في مقال لهيئة تحريرها، قالت صحيفة الواشنطن بوست إن تحالف الولايات المتحدة في مواجهة داعش، مع ما تسميه أنظمة عربية قمعية عدت مصر من بينها، "يسبب ضررا مؤكدا أكثر مما يجلب نفعا لمصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية".

وقالت الصحيفة إن "تحرك أوباما السريع لإصلاح العلاقات مع دول في الشرق الأوسط، من أجل بناء تحالف ضد "داعش"، كان ناجحا ومثل تراجعا عن سياسة أوباما السابقة بعدم التورط في المنطقة".

وأضافت "لكن هذا التقارب مكلف، بسبب تخفيف الضغط على الأنظمة التي استجابت لمطالب الربيع العربي بالقمع الوحشي، وعلى رأسها مصر، التي ضمن حاكمها المدعوم من الجيش واحدا من اللقاءات الثنائية مع الرئيس أوباما في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي".

وقالت إن "مكافأة مصر لم تكن فقط سياسية ولكن عسكرية بإعلان وزير الدفاع الأمريكي تشيك هاجل تسليم مصر 10 طائرات هليكوبتر من طراز آباتشي، كان علق تسليمها بسبب مخاوف بشأن انتهاكات مصر لحقوق الإنسان، وعلى الرغم من عدم مشاركة مصر في القصف الجوي (لداعش)".

وقالت الصحيفة إن قرار أوباما بلقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "أثار عدم رضاء مفهوم" بين خبراء السياسة الخارجية للولايات المتحدة وحقوق الإنسان في "مجموعة العمل بشأن مصر" التي أرسلت خطابا لأوباما قالت فيه "مهما بلغت المساعدة لتي يمكن أن يقدمها أو لا يقدمها (السيسي) في القتال ضد المتطرفين الممارسين للعنف في المنطقة، فإنه  يقابلها تطرف وعدم استقرار يرعاه يوما بعد يوم في مصر من خلال سياساته القمعية".

وتشير الصحيفة إلى حديث لأوباما لمبادرة كلينتون العالمية، قالت إنه أقر فيه بالتناقض بين الأهداف الأمنية وحقوق الإنسان، وإنه تطرق إلى ذكر مصر عدة مرات، وإلى سجن الناشط أحمد ماهر.

 وتشير أيضا لتصريح للبيت الأبيض عن لقاء أوباما السيسي قال إنه "أثار خلاله عددا من المخاوف المحددة تتعلق بحقوق الإنسان وسجن صحفيين".

وتضيف الصحيفة أن "مثل هذا الضغط الرئاسي مهم ويمكه أن يؤدي لتغيير، مثلما حدث في عهد الرئيس السابق بوش".

وتضيف "لكن على أوباما أن يتدبر أيضا درسا آخر من عهد بوش بعد هجمات 11 سبتمبر؛ إذ بينما يمكن تكتيكيا أن يكون التحالف مع أنظمة عربية قمعية مفيدا في مواجهة داعش، إلا أن هذا التحالف يسبب ضررا مؤكدا أكثر مما يجلب نفعا لمصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية".

رابط المقال الكامل على موقع صحيفة الواشنطن بوست بتاريخ 27 سبتمبر 2014