أحدث الأخبار
إعداد: حسن صابر
اجتاح الهوس بالفرعون المصري توت عنخ آمون العالم بعد اكتشاف مقبرته سليمة دون أن تمسها يد لصوص الآثار في القرن الماضي، وإذا صحت نظرية وجود مقبرة أخرى، قد تكون للملكة نفرتيتي، وراء الجدران الملونة لمقبرته فقد تكون طوق إنقاذ لقطاع السياحة في بلد يتوق إلى أخبار سعيدة حسب ما تتوقع مجلة ناشيونال جيوجرافيك.
وقالت المجلة إن وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي أعلن أن فحصا لمقبرة توت عنخ آمون يؤكد فيما يبدو نظرية عالم الآثار البريطاني نيكولاس ريفز بوجود أبواب سرية في جدران المقبرة بوادي الملوك بالأقصر.
وكان ريفز صرح، في أغسطس الماضي، أن مقبرة توت تضم ممرا سريا يؤدي إلى غرفة دفن نفرتيتي التي لم تكتشف مقبرتها إلى الآن.
وأضافت أن الدماطي وهشام زعزوع، وزير السياحة المصري، قاما بزيارة وادي الملوك في مطلع الشهر واجتمعا لوقت قصير بريفيز في وجود عشرات الصحفيين والمصورين والمسؤولين.
وكتب بيتر هيسلر، في مقال بموقع المجلة على الإنترنت، أن نظرية ريفز تقول إن هناك بابين سريين في اثنين من جدران غرفة الدفن بمقبرة الملك توت عنخ آمون الذي عاش في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وإن المقبرة في الأصل كانت معدة للملكة نفرتيتي -التي يعتقد أنها زوجة والد الملك- وأن مومياء الملكة قد تكون في غرفة لم تكتشف بعد وراء أحد الأبواب السرية في الجدران المغطاة بمناظر ملونة.
وأشار الى أن لصوص الآثار كشفوا خاصية مشابهة في مقبرة الملك حور محب اتاحت لهم نهبها لكن يدهم لم تصل إلى مقبرة توت عنخ آمون.
ونقلت المجلة عن الدماطي قوله، أثناء زيارته لمقبرة الملك حور محب بوادي الملوك، "لو كنا متأكدين بنسبة مئة في المئة بأن هناك غرفة وراء الجدران.. مقبرة كاملة.. فهذا يعني ضرورة إيجاد وسيلة للوصول إليها".
وحين تساءل زعزوع عما إذا كان استخدام تقنية المسح الحراري -المقرر مبدئيا إجراؤها في نوفمبر- سيسرع من الوصول إلى نتائج، جاء رد ريفيز قائلا "نعم.. يجب أن نعرف على الفور."
وقد يكون الكشف المحتمل ندا لاكتشاف هوارد كارتر لمقبرة توت عنخ آمون نفسها عام 1922.
* لعنة توت عنخ آمون
وقالت المجلة إن سلسة من وفيات الذين ارتبطوا بالمقبرة أعقبت اكتشافها وأثارت لدى الصحافة الشعبية جدلا حول "لعنة" مقبرة توت عنخ آمون، منها وفاة عالم المصريات آرثر ميس الذي كان يشكو في خطاب لزوجته من معاناة فريق العمل مع المسؤولين والصحفيين حينها، قائلا "اجتماع علم الآثار والصحافة سئ في حد ذاته، ولكن عندما تضاف إليهما السياسة فإن الأمر يصير أسوأ".
وأضافت المجلة أن ملاحظة ميس لا تزال مناسبة بعد نحو قرن من كتابتها، موضحة أن اكتشاف كارتر الأول للمقبرة حدث خلال فترة اضطراب سياسي بدأت فيه خلخلة سلطة الاحتلال الانجليزي في مصر، وأن النظرية الحالية لريفز تأتي في لحظة حساسة أخرى، حيث تداعى الاقتصاد المصري بسبب عدم الاستقرار الذي أعقب ثورة يناير 2011.
وأشارت إلى تضرر السياحة وخاصة بعد مقتل سائحين مكسيكيين عن طريق الخطأ أثناء ملاحقة قوات الأمن لإرهابيين في الصحراء الغربية الشهر الماضي.
ورأت المجلة أن الضغوط التي تعرض لها كارتر، الذي استغرق عمله لتوثيق محتويات المقبرة ونقلها منها نحو عشر سنوات، ربما جعلته لا يركز على احتمال وجود أبواب سرية.
وقالت إن ريفز ينتمي لجيل آخر ويدرس المقبرة بعين جديدة، ويعتقد أن قناع توت عنخ آمون الشهير المعروض بالمتحف المصري بالقاهرة صمم أصلا لملكة يعتقد أنها الملكة نفرتيتي، مؤسسا رأيه على مجموعة من التفاصيل منها وجود ثقبين بأذني القناع لأقراط لم يعتد الفراعنة الرجال على ارتدائها.
وتوفيت نفرتيتي في ظروف غامضة، خلال ثورة أنهت حكم زوجها الملك اخناتون -الملقب بفرعون التوحيد- والذي حكم بين عامي 1379 و1362 قبل الميلاد.
* أدلة تدعم النظرية
وقالت المجلة إن أي شخص يزورالمقبرة يمكنه أن يلاحظ بالعين المجردة وجود دليل فعلي يثبت نظرية ريفز، مشيرة إلى أنه درس نتائج فحص سابق بالليزر للمقبرة أنجزته بعثة "فاكتوم آرت" الأسبانية، ولاحظ أن الجدران بها مظاهر غير عادية ترجح وجود الأبواب السرية، وأن مظاهر مماثلة لها أدت سابقا إلى اكتشاف أبواب سرية في مقبرة ملك آخر هو حور محب الذي حكم مصر بعد الملك توت بسنوات قلائل.
وذكرت أن تفاصيل الصور التي أنجزتها البعثة لمقبرة توت عنخ آمون كانت دقيقة للغاية إذ بلغت قوة التحديد بها 100 مليون نقطة في كل متر مربع من المقبرة.
موضوعات ذات صلة: