الفاينانشيال تايمز: الوقت مبكر للترحيب بالسيسي ... مصر مكان يصعب التنبؤ بما سيحدث فيه

الخميس 24-04-2014 PM 12:21
الفاينانشيال تايمز: الوقت مبكر للترحيب بالسيسي ... مصر مكان يصعب التنبؤ بما سيحدث فيه

المشير عبد الفتاح السيسي - صورة من حملته الانتخابية

كتب

كتبت رولا خلف أن الجيش والمؤسسات الأمنية تقف بقوة إلى جانب عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع السابق المرشح للرئاسة، في الوقت الذي يصمم فيه مؤيدوه من دول الخليج على أن يروا نجاحه، بينما يفتن به الكثير من المصريين الذين ضاقوا ذرعا بالفوضى التي أعقبت ثورة 2011، وخاب أملهم في فترة الحكم القصيرة للإسلاميين.

وفي مقال على موقع صحيفة الفاينانشيال تايمز، تحذر الكاتبة مما تسميه التسرع في الترحيب بالسيسي، قائلة "أثبتت مصر خلال الأعوام الثلاثة الماضية صعوبة التنبؤ بما سيحدث بها، فالمزاج الجماهيري يتبدل سريعا، وشعبها لا يسامح...المصريون انقلبوا على كل من حاول حكمهم".

وتضيف "مع الوقت ستتكشف قدرات السيسي المحدودة على إصلاح الاقتصاد المصري المتهاوي، وكذلك مثالب سياسته في استئصال الإسلاميين".

وتتابع "يمكن مواجهة الإسلام السياسي فقط بمزيج من إدماج الإسلاميين الوسطيين، والسعي نحو بدائل سياسية أكثر ميلا لليبرالية ..تعددية أبدى السيسي رغبته في عدم قبولها، ولا شئ يرجح أنه بمجرد انتخابه سيتحول إلى نصير للديمقراطية".

وترى الكاتبة أن نجاح السيسي ينطوي على مخاطرة "بإضفاء شرعية على نظام استبدادي جديد بالبلاد، من شأنها أيضا أن تمهد الطريق لحكومات الغرب المتشككة لأن تطبع العلاقات مع القاهرة".

وتقول "يمكن أن تبدو الانتخابات حقيقية فقط لو تم تجاهل المناخ الذي تجرى فيه؛ سجون تعج بالإسلاميين، ومحاكم تتنافس في إلقاء المزيد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وراء القضبان، ووسائل إعلام تصور السيسي بانه المخلص وتوصم الإسلاميين بالإرهاب".

وتشير الكاتبة إلى قول الكثير من المصريين حاليا إن ما تحتاجه مصر هو رجل قوي عاقد العزم على استعادة هيبة الدولة، "بغض النظر عن أنه سيعيد البلاد لدولة أكثر قمعا من عهد مبارك".

وتضيف "انتخاب السيسي سيمنح الحكومات الغربية مسوغا ضروريا لإغلاق صفحة انقلاب يوليو وما أعقبه من قمع وإراقة دماء، بعد أن ظلت سياستها تجاه مصر معلقة، في ظل امتناع الولايات المتحدة عن وصف تدخل الجيش المصري بأنه انقلاب، وفي ظل توفير دول خليجية تمقت الإخوان المسلمين لدعم مالي لمصر".

وترى الكاتبة إن العواصم الغربية وجهت القليل جدا من الانتقاد العلني للسلطات المصرية، "رغم إقرار مسؤولين في أحاديث خاصة بأنها تسير نحو اتجاه خاطئ"، وتشير إلى فتح الحكومة البريطانية تحقيق بشأن جماعة الإخوان المسلمين مؤخرا واصفة إياه بأنه مدعاة لغبطة النظام المصري، كما تشير إلى عزم الاتحاد الأوروبي على إرسال مراقبين لمتابعة الانتخابات الرئاسية قائلة "وكأنها منافسة حقيقية".

وتقول الكاتبة "إن مصر حقا على درجة كبيرة من الأهمية لأن يتم تجاهلها، وبالنسبة للحكومات الغربية تمثل عودة النظام القديم بعد ثلاثة أعوام من الاضطراب درجة من الجاذبية. كشفت الديمقراطية في العالم العربي أنها بالغة الفوضوية، وتم نسيان الأنظمة الاستبدادية التي وفرت قشرة من الاستقرار تحطمت بالفعل تحت وطأة الظلم المتزايد."

المقال كامل منشور على موقع صحيفة الفاينانشيال تايمز بتاريخ الأمس 23 أبريل 2014.

تعليقات الفيسبوك