افتتاحية الواشنطن بوست: أوقفوا دعم الولايات المتحدة لمصر

الخميس 30-10-2014 PM 04:17
افتتاحية الواشنطن بوست: أوقفوا دعم الولايات المتحدة لمصر

جلسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي باراك أوباما25 سبتمبر 2014 - رويترز.

كتب

دعت صحيفة الواشنطن بوست، في مقال لهيئة تحريرها، اليوم الأربعاء، الإدارة الأمريكية إلى عدم الإفراج عن المعونات العسكرية لمصر، قائلة إن الدبابات والطائرات "لن تفيد في المعركة ضد الإرهاب"، وإن الأولى دعم "المعارضة الديمقراطية والمجتمع المدني" في مصر.

وفي الافتتاحية المنشورة على موقع الصحيفة الإلكتروني، قالت الواشنطن بوست "أكد الرئيس أوباما لسنوات عديدة أنه يتوجب على الولايات المتحدة أحيانا أن تتغاضي عن التزامها بحقوق الإنسان حين تقوم بدعم أنظمة قمعية تدعم أهداف الأمن القومي للولايات المتحدة. تمثل حكومة عبد الفتاح السيسي حالة للدراسة بشأن مدى تضليل هذا المبدأ".

وتضيف الصحيفة "باسم إلحاق الهزيمة بالتطرف الإسلامي، أسس الرئيس السيسي أكثر الأنظمة قمعا في مصر على امتداد نصف قرن من الزمان، منذ قيادة انقلاب عسكري في يوليو 2013، ضد حكومة الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتخبة، وسجن ما يزيد عن 16 ألف شخص وقتل نحو ألف، وحظر الاحتجاجات العامة، والقضاء على الصحافة الحرة، وشن حملة أمنية على الجمعيات غير الحكومية، وحبس عشرات من العلمانيين الذين قادوا المعركة من أجل خلق نظام ديمقراطي ليبرالي عام 2011 و2012 بتهم ملفقة".

وترى الصحيفة أن الوضع الفعلي للإرهاب في مصر أصبح باضطراد أكثر سوءا خلال حكم الرئيس السيسي، حسب قولها.

وتشير إلى هجوم الجمعة الذي تصفه بالأكثر خطورة منذ عقود ومقتل 30 جنديا من الجيش في سيناء، ومقتل المئات منهم خلال 15 شهر مضت في سيناء وأثناء تفجيرات في القاهرة، استهدفت خلال الأسابيع القليلة الماضية محيط وزارة الخارجية وجامعة القاهرة.

وتقول الصحيفة إن رد فعل السيسي على الهجوم "يعكس خطة للفشل، باتخاذ إجراءات نحو مزيد من التقييد للمعارضة السلمية وحرية التعبير"، مشيرة إلى بيان لرؤساء تحرير الصحف الرئيسية صدر يوم الأحد "يتعهدون فيه بعدم انتقاد مؤسسات الدولة، بما فيها الجيش والشرطة والقضاء".

وتشير الصحيفة إلى أن محكمة في نفس اليوم قضت بسجن 23 ناشطا سياسيا "بمن فيهم العديد من القادة الليبراليين الديمقراطيين"، لمدة ثلاث سنوات لخرق قانون "يقيد الاحتجاجات".

وتشير كذلك لإصدار السيسي قرارا بقانون يوسع سلطة المحاكمات السرية العسكرية للمدنيين، بما في ذلك طلاب الجامعة المتهمين بتخريب المنشآت الجامعية.

وترى الصحيفة أن أيا من هذه الإجراءات لن يؤثر على التنظيمات الإرهابية الحقيقية التي تتخذ من سيناء قاعدة لها، والتي أعلنت واحدة منها مبايعتها لداعش.

وتقول الصحيفة "متشددو (تنظيمات سيناء) لا يشاركون في المظاهرات، ولا ينشرون مقالات ناقدة، أو يتظاهرون في حرم الجامعات".

وتضيف الصحيفة "يقضي قمع النظام على منافذ الإسلاميين المعتدلين، ويهمش حلفاءه العلمانيين، ويحول المعارضين السلميين سابقا إلى مدد لعضوية التظيمات الجهادية".

وترى الصحيفة أن إدارة الرئيس الأمريكي أوباما "تتجاهل بعناد هذا الاستنتاج المنطقي البسيط، وتحمي نظام السيسي مقللة من شأن انتهاكاته، ووزير خارجيته جون كيري يصر على أن الرئيس السيسي يقود مصر نحو الديمقراطية".

وتدعو الصحيفة إدارة أوباما إلى "الدفاع عن ما تبقى من المعارضة الديمقراطية في مصر والمجتمع المدني، بدلا من محاولة الإفراج عن المعونات التي ستنفق على دبابات وطائرات مقاتلة ليس لها قيمة في المعركة ضد الإرهاب".

رابط الافتتاحية على موقع صحيفة الواشنطن بوست بتاريخ اليوم 29 أكتوبر 2014

تعليقات الفيسبوك