمن للاشتراك، بحسب كريم حسين المسؤول الإعلامي للمسابقة.

وبعد اداء بعض الاختبارات وقع اختيار لجنة التحكيم على سماهر سعد و20 متسابقة أخرى لخوض التصفيات، ثم تم استبعاد إحدى المتسابقات بعد تكرار تأخرها عن التدريبات اليومية.

يشدد منظمو المسابقة على أن المنافسة على لقب ملكة الجمال لا تتعلق بالشكل فقط، "للأسف الناس فاكرة إن الجمال شعر أصفر وعيون خضراء"، يقول يوسف سباهي، مضيفا أن الجمال مزيج من الشكل المقبول وامتلاك قدر من الثقافة والرغبة في مساعدة الأخرين.

تتحدث كل المتسابقات عن رغباتهن في خدمة المجتمع بشكل أو آخر في حالة فوزهن باللقب، وقائمة الأهداف طويلة، تتراوح ما بين مكافحة التحرش ورعاية المسنين وتنشيط السياحة ومساعدة ذوي الإعاقة ودعم سكان العشوائيات...إلخ.

لكن لا شك أن الأمر لا يخلو من  إغراءات أخرى كذلك، فبالإضافة إلي الشهرة التي تصاحب لقب "ملكة جمال مصر"، فإن الفائزة ستحصل أيضا على سيارة من إحدى الشركات الراعية للمسابقة، وخاتم من الماس، وجولة سياحية في عدة دول، بالإضافة لتمثيل مصر في مسابقتي ملكة جمال الأرض، وملكة جمال العالم.

 

المسابقة تعود للمرة الأولى منذ الثورة

أقيمت أول مسابقة لملكة جمال مصر عام 1929، وكانت الفائزة الوحيدة من عام 1929 إلى 1954 هي أنتيجون كوستاندا، التي حصلت على لقب ملكة جمال العالم عام 1954.

وكوستاندا فتاة مصرية ذات أصول يونانية، نشأت في الإسكندرية، وكانت تتحدث عدة لغات بطلاقة إلى جانب اللغة العربية.

حصلت كوستاندا على لقب ملكة جمال مصر وسافرت إلى مسابقة ملكة جمال العالم، حيث تنافست مع 16 فتاة أخريات من 16 دولة أجنبية، وجاءت بعد ذلك إلى مصر واهتمت بعروض الأزياء والموضة والديكور.

ومنذ عام 2011 توقفت مسابقة ملكة جمال مصر نتيجة التقلبات السياسية التي عانت منها مصر بعد ثورة 25 يناير، وتعود المسابقة هذا العام تحت عنوان "جمالك يا مصر".

 

تدريبات مكثفة

على عكس سعد التي لم تكن مهتمة بالاشتراك في المسابقة في بداية الأمر، فإن أمينة أشرف (19 عاما) كانت متحمسة للمسابقة منذ اللحظة الأولى، بل وقررت تأجيل دراستها في إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية للمشاركة في المسابقة، رغم معارضة أهلها للفكرة.

تقول أشرف إن الأمر يحتاج إلى التفرغ لأن الاستعداد للمسابقة يتضمن جدولا مزدحما بتدريبات اللياقة البدنية والرقص والمحاضرات، ولأن "الالتزام في التدريبات شرط من شروط الاستمرار في المسابقة".

يبدأ يوم المتسابقات في التاسعة صباحا بإفطار خفيف يتمثل في بيضة أو قطعة جبن قريش، ثم تبدأ تدريبات اللياقة البدنية في صالة ألعاب (جيم) بحي المهندسين. وبعد استراحة قصيرة يأتي موعد الغداء وهو عادة قطعة من اللحم المشوي أو البارد وسلاطة خضراء، وتبدأ المحاضرات أو التصوير في بعض الأماكن السياحية، يعقبها متابعة يومية مع خبير التغذية، وينتهي اليوم بوجبة  العشاء المتمثلة في تفاحة أو عصير جريب فروت.

هذه الحمية الغذائية أحيانا تصيب إنجي سمير (21 عاما) بالجوع، فتبحث خلسة عن الطعام، رغم أن لديها رغبة شديدة في الفوز باللقب، حتى أنها بكت عندما أجمعت لجنة التحكيم على اختيارها للمسابقة.

وتستعد المتسابقات للحفل قبل النهائي الذي سيقام يوم 19 سبتمبر في محكى القلعة، وفيه سيتم اختيار 5 متسابقات من أصل 20، ثم يتم اختيار الملكة والوصيفات يوم 29 من الشهر ذاته في الحفل النهائي الذي يقام بمدينة شرم الشيخ.

 

"أنا متدينة"

"المجتمع لا يمكن أن يتفق على رأي واحد .. فهناك من يعارض المسابقة وهناك من يؤيدها وهذا طبيعي"، تقول أمينة أشرف.

لكن ثقافة المجتمع تفرض نفسها على المسابقة سواء رضخت لها الفتيات أو تمردن عليها، وفي عدد من الحالات لاقت المتسابقات اعتراضا من أهلهن على المشاركة.

إيماج أحمد الطالبة بكلية الهندسة على سبيل المثال أصرت على التقدم للمسابقة رغم اعتراض والدها. وتستنكر أحمد نظرة البعض للمشاركات في مثل هذه المسابقات، قائلة إنها تؤدي كل فروض الصلاة وتقرأ القرآن، ورغم أنها ترى أن الكثيرين لا يعتقدون أن من تشارك في هذه المسابقات تؤدي الفروض، إلا أنها "مقتنعة باللي باعمله وباحب ربنا ومتدينة في نفس الوقت".

ورغم أنه ينفي أن يكون للأمر علاقة "بضغوط المجتمع" إلا أن يوسف سباهي قرر إلغاء فقرة عرض المايوه من المسابقة هذا العام، قائلا إنها غير ضرورية لأن الهدف منها هو إبراز اللياقة البدنية وتناسق الجسد وهو ما يمكن التأكد منه بدون ارتداء المايوه، على حد قوله.

تعليقات الفيسبوك